سفير صربيا بالقاهرة: شهر فبراير له أهمية خاصة للعلاقات بين البلدين

قال سفير صربيا بالقاهرة، ميروسلاف شيستوفيتش، إن شهر فبراير له أهمية خاصة للعلاقات بين البلدين، حيث تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مملكة صربيا والخديوية المصرية فى الأول من فبراير 1908.
حيث تم توجيه نسخة من رسالة الملك بيتر إلى عباس حلمى الثانى، خديوى مصر، بشأن تعيين أول ممثل دبلوماسى لصربيا، لذلك أنا فخور بالقول إننا نحتفل فى فبراير الحالى بالذكرى الـ 115 لعلاقاتنا الدبلوماسية.
جاء ذلك خلال كلمته، مساء الإثنين، فى حفل نظمته السفارة الصربية بالقاهرة بمناسبة العيد الوطنى لجمهورية صربيا، بمشاركة الملحق الدفاعى للسفارة العقيد فلاديمير بوجدانوفيتش.
وتابع السفير: منذ ذلك الحين، ظلت العلاقات بين أُمَتينا ودولتينا الصديقتين فى تصاعد مستمر خلال الـ 115 سنة الماضية، وتمت صياغة روابط عديدة وقوية بين العاصمتين – القاهرة وبلجراد بدءاً من العصر الذهبى للصداقة والتعاون داخل حركة عدم الانحياز وآبائها المؤسسين – ناصر وتيتو ونهرو – حتى إطار الشراكة الاستراتيجية الذى تم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى يوليو الماضى.
وأضاف، كانت هذه الزيارة التاريخية شهادة قوية على حقيقة أن الصداقات القائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم لها قيمة خالدة ولا يمكن أن تتلاشى أبدًا.
وبالمثل، فإن العلاقات بين الدول المستقلة المحبة للحرية على أساس المبادئ المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى مثل المساواة وعدم التدخل والحل السلمى للنزاعات واحترام وحدة الأراضى وسيادتها، كما هو الحال مع مصر وصربيا، سوف تستمر فى مواجهة التحديات والأزمات التى يفرضها عالم دائم التغير وغير مستقر.
وكمثال على الالتزام المشترك، سأذكر مشاركتنا معاً فى بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى أفريقيا، هذه الأسس التاريخية السليمة هى ضمانة لاستمرار نمو علاقاتنا وتعاوننا الثنائى فى السنوات القادمة.
وأضاف، بشكل ملموس، نتوقع هذا العام عددًا من الزيارات رفيعة المستوى، واتفاقية بشأن التجارة الثنائية، والمزيد من تطوير التعاون فى مجالات السياحة، الاستثمارات، نقل التكنولوجيا، التعاون العسكرى، الزراعة، قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأعلن السفير، استئناف الخطوط الجوية الصربية رحلاتها المنتظمة والمباشرة من بلجراد إلى القاهرة ثلاث مرات فى الأسبوع ابتداءًا من 15 مايو المقبل.
وقال: لى الشرف والامتياز للخدمة فى هذا البلد منذ مارس الماضى، لا توجد كلمات يمكن أن تفسر بشكل أكثر بلاغة من كلمات يوفان داتشيتش – أحد أعظم الشعراء الصربيين – الدبلوماسى المحترف وأول سفير لمملكة يوغوسلافيا فى مصر، والذى كتب: “شخصٌ لم يرَ مصر فى سحرها الفرعونى .. لم يستوعب فكرة الحياة عن امتلائها .. والشخص الذى لم يرَ الفنون المصرية حقيقةً .. ليس لديه أدنى فكرة عن كمال العبقرية البشرية”.
وعلى نفس المنوال، قال المستكشف والرحالة والعالِم الإسلامى، محمد بن بطوطة: يجعلك السفر عاجزًا عن الكلام .. ثم يحولك إلى راوى قصص.
وبعد أن حضرت إلى مصر ومع المزيد فى المستقبل، فإن سرد قصتى عنكم وصداقتكم وكرم ضيافتكم لم يبدأ بعد.
ومن جهة أخرى، قال السفير: على عدة مستويات يحتل هذا التاريخ مكانة مميزة فى تاريخ صربيا المضطرب، وفقًا لتقويم الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، فإن الخامس عشر من فبراير هو يوم عيد الشموع، وهو يوم، وفقًا للاعتقاد السائد، يجتمع فيه الشتاء والربيع معًا.
فى مثل هذا اليوم عام 1804 بدأت انتفاضة تاريخية للصرب ضد الإمبراطورية العثمانية، أدى هذا النضال من أجل التحرير والاستقلال إلى إنشاء إمارة صربيا، واعتماد أول دستور صربى فى 15 فبراير 1835، المعروف أيضًا باسم “دستور الشموع”.
وأضاف، لهذا السبب تم اختيار هذا التاريخ ليكون بمثابة يوم الدولة أو اليوم الوطنى لجمهورية صربيا.
وفى ختام كلمته، رحب السفير بالمواطنين المصريين الذين تنحدر أصولهم من صربيا، والذين وجدوا سعادتهم ومعيشتهم فى مصر وبين شعبه المضياف.
وتوجه بالشكر، إلى كل أعضاء طاقم السفارة على جهودهم المتفانية فى جعل احتفال هذا المساء ممكنًا.
وفى نهاية الحفل، قامت فرقة فنية صربية للرقص الشعبى بتقديم عرض فنى رائع نال إعجاب الحضور.
حضر الحفل، وزير الطيران محمد عباس حلمى، د. أحمد غنيم المدير التنفيذى للمتحف القومى للحضارة، النائب طارق الخولى، سيدات الأعمال هدى يسى، وعواطف سراج الدين.
كما حضر عدد من السفراء من بينهم سفير: كوريا الجنوبية، المكسيك، أوكرانيا، فيتنام، قبرص فنزويلا، شيلى، ألمانيا، ليتوانيا، سلوفينيا، بلغاريا، اليونان، كوريا الشمالية، باكستان، سريلانكا، موريشيوس، طاجيكستان، روسيا، بريطانيا، مالطا، سويسرا، بيلاروسيا، الفاتيكان، فرسان مالطا، السويد، فنلندا.
والقائم بأعمال سفارة أمريكا، القائم بأعمال سفارة بوليفيا، الممثل الإقليمى لبنك الاستثمار الأوروبى فى مصر، نائب سفير إندونيسيا، قنصل أرمينيا، ودبلوماسيين من سفارات إسبانيا، الأرجنتين، سنغافورة، الإكوادور، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر.