سفير إسبانيا بالقاهرة يقلد يوسف محمدين وسام الملك فيليب السادس

 

فى حفل إستقبال أقيم فى محل إقامته بالزمالك، قام سفير إسبانيا بالقاهرة – رامون خيل كاساريس – بتقليد يوسف محمدين الوسام الذى أهداه إليه ملك إسبانيا – فيليب السادس – تقديرا لأدائه المتميز فى عمله طوال ثلاثة عقود بالمكتب الصحفى والإعلامى لسفارة إسبانيا. 

الوسام هو (الصليب الفضى لوسام الإستحقاق المدنى)، حصل عليه من قبل اثنين من العاملين بالسفارة- أحدهما مصرى.

وقال السفير فى كلمته: يسعدنى اليوم أن أقلدك وسام الاستحقاق المدنى، فئة الصليب الفضى، الذى قرر ملك إسبانيا منحك إياه.

و أوضح، أن وسام الاستحقاق المدنى يعد جائزة تمنح عن الخدمات التى يقدمها العاملين التابعين لبعض الإدارات العامة المدرجة فى نطاق القانون رقم 30 لعام 92 أو من غير التابعين لها، ممن يقدمون أو قموا خدمات جليلة للدولة، أو قاموا بعمل استثنائى، أو أطلقوا مبادرات مثمرة أو للمكافئة عن التزامهم النموذجى أثناء أداء واجباتهم.

وتابع السفير: على مدار ما يناهز الأربعين عامًا التى امتدت خلالها مسيرتى الدبلوماسية، أدركت أنه ثمة بعض العاملين بالسفارات ممن نستطيع أن ن صفهم بأنهم أشخاص مميزون.

هم بغض النظر عن المهمة التى يقومون بها، ييسرون لك الحياة، يساعدونك على فهم البلد الذى تم اعتمادك به ويرافقونك أثناء القيام بأعمال على قدرٍ عال من الأهمية وبهذا يمكنوك من تحقيق مهامك على الوجه الأمثل.

وأضاف السفير، يعد يوسف واحداً من هؤلاء الأشخاص.

وقال: اسمحوا لى أن أعرض عليكم تجربتى الشخصية، بعد وصولى بفترة وجيزة واستلامى لعملى بالقاهرة، بدأت اتصالاتى مع وسائل الإعلام وبعض مؤسسات المجتمع المدنى. 

قام يوسف بمرافقتى كمترجم، وكان يقوم بنقل رسائلى بعناية إلى اللغة العربية وكذلك نقل رسائل  إلى اللغة الإسبانية لى بطلاقة وثراءً لغوياً يُحسد عليه – أتخيل أنه يتحدث العربية بنفس الطلاقة والثراء اللغوى، وأقول إننى أتخيل لأننى لا أفقه حتى القليل من اللغة العربية.

وأكد السفير أن عمل يوسف لم يقتصر فقط على ما سبق، بل كان أكثر عمقا. 

فقد أعتدنا الحديث مسبقاً عن الموضوعات التى سأطرحها أثناء اللقاءات أو عن الشخصية التى سأحاورها أو الجهة التى أزورها. 

وطالما ما كان يوسف، وبعنايةٍ فائقة واهتمامٍ شديد، يطلعنى على تطورات بهذا البلد. 

كم من معلوماتٍ أحاطنى بها علماً عن إنجازات هذا المفكر أو ذاك الزعيم. 

وقال: استمعت كثيرا بأحاديثى مع يوسف عن التغييرات التى أحدثها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يليه الرئيس أنور السادات، ثم الرئيس مبارك، بالبلاد، وبشرحه لما تركه كل زعيم من أرث، ثم للمستجدات على الساحة المصرية عامى 2011 و2013، وبالتأكيد كل التطورات التى تشهدها البلاد حاليًا.

وأضاف السفير، يوسف مواطن نصف إسبانى، أقصد مواطنا إسبانى كاملاً، وذلك أهله لمعرفة ما ينقصنى أو ما قد أحمله من أحكام مسبقة. 

لهذا، فقد تعلمت الكثير عن مصر، بل عن إسبانيا ومصر، من خلاله، واسمتعت للغاية بذلك، فهو دائما ما كان يتحلى بابتسامة واسعة خلال تبادلنا أطراف الحديث.

وتابع السفير: يوسف لم يقدم المساعدة لى فقط، بل تولى أعمال الترجمة فى لقاءات عدة لنائبة رئيسة الحكومة الإسبانية – ماريا تيريسا فرنانديث دى لا بيجا – وكذا فى اللقاءات التى جمعت العديد من الوزراء بالحكومة الإسبانية، كوزراء الخارجية – ميجل انخل موراتينوس – وخوسيه مانويل جارثيا مارجايو، بنظرائهم فى الحكومة المصرية وزراء الخارجية السابقين عمرو موسى، وأحمد أبو الغيط.

كلماته ساهمت فى تقريب قامات ثقافية مصرية، كالكاتب نجيب محفوظ، للثقافة الإسبانية وعلى الجانب الآخر تقريب أفكار تيريسا بيرجانثا إلى مصر.

كفائته أهلته لأن يتم اختياره لحضور اجتماع المستشارين الإعلاميين لكافة السفارات الإسبانية فى الخارج، الذى عقد بمقر رئاسة الحكومة الإسبانية اثناء تولى بيو كابانيياس منصب المتحدث باسم الرئاسة عام 2000.

إننى على يقين أنكم تتفقون معى أن مثل هذه الخدمات الجليلة التى قام يوسف بتقديمها للدولة، تستحق منحه هذا الوسام الرفيع.

واختتم السفير كلمته قائلًا: أتوجه إليك عزيزى يوسف، لأكرر إننى قد شرفت وسعدت بالتعاون معك خلال العامين الأخيرين لعملك بسفارة إسبانيا بالقاهرة.

وأخيرا، لا يسعنى إلا أنا أقول لك شكرا، شكرا جزيلا. 

بدأ يوسف محمدين عمله بالمكتب الإعلامى لسفارة إسبانيا بالقاهرة مع افتتاح المكتب – الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط – فى سبتمبر 1991 – وتزامن ذلك مع إنعقاد مؤتمر السلام بمدريد  كإشارة إلى أهمية دور القاهرة فى عملية السلام الإقليمى بمنطقة الشرق الأوسط. 

كان الرجل الثانى فى المكتب الإعلامى – بعد المستشار الإعلامى – طوال مايقرب من 30 عاما- وعرف عنه تعاونه وتواصله المستمر فى إطار من الزمالة والصداقة والإحترام مع ممثلى الصحافة والإعلام فى مصر.

ورغم أن دراسته بكلية الهندسة جامعة عين شمس- لم تكن لها علاقة باللغة الإسبانية أو العمل الصحفى – إلا أنه تعلم الإسبانية بمجهوده الشخصى، كما كان متميزا فى عمله، دقيقا فى أدائه، ودودا فى علاقاته، ويتمتع بثقافة التنوع – حريصا كل الوقت على تعميق أواصر الصداقة والتعاون بين مصر وإسبانيا – وذلك بفضل الخبرات التى إكتسبها من نشاطه الطلابى والثقافى ومجلات الحائط بالجامعة واللغة التى تعلمها من خلال رحلاته الصيفية المتعددة لإسبانيا ودول أخرى حين كان طالبا بالجامعة وزواجه الأول من إسبانية الذى دام حوالى 8 سنوات وكان ثمرة هذا الزواج أكبر أبنائه إسماعيل (33 عاما).

بالإضافة، إلى عمله (مترجم تقنى) فى إحدى الشركات الإسبانية العاملة فى مجال صناعة الأسمنت فى مصر لمدة ثلاث سنوات أثناء الثمانينات من القرن الماضى وبعدها عمل مترجما صحفيا وإداريا بسفارات ِشيلى والإكوادور قبل أن يلتحق بالعمل فى سفارة إسبانيا.  

كان متواجدا دائما فى المؤتمرات الصحفية واللقاءات والمناسبات والندوات الثقافية والإجتماعية والرياضية بالسفارة وخارجها التى يشارك فيها أطراف إسبانية، حيث كان يقوم بتنسيق التغطية الإعلامية لتلك المناسبات مع ممثلى وسائل الإعلام – سواء كانت مصرية أو إسبانية – بالإضافة إلى الترجمة الفورية ومتابعة التغطية الإعلامية. 

شارك أيضًا – بالترجمة فى عدة لقاءات تليفزيونية وحوارات صحفية وزيارات رسمية لأعلى مستوى لمسئولين ودبلوماسيين أسبان لنظرائهم فى القاهرة.  

فى ديسمبر 2000 – حيث تولى مؤقتًا إدارة المكتب الإعلامى- حضر يوسف محمدين – بصفته ممثلا لمكتب القاهرة- اللقاء السنوى بمدريد الذى تستضيفه رئاسة الحكومة الإسبانية – للمستشارين الإعلاميين الأسبان فى دول العالم مع أعضاء الحكومة والبرلمان والهيئات الإعلامية، لشرح سياسة الحكومة الإسبانية داخليا وخارجيا.  

وفى يونيو 2006 سافر إلى مدريد ليقوم بالترجمة فى المنتدى الذى دعت فيه إسبانيا صحفيين بارزين من دول عربية مختلفة للمشاركة فى عدة لقاءات مع ممثلى وسائل الإعلام والهيئات الحكومية  المختلفة الإسبانية.  

يوسف محمدين ولد فى إحدى قرى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج فى آخر يوم سنة 1952- ولكن نظرا لأن أباه كان يعمل (فنى- مدنى) بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة كان ضروريا أن تنتقل الأسرة لتكون قريبة حيث يعمل الأب، لذلك فإنه أمضى سنوات عمره الأولى بمدينة الإسماعيلية، ثم غادرت الأسرة إلى القاهرة – حين كان صبيا لا يتجاوز عمره 9 سنوات – قبل عام واحد من حرب 1967 – واستقرت الأسرة بعد ذلك فى القاهرة حيث أكمل دراسته الإبتدائية ثم الإعدادية والثانوية بمدرسة الظاهر الإعدادية والثانوية – حيث حصل على جائزة المتفوقين وكان – حسب النظام التعليمى فى ذلك الوقت علمى وأدبى- يمكنه أن يختار بين كليتى الطب والهندسة فاختار الهندسة لأنه كان دائما يقول الخالق وحده هو الأعلم بتكوين مخلوقاته لأنه- سبحانه وتعالى- هو من صنعها – أما الآلة يصنعها الإنسان ويمكنه إصلاحها إن أصابها عطب. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »