سفير إسبانيا بالقاهرة: مصر لاعب مركزى فى المنطقة وتتمتع بجميع المقومات

 

قال سفير إسبانيا بالقاهرة، ألبارو ايرانثو جوتيريث، إن مصر لاعب مركزى فى المنطقة وتتمتع بجميع المقومات: جغرافيتها وتاريخها الغنى وعدد سكانها الكبير ومواردها الوفيرة، ونحن نقدرها بشدة كقوة للاستقرار والأمن فى شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا.

وأضاف، استنادا إلى علاقاتنا التقليدية الوثيقة والخالية من المشاكل، تتمتع إسبانيا ومصر بعلاقات مثمرة.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الخميس، فى احتفالية نظمتها السفارة بمناسبة اليوم الوطنى لإسبانيا.

وتابع السفير: حددت السلطات المصرية برنامجًا طموحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يسمى “رؤية مصر 2030” فى سياق دولى صعب، شرعت مصر فى تنفيذ إصلاحات هيكلية ضرورية للاستقرار المالى والنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتدعم إسبانيا هذه العملية دعما كاملا من خلال مختلف خطوط التعاون.

بالاتفاق مع السلطات المصرية، تنفذ إسبانيا مشروعات مختلفة تهدف إلى تعزيز المؤسسات العامة والحكم، ويعد مشروع CONMIGO مثالًا جيدًا، لأنه يتحدث عن إدارة تدفقات الهجرة، وهى إحدى التحديات الرئيسية للمجتمع الدولى فى القرن الحادى والعشرين.

وفى المجال الاجتماعى، تركز مشاريعنا على ضمان ألا يتخلف النمو الاقتصادى عن أحد، وندعم برامج التعليم والتدريب التى توفر الفرص للقطاعات الأكثر ضعفا من السكان، مثل المهاجرين وسكان الريف، مع التركيز بشكل خاص على حقوق المرأة وحمايتها.

كما يتم توظيف قدراتنا المالية لدعم تطوير مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية التى تنفذها الشركات الإسبانية فى قطاعات مثل النقل المستدام والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، من بين مشروعات أخرى.

وأضاف السفير، تشهد تجارتنا الثنائية نموًا بشكل مطرد، وارتفعت التبادلات إلى 4.16 مليار يورو العام الماضى.

ومن خلال تجربتنا المحلية، نعرف كيف يمكن للسياحة أن تصبح حاسمة فى النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل، وأنا راضٍ بشكل خاص لأن مصر أصبحت واحدة من المقاصد السياحية المفضلة للإسبان، حيث جاء إليها ما يقرب من 400 ألف زائر العام الماضى، أى أكثر من ضعف العدد فى العام السابق.

وأكد السفير، أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وإسبانيا مكثفة، منذ أن زار رئيس حكومتنا، بيدرو سانشيز، القاهرة فى ديسمبر 2021، ظل عدد الزيارات المتبادلة ثابتًا.

وزار وزير الخارجية سامح شكرى مدريد فى أبريل 2022، وجاء سانشيز مرة أخرى إلى مصر للمشاركة فى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2022.

ومؤخرًا، قامت وزيرة الدولة للشئون الخارجية، أنخيليس مورينو، بزيارة إلى القاهرة، ومن المتوقع إجراء المزيد من الزيارات الرسمية فى الأشهر المقبلة.

وفى المجال الثقافى، أشاد السفير بالعمل الرائع الذى يقوم به علماء المصريات الإسبان، جنبًا إلى جنب مع زملائهم المصريين، فى العديد من المواقع الأثرية فى مصر.

وتوجه السفير، بالتحية لجميع المسئولين والمؤسسات الملتزمة بالإنتاج الثقافى المشترك.

يذكر، أن 12 أكتوبر هو ذكرى وصول البعثة الإسبانية إلى أمريكا بقيادة كريستوفر كولومبوس عام 1492.

قال السفير: فى ذلك اليوم، بدأ ما يسمى بالعصر الحديث للبشرية، وبدأ العالم فى الاستفادة من الفرص الهائلة التى أتاحها ربط العالم القديم بالقارة الأمريكية.

وأصبحت إسبانيا لاعبا عالميا فى نصف الكرة الأرضية، ولا يزال هذا الإرث التاريخى ملهمًا لسياستها الخارجية.

وتعد أوروبا والبحر المتوسط وأمريكا بالفعل الناقلات الرئيسية للمصالح والعمل الخارجى لإسبانيا.

وأضاف، من بين أولويات الرئاسة الإسبانية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبى، نرغب فى تعزيز العلاقة بين أوروبا وشركائها فى الجنوب، من خلال أجندة جديدة للبحر المتوسط.

فى عطلة نهاية الأسبوع الماضى، استضافت إسبانيا فى قصر الحمراء، جوهرة العمارة العربية الثمينة فى غرناطة، اجتماعات متتالية ناجحة للمجلس الأوروبى والجماعة السياسية الأوروبية.

وتابع: بينما نتحدث الآن، تجرى أحداث مأساوية فى المنطقة المجاورة لمصر، وندعو بشدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس ونطالب بالوقف الفورى للعنف ضد جميع المدنيين.

ونشعر أكثر من أى وقت مضى، بضرورة التذكير بأن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الطريق الذى يؤدى إلى حل الدولتين، على النحو المحدد فى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة.

وينبغى ممارسة الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولى، مضيفًا، نرفض العقاب الجماعى وندعو إلى تقديم الإغاثة الإنسانية الفورية لسكان غزة.

وفى غضون ذلك، تظل إسبانيا منخرطة بشكل كامل فى الحفاظ على الاستقرار الإقليمى، ونحن على يقين ونأمل أن تستخدم السلطات المصرية، كما فعلت فى الأزمات السابقة، تأثيرها الإيجابى من أجل وقف التصعيد ووصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

واختتم السفير كلمته قائلًا: اليوم، يوم الاحتفال بالتراث الإسبانى، أود أن أنقل كل محبتى وتقديرى للجالية الإسبانية فى مصر، التى يعد عملها فى البلاد مثاليًا.

وتعلمون أن السفارة وكل خدماتها تحت تصرفكم دائمًا، ولا يمكن أن أغفل تحياتى وتهنئتى الحارة لإخواننا الأيبيروأمريكيين.

يعمل معهد ثربانتس والقسم الثقافى بالسفارة جاهدين كل يوم لخدمة العدد المتزايد من المصريين الذين يعبرون عن أنفسهم أو يرغبون فى تعلم لغتنا والتآخى معنا.

وأعرب السفير، عن امتنانه لموظفى السفارة الإسبانية لتفانيهم المستمر فى مهمتهم، وجميع الشركات الراعية التى ساهمت بسخاء فى احتفال الليلة.

حضر الحفل، عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى للمتحف القومى للحضارة، مدير المنظمة الدولية للهجرة فى مصر كارلوس أوليفير، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر إيلينا بانوفا.

كما حضر عدد من السفراء منهم: أوكرانيا، صربيا، سلطنة عمان، الاتحاد الأوروبى، اليونان، فنزويلا، سلوفينيا، مالطا، التشيك، تركيا، النمسا، لاتفيا، إستونيا، سلوفاكيا، الفاتيكان، أيرلندا، كوبا، بنما، فنلندا، بلغاريا، السويد، أوروجواى، الأرجنتين، ألمانيا، نائب سفير كندا، القائم بأعمال سفارة المكسيك، القائم بأعمال سفارة الدومينيكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »