
أكد سفير مصر لدى المغرب أحمد نهاد عبد اللطيف، مواقف مصر الثابتة تجاه القضايا الإقليمية، لا سيما قضية الصحراء المغربية، واستعرض آفاق التعاون الاقتصادى والثقافى بين البلدين، وذلك خلال حفل إفطار نظمه بمقر إقامته.
وقال: مصر تدعم سيادة المغرب ووحدة أراضيه بشكل واضح وقاطع، وتجلّى هذا الموقف خلال زيارة وزير الخارجية السابق سامح شكرى عام 2022 حين افتتح مقر السفارة المصرية الجديد.
وذكّر السفير، أن شكرى أكد حينها على دعم مصر لجهود المغرب الجادة والصادقة فى هذه القضية، مؤكدًا، أن مصر تدرك دائما الشواغل المغربية وأهمية الحفاظ على أمنها القومى، مما يعكس عمق العلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين فى هذا الإطار.
وشدد السفير، على عمق الروابط التاريخية بين البلدين، مشيراً، إلى أن هذه العلاقات تستمد قوتها من القيم المشتركة والتاريخ العريق الذى يجمع الشعبين الشقيقين.
وتحدث عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، قائلًا: إن القاهرة والرباط تحرصان على إزالة أى عقبات تعترض التجارة بين البلدين، مشيرًا، إلى أنه سيتم تنفيذ نظام “المسار السريع” لتسهيل نفاذ الصادرات المغربية إلى السوق المصرية دون معوقات.
وأعلن، عن عقد منتدى أعمال فى الرباط يجمع رجال الأعمال من البلدين، استعدادا لزيارة كاتب الدولة المغربى إلى مصر فى أبريل المقبل برفقة وفد من رجال الأعمال المغاربة لتعزيز التعاون الاقتصادى وتحديد القطاعات ذات الأولوية فى التبادل التجارى.
وأوضح السفير، أن مصر ترى فرصا كبيرة ليس فقط فى الميزان التجارى، بل أيضًا فى تحقيق تكامل اقتصادى بين البلدين، خاصة فى مجالات التصنيع والاستثمارات.
ولفت، إلى أن المغرب شهد استثمارات مصرية بارزة منها مشروع سياحى ضخم بقيمة 400 مليون دولار بمدينة الصويرة، بالإضافة إلى اهتمام متزايد بالاستثمار فى الطاقة والشركات الناشئة.
وقال السفير: إن مصر تسعى للاستفادة من فرص النمو والمشاريع الكبرى فى المغرب فى ظل الاستعداد لتنظيم كأس العالم، حيث أجرى لقاءات مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزى لقجع، لمناقشة إمكانية مساهمة الشركات المصرية فى مشاريع البنية التحتية وقطاع النقل.
وأوضح، أن مصر شهدت طفرة كبيرة فى هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، ومستعدة لنقل خبراتها إلى المغرب.
وأكد، أن لقجع رحب بهذا التعاون، مقترحا، إرسال بعثة من الشركات المصرية للإطلاع على الفرص المتاحة.
وأشاد السفير، بالتطور الكبير الذى شهده المغرب فى البنية التحتية، مستشهدا بمشروع القطار فائق السرعة “البُراق”، الذى اختصر المسافة بين الرباط وطنجة بشكل كبير، معتبرا أنه إنجاز يُحسب للمغرب.
وعلى الصعيد السياسى، تطرق السفير إلى تطورات الوضع فى غزة، واصفا الأزمة بالمعقدة والصعبة خاصة فى ظل عودة الجيش الإسرائيلى إلى القطاع.
وأكد، أن مصر تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، مشيرًا، إلى القمة العربية الاستثنائية التى عقدت فى مصر، وتم خلالها اعتماد خطة مفصلة لإعادة إعمار غزة، تتضمن مراحل واضحة وتفاصيل فنية وتمويلية دقيقة.
كما أكد، أهمية الدعم العربى لهذه الخطة، مع الإشادة بالدور الذى يقوم به المغرب بقيادة الملك محمد السادس -رئيس لجنة القدس- فى دعم القضية الفلسطينية، مشددًا، على أن الخطة تهدف إلى ضمان عدم تهجير الفلسطينيين والحفاظ على حقوقهم المشروعة.
وأشار، إلى أن مصر تأثرت اقتصاديا بشكل كبير جراء الأزمة، حيث تخسر نحو 800 مليون دولار شهريا من عائدات قناة السويس بسبب تراجع حركة الملاحة.
وأوضح، أن القاهرة تبذل كل الجهود الدبلوماسية للضغط من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات وتحقيق انفراجة فى الوضع الراهن.
كما أكد، على موقف مصر الرافض لأى شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه أو داخلها، باعتبار ذلك انتهاكا جسيما للقانون الدولى وجريمة ضد الإنسانية، مشددًا، على ضرورة التزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والتى ترفض أى محاولات لتغيير التركيبة السكانية فى الأرض الفلسطينية.
وتناول أيضًا الملامح الرئيسية لخطة إعادة إعمار غزة التى اعتمدتها القمة العربية غير العادية التى عقدت بالقاهرة مطلع الشهر الجارى.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافى، أكد السفير أن العلاقات المصرية-المغربية تتميز بعمق تاريخى، مع وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية فى البلدين.
وأشار، إلى لقائه مع وزير الثقافة المغربى الذى أبدى ترحيبه بتوسيع مجالات التعاون، خصوصا فى التراث والمتاحف.
كما أعلن عن مشاركة وفد مغربى رفيع المستوى فى افتتاح المتحف المصرى الكبير فى يوليو، الذى يُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى العالم.
وأوضح، أن التعاون الثقافى بين البلدين قائم بالفعل، لكنه لا يزال يفتقر إلى التنظيم المؤسسى، مؤكدًا، الحاجة إلى وضع إطار تنظيمى واضح يعزز هذا التعاون.
واختتم السفير تصريحاته بالتأكيد على أن تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين مصر والمغرب يشكل أولوية، مشيرًا، إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التنسيق والمبادرات التى تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات.