مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

أسوان

البريد فى مصر القديمة ؛

ظهر البريد فى مصر القديمة مع أختراع الكتابة فى تاريخ البشرية ، وتأسيسهم لدوله متحضرة،وجدت بعض الخطابات الخاصة فى مصر القديمة باللغة الهيروغريفية القديمة ،منقوشة على جدران معابدهم . كما عثر فى مواقع كثيرة من بلاد الشام وبلاد مابين النهرين وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية. على رسائل متبادلة مابين ملوك هذه البلدان وملوك مصر ، حيث كانت مصرالقديمة تملك أنظمة بريدية منظمة كالتى يتميز بها الصينيين والفرس والأشوريين.

وكان أول توثيق لتنقل الرسائل في مصر حوالي 2400 قبل الميلاد، وذلك عندما قام المصرى القديم باستخدام أشخاص لإرسال المراسيل في جميع أنحاء أراضي الدولة.

ويعود أقدم إرسال لرسائل بريدية إلى عام 1000 قبل الميلاد، حيث قام مالك أرض مصري بكتابة إعلانًا على قطعة من ورق البردي لبيعها، تم العثور عليها وهي الآن معروضة في المتحف البريطاني
وتم العثور على أقدم مغلفات بريدية في حضارة مصر القديمة والذي يعود تاريخها إلى 255 قبل الميلاد.

وتعتبر مصر أقدم دولة فى العالم معرفة بالنظام البريدى، وذلك كجزء من منظومة مصر القديمة والتى شهدت حكومات منظمة ذات إدارات وجيوش وأساطيل كبرى، ولذا كان من الطبيعى أن يتصل ملوك البلاد بعمالهم فى جميع الأقاليم وفى البلاد التى تم فتحها وأصبحت عامرة بالعمال والفلاحين المصريين وأن يربطهم بهولاء بريد منتظم يحمل إليهم أنباء رعاياهم.

يرجع تاريخ أول وثيقة ذُكر بها كلمة البريد ، إلى عهد الأسرة الثانية عشرة عام (2000 ق.م) وذلك فى وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة، وقد قام المصرى القديم بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في رواحهم وغدوهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش . وقد وجد مجموعة من الرسائل القديمة وهى مجموعة كانت بين ملوك مصر القديمة، وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية.

ولم يكن للبريد الداخلى حينئذ أى نظام فكان يتولى نقلها سعاة معروفون بالأمانة، أما بريد الجمهور فكان لا يوجد له إدارة أو نظام من الدولة، لكن الأغنياء كانوا يبعثون برسائلهم مع عبيدهم، وكان الفقراء ينتهزون هذه الفرصة ليرسلوا خطاباتهم مع هولاء العبيد ،وإن المصرى القديم فى الغالب كان يستخدم نقل البريد عبر السعاة، والذين بدورهم يستخدمون ضفتى النيل كوسيلة للمواصلات، ويستخدمون القوافل وخط سيرالجيوش والقوافل نفسها فى المراسلات الخارجية.