سفارة الأرجنتين بالقاهرة تنظم احتفالية بمناسبة الذكرى 172 للجنرال خوسيه دى سان مارتين  

 

نظمت سفارة الأرجنتين بالقاهرة، اليوم الأربعاء، احتفالية بمناسبة الذكرى 172 للجنرال خوسيه دى سان مارتين.

وقال سفير الأرجنتين بالقاهرة، إدواردو فاريلا، فى كلمته:

اقدر حضوركم الكريم للإحتفال بذكرى سنوية جديدة لطريق الخلود للأب الروحى لدولة الأرجنتين والشعب الأرجنتينى، المناضل الجنرال خوسیه دی سان مارتين.

أحد الزملاء لفت انتباهى إلى الصيغة التى نستخدمها للإشارة إلى الاحتفال بذكراه “طريق الخلود”، وهى صيغة قمنا بتوحيدها فى الأرجنتين، ولكن قد يبدو ذلك غريبا للمسامع.

أعلم إنها مبالغة منافية للواقع بل وتقترب من لغة الأشعار فى رثاء البطل حينما نقول: “يحيا خالدا” من أقبل على الموت شجاعا.

سبب خلود سان مارتین لأن حياته وأفعاله وإنجازاته معاصرة إلى يومنا هذا وإلى الأبد، ولأنه يعد قدوة سواء رجل عسكرى أو شخصية عامة، كان وسيظل النموذج الذى نحتذى به نحن الأرجنتينيين كل حسب مكانته فى المجتمع، كحال هذا السفير كمسؤول عام ومواطن.

سان مارتين كان جنديا عظيما، ورجل عسكرى ذو موهبة فذة، واستراتيجيا عظيما، وعلاوة على ذلك، أثبت أنه رجل دولة عظيم عندما كان عليه أن يتولى مسؤوليات سياسية، وفوق كل شىء إحساسه الكبير بالوطنية وإنسانيته الشديدة سبب إلهام كلاً من أدائه كرجل عسكرى وسلوكه كشخصية عامة.

بصفته كان حاكما لمدينة كويو بين عامى 1814 و 1816، قام سان مارتين بتعديل نظام الضرائب لجعله أكثر تقدما، وعزز التحسينات فى التعليم ونظام السجون، وعزز الزراعة وصناعة النبيذ، كان أيضًا مروجا كبيرا لعلم المعادن، حيث كانت ورش العمل التى أنشأها فى البلوميريو أكبر مؤسسة صناعية كانت موجودة فى الأراضى الأرجنتينية فى ذلك الوقت.

كان له أيضًا أداء متميز بصفته حامى لدولة بيرو، حيث أصدر مرسوما بشأن حرية الأطفال العبيد المولودين منذ إعلان الاستقلال، كما شجع القراءة والتعليم، هناك حقيقة مهمة بسبب قيمتها الرمزية وهى أن المقر الأول للمكتبة الوطنية فى بيرو كان نفس المبنى الذى كانت تعمل فيه محاكم التفتيش فى ليما.

كجندى وقائد عسكرى، تميز أيضًا بإنسانيته تجاه غريمه المنهزم، والتى شملت المعاملة الإنسانية والرحمة للأسرى وأعدائه السياسيين، وكل ذلك قبل سنوات عديدة من إصدار قوانين حقوق الإنسان والصليب الأحمر واتفاقية فيينا واتفاقيات جنيف.

توجد إشارة توضيحية للغاية لروح سان مارتين فى أول سيرة ذاتية كتبت له، والتى كانت بقلم الكاتب والصحفى والسياسى التشيلى بنيامين فيكونيا ماكينا: حملات سان مارتين بلا معارك، لقد شن حربا بلا دموع وبلا دم مثل واشنطن.

في سيرة ذاتية أخرى للمفكر الأرجنتينى الكبير ريكاردو روخاس وصف الجنرال خوسيه دى سان مارتين بأنه “رجل أخلاقى فى العمل” وأطلق على سيرته الذاتية “قديس السيف”، مما يؤكد على عادة الجنرال فى استخدام موهبته العسكرية فقط فى وقت الحاجة الماسة وبأقل إحتمالية ممكنة فى الخسائر البشرية.

إنه من دواعى سرورنا دائما أن نشيد بأعظم بطل لدينا أمام هذا التمثال، الذى يقع فى قلب الدقى فى هذا البلد الحبيب، بعيد جدا جغرافيا عنا “حوالى 20 ساعة طيران” ولكنه قريب جدا بسبب الصلات المتعددة والقيم والمشاعر المشتركة.

فى عصرنا هذا الذى يتسم بالكثير من العنف بين الدول وعدم الاستقرار وعدم الثقة على المستوى الدولى، فإن تقديرنا لهذا الجنرال وثيق الصلة بشكل خاص، والذى بصفته جنديا ماهرا، قدر السلام ولم يقبل سوى إستخدام السلاح كحل أخير وفقط للدفاع عن حرية الشعوب.

أود أن اختتم باقتباسين للجنرال سان مارتين يوضحان جوانب شخصيته وعمله العام، والتى أردت إبرازها فى هذه المناسبة:

“الوطن لا يصنع الجندى حتى يدنسه بجرائمه”.
“المكتبة التى تخدم التعليم الشامل هى أقوى من جيوشنا”.

وتوجه السفير، بالشكر إلى كل من محافظة الجيزة، حى الدقى، وزارة الخارجية المصرية، فريق عمل سفارة الأرجنتين، مكتب الملحق العسكرى بالقاهرة، على الحضور الكريم.

حضر الحفل، السفير أشرف منير نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، وعدد من السفراء منهم سفير بنما، فنزويلا، كوبا، البرازيل، شيلى، باراجواى، جواتيمالا، أوروجواى، الإكوادور.

كما حضر، اللواء أحمد عبد الفتاح رئيس حى الدقى، وأيضاً القائم بأعمال سفارة بيرو، نائب سفيرة كولومبيا، ممثل عن سفارة إسبانيا، ممثل عن سفارة الدومينيكان، القائم بأعمال سفارة بوليفيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »