شراكة جديدة بين الفاو وبنك الطعام المصرى للحد من هدر الطعام

 

من أجل زيادة الوعى بقضية الهدر الغذائى فى مصر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، مع بنك الطعام المصرى، حملة توعوية ضد هدر الطعام، بالتنسيق والتعاون مع وحدة متابعة الفاقد والهدر فى المنتجات الزراعية فى معهد بحوث الاقتصاد الزراعى، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وذلك فى ظل استعداد الحكومة لتطبيق قانون جديد لتقليل الفاقد والهدر الغذائى، عقب دراسته ومناقشته بالبرلمان المصرى.

بدأت الحملة، مع بداية شهر رمضان تحت شعار “30 نصيحة فى 30 يوم” للتوعية عبر نشر نصائح يومية على مواقع التواصل الاجتماعى عن كيفية استهلاك الطعام بالشكل الأمثل والتعامل مع العادات الشرائية لدى المصريين خلال الشهر الكريم.

حيث تأتى هذه الخطوة فى إطار جهود المنظمة، وبنك الطعام المصرى فى الحد من هدر الطعام بعد ما أثبتت الدراسات أن متوسط حجم الهدر الغذائى للفرد الواحد فى مصر يبلغ حوالى 91 كيلو جرامًا من الطعام سنويًا، وفقاً لتقديرات المركز الوطنى للبحوث الاجتماعية والجنائية. 

وفقاً لنفس الجهة تتزايد نسبة الغذاء المُهدر فى المناسبات الخاصة والأعياد والمهرجانات، حيث يتم التخلص من 60% على الأقل من الأطعمة الصالحة للأكل، وفى دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن حوالى 50% من الخضار والفواكه و40% من الأسماك و30% من الحليب والقمح يتم هدرها كل عام فى مصر.

وعلى المستوى العالمى، يسود الفقد والهدر الغذائى فى جميع النظم الغذائية والزراعية العالمية، وفقًا لمنظمة الفاو، تم إلقاء حوالى 931 مليون طن (أو 17%) من المواد الغذائية المتاحة للمستهلكين بصناديق نفايات المنازل والمطاعم وتجار التجزئة وغيرها فى عام 2019. 

وتم التخلص من حوالى 10% منه بواسطة الأسر، فى حين أهدر مقدمو الخدمات الغذائية ومنافذ البيع بالتجزئة حوالى 5% و2% على التوالى. 

وفى نفس العام، بموسم الحصاد، كشفت منظمة الفاو أن 14% من الأغذية التى يتم إنتاجها عالمياً، تُهدر وتُفقد خلال مرحلة الإنتاج بعد الحصاد. 

وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمى لمنظمة الفاو فى منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا: تشير التقديرات إلى أن الفقد والهدر الغذائى فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يصل إلى حوالى 250 كجم للفرد الواحد بما يمثل أكثر من 60 مليار دولار أمريكى سنوياً، ما يجعل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية خطيرة بالنسبة لمنطقة تعتمد إلى حد كبير على الواردات العالمية من الأغذية ولديها طاقات محدودة لزيادة إنتاج الأغذية وتعانى من شح فى المياه والأراضى الصالحة للزراعة. 

كما أنه يتم فقدان ما يقرب من ثلثى المواد الغذائية المفقودة خلال إنتاج ومعالجة وتجهيز وتوزيع المواد الغذائية، ويتم هدر ثلثها على مستوى المستهلك.

ومن جانبه، قال نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو فى مصر: يشكل النمو السريع للسكان بالإضافة إلى الموارد المائية والأراضى الصالحة للزراعة المحدودة ضغطاً على أنظمة الغذاء فى الريف والحضر المصرى من حيث الكمية ومن حيث تغير الأذواق الغذائية نحو الخضروات والفاكهة الأكثر قيمة والأكثر عرضة للتلف. 

وأضاف، فى الوقت الذى تزداد فيه احتياجات الغذاء فى مصر، تزداد معدلات الفاقد والهدر الغذائى. 

حيث يمثل الفاقد والهدر من الخضروات والفاكهة 45 – 55% من الإنتاج السنوى، إذ تقدر البيانات الأساسية لأحد مشاريع الفاو فى هذا المجال أن نسبة الفقد الكمية فى محصول العنب فى مصر تقدر بأكثر من 45% وتزيد النسبة لأكثر من 50% لمحصول الطماطم، وذلك فى مراحل الإنتاج وأسواق التجزئة والجملة فى سلسلة القيمة وحدها، إلى جانب خسارة كبيرة على مستوى جودة المنتج.

وقال محسن سرحان، الرئيس التنفيذى لبنك الطعام المصرى: إن التعاون مع منظمة الفاو يتوافق مع استراتيجيتنا نحو مكافحة هدر الطعام وخاصة من خلال إطلاق حملة ضد الهدر فى شهر رمضان لما يشهده من استهلاك عالى فى الدول العربية، موضحاً، أن المنظمة تنبهت إلى الخبرة الكبيرة لبنك الطعام الذى يعمل فى مجال الأمن الغذائى منذ 15 عاما، ويقع هدر الطعام فى صميم عمل البنك منذ نشأته، من خلال تعاوننا مع 6000 جمعية شريكة تعد بمثابة أذرع البنك على مستوى الجمهورية، وامتلاك بنك الطعام شبكة قوية من المتطوعين يصل عددهم إلى 40 ألف متطوع على مستوى الجمهورية، مما يجعل أنشطة البنك المتعلقة بمكافحة هدر الطعام أكثر فاعلية وتأثيرا للقدرة على توسع انتشارها.

وأكد سرحان، أنه يسعى من خلال الشراكة الجديدة، إلى نشر الثقافة الخاصة بالاستهلاك المسؤول، وتعزيز تغيير العادات السيئة من أجل الأجيال القادمة حفاظا على الموارد، مؤيدًا، التوجه نحو إصدار تشريع قانون جديد ضد هدر الطعام لمحاسبة الأطراف المعنية سواء بالسلب أو بالإيجاب، والتقليل من نسبة الهدر عاماً بعد عام، والعمل على توفير الغذاء الصحى لعدد أكبر من المستحقين، داعيا إلى ضرورة أن يتضمن مشروع القانون المقدم محفزات ضريبية لكل من يكافح الظاهرة.

وتم عرض نبذة عن مشروع القانون من قبل النائبة أميرة صابر، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خلال حفل الإفطار الذى نظمته الفاو، بالتعاون مع بنك الطعام المصرى، فى سياق الحملة التوعوية بحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولى.

كما قامت المنظمة، وبنك الطعام المصرى، بتسليط الضوء على كيفية الاستفادة من الطعام المهدر من خلال توجيه الفائض الذى لم يمس من الإفطار إلى الفئات الأكثر احتياجا، بعد إتمام تعبئته وتغليفه بشكل محترف يضمن الالتزام بكافة معايير الأمن وسلامة الغذاء. 

وكانت منظمة الفاو، قد نفذت مشروعاً لتقليل الفاقد والهدر فى الغذاء وتطوير سلسلة القيمة لضمان الأمن الغذائى فى مصر، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، والذى استمر عدة سنوات بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، معتمداً على نهج تطوير سلسلة القيمة الغذائية للحد من فقد وهدر الغذاء، مع التركيز على مراحل ما بعد الحصاد ومراحل التجهيز والتسويق، وتعزيز اعتماد سلاسل القيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »