قادة كردستان فى افتتاح القنصلية الأمريكية: علاقاتنا مع واشنطن تقوم على الثقة والشراكة

 

بحضور الزعيم مسعود بارزانى، شارك رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزانى، ورئيس الحكومة مسرور بارزانى، مساء الأربعاء، فى مراسم افتتاح المبنى الجديد للقنصلية العامة الأميركية فى أربيل، بحضور مايكل ريغاس نائب وزير الخارجية الأمريكى، ونائب رئيس الوزراء الكردى، وعدد من كبار المسؤولين فى الإقليم، وقناصل وممثلى الدول.

وأكد نيجيرفان بارزانى، أن وجود هذا الصرح الدبلوماسى يمثل رسالة سياسية واضحة عن أهمية أربيل وإقليم كردستان، ويعكس عمق الشراكة التى تربط العراق وإقليم كردستان بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقال: علاقتنا مع الولايات المتحدة قائمة على أساس الثقة والقيم والعمل المشترك لأكثر من ثلاثة عقود.

منذ عملية “توفير الملاذ الآمن” وفرض منطقة حظر الطيران فى التسعينيات وحتى يومنا هذا، وقفت الولايات المتحدة دائماً إلى جانب شعب كردستان فى أصعب المراحل وأكثرها حساسية، فى عام 2003 وخلال عملية تحرير العراق كنا معاً.

وفى عام 2014، عندما واجهنا الإرهاب، قاتلت قوات البيشمركة بشجاعة جنباً إلى جنب مع القوات العراقية الأخرى والقوات الأمريكية وقوات التحالف الدولى.

ونجحنا معاً فى تحطيم أسطورة داعش وتحرير المدن والمناطق التى كانت ترزح تحت سطوتهم، هذه محطات تاريخية لا تُنسى، وتشكل أساساً راسخاً لشراكتنا.

وأكد نيجيرفان بارزانى، أن افتتاح هذا المجمع القنصلى فى أربيل، تأكيدًا على استمرارية هذه العلاقة، والتزام الولايات المتحدة بالعمل معنا من أجل السلام والاستقرار.

كما يعكس ثقتهم بالتقدم الذى يشهده إقليم كردستان، وشراكتنا مع بغداد، وقدرتنا على بناء نموذج ناجح للتعايش والاستقرار، مضيفًا، ننظر إلى هذا الحدث كبداية لمرحلة جديدة لتوسيع آفاق التعاون فى مجالات عديدة: السياسة والأمن، الاقتصاد والاستثمار، الثقافة والتعليم، العلاقات بين الشعوب.

نحن لا نسعى فقط لعلاقات بين الحكومات، بل نتطلع أيضاً لتعزيز العلاقات بين الشركات والمجتمعات، وبين شبابنا وشباب الولايات المتحدة.

وأضاف، سياستنا فى إقليم كردستان واضحة، نريد لكردستان أن تكون جسراً للتواصل لا ساحةً للصراع، وأن نظل جزءاً فاعلاً فى استقرار العراق والمنطقة، وسنواصل العمل مع بغداد لحل جميع القضايا العالقة على أساس الدستور، وإدارة البلاد سياسياً وإدارياً وقانونياً بما يخدم استقرار العراق بأسره، وفى الوقت ذاته سنبقى ملتزمين بشراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فى إطار العراق الاتحادى وعلى أساس الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، لإيماننا بأن هذه الشراكة ركيزة أساسية للسلام والأمن والتقدم.

وتابع نيجيرفان: ننظر بتقدير وامتنان كبيرين للدعم الذى قدمته الولايات المتحدة للعراق وإقليم كردستان، سواء عبر جنودها الذين قدموا التضحيات، أو عبر دبلوماسييها، أو من خلال الشركات والمستثمرين الأمريكيين الذين ساهموا فى تنمية الإقليم، وهم موضع شكر وتقدير كبيرين.

وبإسم إقليم كردستان، نتوجه بالشكر والامتنان لشعب وحكومة الولايات المتحدة على دعمهم المتواصل لإقليم كردستان طوال السنوات الماضية، ونؤكد دعمنا الكامل لجهود وخطوات الرئيس ترامب الرامية إلى حل المشاكل وترسيخ السلام فى المنطقة.

