مصر تتخذ خطوات ملموسة نحو تحقيق مصايد أسماك مستدامة فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود

 

اعتمدت أكثر من عشرين دولة، والاتحاد الأوروبى، اليوم الإثنين، 21 تدبيراً لضمان الحفظ والاستخدام المستدام للموارد البحرية الحية فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.

بعد أسبوع من المناقشات المكثفة، اعتمد أعضاء الهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط (GFCM) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) سلسلة من التوصيات والقرارات الملزمة التى تتناول الأولويات الإقليمية.

عمل متضافر لضمان مستقبل مستدام لمصايد الأسماك
يعتبر قطاع الصيد البحرى وتربية الأحياء المائية من المحركات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية فى المنطقة منذ آلاف السنين.

شهدت السنوات العشر الماضية أخيرًا تطوراتٍ إيجابية فى فيما يتعلق بوضعية المخزونات التى تعانى من ضغوط بشرية متزايدة باستمرار.

مع تعرض 75% من الأرصدة السمكية للصيد الجائر (SOMFI 2020)، لطالما كانت الإدارة المستدامة للموارد أولوية للبلدان من أجل ضمان الأمن الغذائى وسبل عيش مئات الآلاف من الناس.

تشمل القرارات التى تم اتخاذها اليوم تعزيز برنامج بحثى حول حلزون الرابا، والتدابير التى تتناول إدارة ثعبان البحر الأوروبى، والمرجان الأحمر وسمك المرجان الوردى، والجمبرى الأحمر العملاق، والروبيان الأزرق والأحمر، وسمك الطربوت، بالإضافة إلى حدود كمية الصيد، والإغلاق الزمنى أو الجغرافى وحظر الصيد الترفيهى.

رحلة تمكين المرأة فى قطاع الاستزراع من تونس لمصر ثم للمتوسط

تلعب المرأة فى البحر الأبيض المتوسط دورا هاما فى مجالات عدة منها الاستزراع المائى حيث تساهم فى جميع مراحل الإنتاج والتسويق والبحث العلمى.

وإيماناً بالمكانة المهمة للعنصر النسائى فى تنمية القطاع احتضنت تونس تحت رعاية الهيئة العامة لمصائد أسماك البحر الأبيض المتوسط دورة تدريبية نسائية شاركت فيها شابات من 16 دولة.

كما تم تأطيرهن من قبل نساء رائدات فى المجال من وزيرات ونائبات سابقات من الاتحاد الأوروبى ومديرات مؤسسات عريقة فى المجال.

تواصلت الرحلة من تونس إلى مصر ومن ثم لدول المتوسط حيث تقدمت مصر بمقترح خلال الدورة 45 للهيئة يدعو جميع الدول الأعضاء إلى مزيد تمكين المرأة فى القطاع والسير نحو تفعيل مساهمتها فى الأمن الغذائى.

وقال د. محمد العربى، مدير الدعم الفنى لجهاز البحيرات وتنمية الثروة السمكية بجمهورية مصر العربية: التعاون بين مصر وال GFCM تعاون قوى ووثيق فى مجال الاستزراع السمكى ومجال المصايد.

وأضاف، فى نطاق الاستزراع السمكى نخطط لإنجاز برامج تدريبية بدعم من ال GFCM لدول جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط والتعاون بين هذه الدول فى استزراع الأعشاب البحرية وتبادل الخبرات ونقل المعارف سواء كان فى مجال إنتاج المحاريات أو فى إنتاج سمك البلطى الأحمر.

تحويل الأنواع الغازية إلى فرصة للحفاظ على النظم البيئية البحرية وحماية سبل العيش

تم تحديد أكثر من 1000 نوع غازى متواجد فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، أكثر من نصف هذه الأسماك وقناديل البحر والقريدس والأنواع البحرية الأخرى أنشأت تجمعات دائمة وهى آخذة فى الانتشار، مما يسبب القلق بشأن التهديد الذى تشكله على النظم الإيكولوجية البحرية ومجتمعات الصيد المحلية.

وافقت الهيئة اليوم على إطلاق دراسة تجريبية فى شرق البحر الأبيض المتوسط، والتى تعتبر نقطة ساخنة للأنواع الغازية، من أجل تطوير نموذج يتم تصديره إلى بقية المنطقة.

كما سيتم إنشاء مرصد على مستوى البحر الأبيض المتوسط فى تركيا بهدف تعزيز المناقشات الإقليمية حول أفضل الممارسات لإدارة الأنواع الغازية وهى مؤسسة مجهزة لتمكين البلدان من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مصايد الأسماك.

يصادف هذا الأسبوع الاحتفال بالذكرى السبعين للهيئة العامة لمصايد الأسماك

افتتحت الحدث وزيرة الزراعة والتنمية الريفية الألبانية، Frida Krifca، ومدير قسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى منظمة الأغذية والزراعة، د. Manuel Barange، متحدثًا نيابة عن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة.

اغتنم الأخيران المناسبة للتذكير بتطور الهيئة العامة لمصايد الأسماك فى شكلها الحالى كمنظمة إقليمية حديثة وفعالة لإدارة مصايد الأسماك.

وقال د. Barange: إن تاريخ الهيئة العامة لمصايد الأسماك ملىء بالإنجازات، وما ظل ثابتًا هو الدعم الذى قدمته منظمة الأغذية والزراعة إلى الهيئة العامة لمصايد الأسماك، والذى سمح لها فى النهاية بالتطور إلى هيئة تستجيب لاحتياجات أعضائها.

وأضاف Roland Kristo رئيس GFCM ونائب وزيرة الزراعة والتنمية الريفية، كان عملنا جميعًا ومن كانوا قبلنا هو الذى قادنا إلى النقطة التى نحن فيها اليوم.

الأمر متروك لنا جميعًا الآن لتوجيه GFCM نحو المستقبل، والهيئة مجهزة بشكل أفضل من أى وقت مضى ولكنها أيضًا تواجه بعضًا من أشد التحديات فى تاريخنا.

الدول توكل قيادة الهيئة العامة لمصايد الأسماك إلى عالمٍ ذو مكانة دولية

بعد عملية اختيار أشرفت عليها إدارة المنظمة وأعضاء الهيئة العامة لمصايد الأسماك، اقترح المدير العام لـ FAO أمينًا تنفيذيًا جديدًا للهيئة العامة لمصايد الأسماك.

تمت الموافقة على ترشيح المواطن الإسبانى بالإجماع من قبل أعضاء GFCM هذا الأسبوع.

سيكون مسؤولاً عن تنفيذ سياسات وأنشطة الهيئة العامة لمصايد الأسماك، ويدير أمانتها نيابة عن الأعضاء.

نتائج كل سنتين بشأن حالة مصايد الأسماك ستصدر فى ديسمبر

تركز أعين مجتمع الصيد الآن على 7 ديسمبر، عندما ينشر تحديث عن حالة مصايد الأسماك فى المنطقة، مما سوف يؤكد ما إذا كنا على المسار الصحيح لمعالجة الوضع الحرج لمصايد الأسماك فى المنطقة فى مواجهة العديد من الضغوطات على النظام البيئى، من تغير المناخ وصولاً إلى التلوث البلاستيكى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »