مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية: مصر وزامبيا تشتركان فى رؤية موحدة لمستقبل القارة الإفريقية
أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية كريم شريف، إن مصر وزامبيا تشتركان فى رؤية موحدة لمستقبل القارة الإفريقية قائم على الشراكة والتضامن والتقدم المشترك.
وأشار، إلى أن مصر كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال زامبيا وتفتح بعثة دبلوماسية فى لوساكا عام 1964، معربًا، عن تقدير زامبيا لهذه الصداقة من خلال تسمية ثلاثة من الشوارع الرئيسية فى لوساكا باسم مصر وهى “شارع السويس”، و”شارع ناصر”، و”شارع القاهرة”.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الخميس، فى احتفال نظمته سفارة زامبيا بالقاهرة بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والستين لاستقلال زامبيا، مؤكدًا، أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة بين القاهرة ولوساكا.
وأضاف شريف، أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تجددًا مستمرًا عبر الأجيال خاصة فى السنوات الأخيرة مع زيارات رفيعة المستوى تضمنت زيارة الرئيس السيسى إلى لوساكا فى يونيو 2023 لتسليم رئاسة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (COMESA) للرئيس هيشيليما، وزيارة الرئيس هيشيليما لمصر للمشاركة فى مؤتمر COP 27 فى نوفمبر 2022 وزيارته الرسمية للقاهرة فى فبراير 2025، وهو ما أسفر عن نتائج بنّاءة عززت التعاون بين البلدين.
وقال: إن الشعب الزامبى أظهر إرادة ثابتة وعزيمة قوية لتحقيق الاستقلال وبناء دولة حديثة قائمة على السلام والوحدة والتنمية، ونحن فى مصر نفتخر بعلاقات تاريخية ممتدة مع زامبيا قائمة على الروابط السياسية والإنسانية العميقة منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وكينيث كاوندا حيث وضعوا أسس هذه العلاقة حتى قبل استقلال زامبيا.
وأكد شريف، أن مصر ترى فى تعزيز التعاون الاقتصادى ركيزة أساسية لتحقيق تكامل أفريقى أعمق، مشيرًا، إلى إطلاق مصر آليات جديدة لضمان الصادرات والاستثمارات فى إفريقيا، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة المصرية على الاستثمار بما فى ذلك فى زامبيا.
ولفت، إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ حوال 15.6 مليون دولار أمريكى خلال النصف الأول من 2024، بينما بلغت صادرات زامبيا من النحاس الخام إلى مصر حوالى 165 مليون دولار فى 2023، معربًا، عن تطلع مصر لمضاعفة هذه الأرقام.
وأشار، إلى أن منتدى الأعمال المصرى – الزامبى الذى عُقد على هامش زيارة الرئيس هيشيليما الأخيرة يعكس التزام البلدين بتعميق التعاون التجارى والاستثمارى فى قطاعات أساسية مثل البنية التحتية والطاقة والطاقة المتجددة والزراعة والصحة، موضحًا، أن مصر تمتلك خبرات واسعة يمكن أن تسهم فى دعم جهود زامبيا الوطنية لمواجهة تحديات الجفاف وتغير المناخ.
وأضاف شريف، أن التعاون يشمل أيضًا مجالات الزراعة وإعادة تأهيل الأراضى وإدارة الموارد المائية، والبنية التحتية والنقل، حيث يتم التنسيق بين الشركة العربية للمقاولات ووزارة البنية التحتية الزامبية فى مشاريع مثل جسرى واتابو وزامبيزى، إضافة إلى تطوير طريق لوبيتو الاستراتيجى الذى يربط زامبيا بالكونغو الديمقراطية وأنجولا.
وأشار، إلى المباحثات المستمرة بين مصر للطيران والسلطات الزامبية لاستئناف الرحلات المباشرة بين القاهرة ولوساكا لتعزيز التبادل التجارى والسياحى.
وفى قطاع الصحة، أثنى شريف على مساهمة الكوادر الطبية المصرية فى زامبيا وبرامج بناء القدرات المشتركة، لا سيما بعد توقيع مذكرة تفاهم يونيو 2024 الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية.
أما فى مجال الطاقة والطاقة المتجددة، أكد على استعداد مصر لتنفيذ مشاريع مشتركة لدعم زامبيا فى مواجهة تحديات الجفاف وانقطاع الكهرباء.
وأوضح شريف، أن التعاون يشمل تنمية الموارد البشرية من خلال برامج تدريبية تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، حيث استفاد أكثر من 500 مشارك زامبى من هذه البرامج فى مجالات متنوعة تشمل الشرطة ومكافحة الإرهاب والأمن السيبرانى، مشيرًا، إلى استعداد مصر لتوسيع هذه البرامج بالتعاون مع المؤسسات الزامبية.