ونشيد بقراره تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً للعراق، مؤكدًا، أن هذا تطور مهم ونأمل أن يمارس دوره فى مساعدة العراق وإقليم كردستان فى شتى المجالات.

فيما أعرب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزانى، عن امتنانه لما قدمته واشنطن من دعم للإقليم، مؤكداً، عزمه على المضى قدماً نحو مراحل وخطوات جديدة من التعاون المشترك.

جاء ذلك فى كلمته خلال مراسم افتتاح المجمع الجديد للقنصلية الأمريكية فى أربيل، بحضور الرئيس مسعود بارزانى، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزانى، ونائب وزير الخارجية الأمريكى مايكل ريغاس.

وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان، أن افتتاح المجمع القنصلى الجديد يعد دلالةً على عمق الروابط ومتانة الأواصر التى تجمع الولايات المتحدة بشعب إقليم كردستان، واستحضر مسرور بارزانى المحطات التاريخية الفارقة للدعم الأمريكى، لافتاً، إلى أن واشنطن كانت ظهيراً دائماً لشعب كردستان، بدءاً من عام 1991 عقب الانتفاضة المجيدة وتوفير الملاذ الآمن وحظر الطيران، وصولاً إلى دورها الحاسم فى تشكيل التحالف الدولى لدحر الإرهاب حين اجتاح داعش محافظات عراقية وشكّل خطراً داهماً على إقليم كردستان.

وقال مسرور بارزانى: اضطلعت الولايات المتحدة بالدور الأبرز فى مساعدتنا على بناء البلاد التى نعيش فيها اليوم، ولولا هذا الإسناد لكان تحقيق ذلك أمراً عسيراً.

وأردف قائلاً: نحن ممتنون لكل ما قدمته واشنطن ونفخر بتحالفنا الوثيق معها، عازمين على المضى قدماً نحو مراحل وخطوات جديدة من التعاون المشترك.

وأعلن رئيس الحكومة، عن موقف الإقليم الداعم للإدارة الأمريكية، قائلاً: تحدونا فى حكومة إقليم كردستان قناعة راسخة بسياسة الرئيس الأمريكى ترامب ونؤيدها تماماً، والمتمثلة فى إحلال السلام من خلال القوة، وتعزيز التجارة بديلاً عن الحروب والنزاعات، وفى هذا الإطار سنواصل العمل مع الولايات المتحدة والحكومة الاتحادية العراقية لبناء البلاد.

وأكد مسرور بارزانى، أنه مع اقتراب تشكيل الحكومة الاتحادية بات لزاماً عليها الالتزام بالدستور وضمان حقوق جميع المكونات والأديان فى العراق وإقليم كردستان، مجدداً، اعتزازه بأن يظل الإقليم واحةً آمنة لكل من ينشد السلام وتُحفظ فيه الكرامة والحقوق.

واختتم قائلًا: مثلما كانت أمريكا داعمة لنا عند الحاجة، فنحن اليوم داعمون لمن يحتاج العون، وبوحدة صفنا بوسعنا أن نبنى وطناً وإقليماً أفضل ومستقبل زاهر.

وافتتح المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية فى أربيل، الذى يُعرف بأنه أكبر قنصلية للولايات المتحدة فى العالم، وذلك خلال مراسم احتفالية يحضرها نائب وزير الخارجية الأمريكى وكبار المسؤولين فى إقليم كردستان.

يقع المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية على طريق شقلاوة وبالقرب من تقاطع طريق شقلاوة وشارع الـ 150 متراً.

وُضع حجر الأساس له عام 2018، وتم تشييده على مساحة (حوالى 200 ألف متر مربع) بتكلفة بلغت نحو 800 مليون دولار.

يضم المبنى، بالإضافة إلى المكتب الرئيسى للقنصلية الأمريكية، أماكن لإقامة الموظفين، ومقرات لإقامة الفرق الأمنية، ومتاجر، ومواقف للسيارات، وتبلغ طاقته الاستيعابية ألف شخص، مما يجعله رسمياً أكبر قنصلية أمريكية فى العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »