كازاخستان تحتفل بالذكرى الـ 31 للتخلى عن أكبر رابع ترسانة أسلحة نووية تدميرية فى العالم  

 

تحتفل جمهورية كازاخستان، اليوم الإثنين، بالذكرى الـ 31 للتخلى عن أكبر رابع ترسانة أسلحة نووية تدميرية فى العالم، وذلك من خلال إغلاق موقع للتجارب النووية فى مدينة “سيميبالاتينسك ” الكازاخية، والتى شهدت إجراء 450 تجربة نووية خلال أربعين عاماً عانى منها الشعب الكازاخى.

حيث تخلت جمهورية كازاخستان بمحض إرادتها عن رابع أضخم ترسانة نووية فى العالم.

وعلى أثرها اعتبرت كازاخستان شريكاً موثوقاً به بالنسبة للمجتمع الدولى حيث نالت كل التقدير والاحترام، خاصة بالتزامها الكامل بالمعاهدات المتعلقة بحظر الانتشار النووى، ونزع الأسلحة النووية، والطاقة الذرية للأغراض السلمية.

منذ أول تجربة نووية فى 16 يوليه 1945، أجرى ما يزيد عن ألفى تجربة للأسلحة النووية.

وفى وقت مبكر، كان امتلاك أسلحة نووية هو أحد معايير التطور العلمى أو القوة العسكرية مع إيلاء اهتمام ضئيل للآثار المدمرة لهذه التجارب على حياة الإنسان، ناهيك عن مخاطر التداعيات النووية الناجمة عن اختبارات الغلاف الجوى.

وأظهر لنا الإدراك المؤخر والتاريخ الآثار المروعة والمفجعة للتجارب النووية، خاصة عندما تضعف ظروف المراقبة، وفى ضوء ما وصلت إليه الأسلحة النووية اليوم من قوة وقدرة على التدمير.

على مدى قرون، راكم شعب كازاخستان صفات لا تقدر بثمن من التسامح والوئام والاحترام المتبادل والتى تثريها الإرث الروحى لمختلف الدول والمعتقدات.

كان هذا ممكنًا أيضًا لأنه منذ الأيام الأولى لاستقلال كازاخستان، كرست جهودًا كبيرة لحماية وتعزيز الانسجام بين الأعراق والأديان، وتوسيع الفرص للمواطنين لاستخدام إبداعاتهم وقدراتهم ومواهبهم لتطوير الشخصية الشخصية بشكل شامل.

فى سنوات الاستقلال، اعتمدت كازاخستان قرارات حكومية رئيسية ونفذت مبادرات واسعة النطاق لتطوير الثقافة والروحانية والتنوير.

فى ظل الظروف المحفوفة بالمخاطر لتطوير سيادة البلاد، والانتقال إلى اقتصاد السوق والمعايير الديمقراطية، تمكنت كازاخستان من تجسيد فكرة الانسجام بين الأعراق والأديان، وتعزيزها وتطويرها وفقًا لمتطلبات العصر واحتياجات شعب كازاخستان، تُعرف هذه العملية فى العالم اليوم باسم “طريق كازاخستان”.

العناصر الأساسية، مثل السلام وحوار الطوائف والثقافات، هى ثروة كازاخستان التى لا تقدر بثمن، حيث تم الاعتراف بنموذج الانسجام بين الأعراق والأديان من قبل المجتمع العالمى، بينما أصبح “طريق كازاخستان” مصدر إلهام ليس فقط لجيراننا المقربين، ولكن أيضًا للعديد من البلدان فى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن موضوع الدراسة العلمية من قبل الخبراء والمحللون والسياسيون.

إن إنجازات كازاخستان فى هذا المجال متجذرة فى خصوصيات تاريخ بلادها وشعبها، فى حين أن تطوير التعاون بين الأديان وبين الأديان يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتفاعل المستمر منذ قرون بين أنواع مختلفة من الحضارات والثقافات فى قلب القارة الأوراسية.

فى المقابل، أدى تسامح شعب كازاخستان، وموقفه الخيرى تجاه ممثلى المجموعات العرقية والثقافات والأديان الأخرى إلى إنشاء أساس قوى وموثوق للتنمية الإبداعية والشاملة.

أثبتت تجربة كازاخستان الفريدة فى الحفاظ على الانسجام بين الأديان والتسامح الدينى أنها ذات صلة على المستوى العالمى.

وفى هذا الصدد، فإن أحد الإنجازات الهامة لكازاخستان هو مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية الذى يُعقد فى نور سلطان كل ثلاث سنوات.

بين عامى 2003 و 2021، عُقدت ستة مؤتمرات لزعماء الأديان العالمية والتقليدية حول القضايا ذات الصلة المتعلقة بالتعاون بين ممثلى مختلف الأديان من أجل تسهيل حياة سلمية وكريمة للناس فى جميع أنحاء الكوكب.

أصبح المؤتمر مساهمة كبيرة من كازاخستان فى تطوير حوار عالمى بين الأديان باسم السلام والاستقرار.

من خلال الجمع بين هذا النهج والمبادئ الأساسية الأخرى للسياسة الخارجية للبلاد، مثل التعددية الاتجاهية، والالتزام بحل سلمى وجماعى للنزاعات الدولية، تساهم كازاخستان بنشاط فى تطوير التفاهم المتبادل بين الحضارات الشرقية والغربية.

فى سبتمبر، ستفتح كازاخستان أبوابها للمشاركين فى المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية.

ستوفر موضوعات الجلسات العامة وجلسات المؤتمر، فرصة لمناقشة قضايا العصر الحديث بشكل شامل، مثل التهديدات بالأمراض المعدية، والنزاعات الدولية التى تهم كل مواطن بغض النظر عن انتمائه الدينى والعرقى، ووضع التوصيات المناسبة لحلها.

ومن المقرر حضور المؤتمر كل من، فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بالإضافة إلى 100 وفد من 50 دولة، يمثلون الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والشنتوية والطاوية والديانات التقليدية الأخرى، وسوف يكون عنوان الدورة “دور زعماء الأديان العالمية والتقليدية فى التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية فى فترة ما بعد الجائحة”.

تقييمًا لأهمية الإنجازات التى تم تحقيقها على مدار 19 عامًا منذ المؤتمر الأول، فإن كازاخستان على ثقة من أن الحدث المستقبلى سيستند إلى الاتحاد الروحى لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، متحدون فى كازاخستان كدليل على التعاون فى إسم رفاه وأمن جميع الأمم، وكذلك الإحياء الروحى للبشرية وتحسينها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »