محاولات إسرائيل لتحقيق التفوق الجوي

 

تسعي اسرائيل في ظل حكومة نتنياهو الي تحقيق السيادة الجوية المطلقة في الشرق الاوسط وليس علي سماء طهران وحدها..

ومن اجل ذلك تحاول من خلال اللوبي الصهيوني الذي يعمل لحسابها في واشنطون الحصول علي نوعيات فائقة التطور من الاسلحة الجوية بشكل خاص، والتي لم تحصل عليها دولة اخري في العالم ، ولا دول حلف الناتو نفسه..

كان آخر هذه المحاولات الاسرائيلية من خلال هذا اللوبي الصهيوني هو. مشروع القانون الذي تقدم به عضوا مجلس النواب الامريكي، وهما النائب الديموقراطي جوش جوتهايمر، والنائب الجمهوري مايك لوجلر، الي المجلس، والذي يطالبان فيه يمنح الرئيس ترامب صلاحية تزويد اسرائيل بقاذفات. الشبح من طراز بي – ٢ سبيريت، والقنابل الخارقة للتحصينات جي بي يو – ٥٧ والتي تزن القنبلة الواحدة منها ثلاثة عشر طنا ، لاستخدامها مستقبلا ضد ايران اذا عاودت تطوير برنامجها النووي لانتاج اسلحة نووية..

وهو ما يعني اتاحة القدرة لاسرائيل لضرب المفاعلات والمنشآت النووية التي قد تقيمها ايران في اي وقت دون الرجوع في ذلك الي حليفها الامريكي لاستشارته او للتنسيق معه او طلبا لمشاركته، الخ..

وهو ما سوف يطلق يدها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب ضد خصومها الحاليين والمحتملين.في هذه المنطقة من العالم..وليصبح القرار هو قرارها وحدها..

والا لما كانت هناك حاجة الي حيازتها لهذه القاذفات الامريكية .. ولبقي القرار باستخدامها قرارا امريكيا بالاساس.. او هذا هو ما افهمه…

وللعلم، فان كل ما تمتلكه امريكا من هذه القاذفات الشبح هو تسع عشرة قاذفة بالعدد لان برنامج انتاجها من خلال شركة نورثروب جرومان متوقف منذ التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي..

وتبلغ تكلفة القاذفة الواحدة منها ما يزيد قليلا علي ملياري دولار.. وهو ما يجعلها اغلي طائرة حربية في العالم.. ومن هنا يبدو هذا هذا الطلب من قبل عضوي الكونجرس غريبا للغاية لقلة مخزون امريكا منها ولفداحة ثمنها الا لذا حصلت اسرائيل عليها كمنحة مجانية ..

لم يتضح بعد ما اذا كان المجلس سوف يوافق او يعترض علي مشروع القانون المقدم اليه من النائبين جوتهايمر ولوجلر،..

لكن ما يهمنا التاكيد عليه هو ان هذا القانون اذا ما تم اقراره بدعم من نواب الحزبين الديموقراطي والجمهوري ، فانه سوف يضع الشرق الاوسط امام تحديات امنية خطيرة وغير مسبوقة، وقد يشعل المزيد من الحروب والصراعات المسلحة علي يد اسرائيل ، ويضاعف من حدة التوتر في منطقة هي الاكثر خطرا علي السلم والامن الدوليين.. وهكذا بدلا من التهدئة وخفض التوتر، يصبون في واشنطون المزيد من الزيت علي النار…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »