رئيس أوكرانيا: الأوكرانيين فخورون بالدفاع عن أرضهم ولن يتنازلوا للمحتل ولو عن قطعة أرض واحدة  

 

وجه رئيس أوكرانيا -فولوديمير زيلينسكى- كلمة للشعب الأوكرانى، اليوم الجمعة، قال فيها: أيها الشعب الحر فى بلد حر، إننا نناضل من أجل حريتنا لليوم السادس عشر على التوالى ذلك أطول أربع مرات مما خطط العدو لإنجاز غزوه .

أربع مرات أطول ونحن نواجه جيشا كان يعتبر من أقوى جيوش العالم الذى أعرب عن أمله بأن يستسلم الأوكرانيون وكان يتعشم أن تستقبل الرايات الروسية بالزهور فى الشوارع الأوكرانية فى شوارعنا.

لكن الأوكرانيين فخورون بالدفاع عن أرضهم ولن يتنازلوا للمحتل ولو عن قطعة أرض واحدة، ولا عن ذرة واحدة من حريته.

16 يوما، إنى أعلم أن الكثير من الناس قد بدأوا يشعرون بالتعب، أتفهم ذلك، والصبر بدأ ينفد، نعم، أتفهم.

إن العواطف تطغى على عقول الناس أحيانا، تلك هى الحياة، عندما نتحرك، وعندما نرى انتصاراتنا فى المعركة وخسائر العدو، نتوقع أن ينتهى النضال فى وقت أقرب وأن يسقط المحتلون أسرع … لكن … تلك هى الحياة، تلك هى الحرب، إنه نضال.

ما زلنا بحاجة إلى بعض الوقت، لا تزال هناك حاجة للصبر والحكمة والطاقة والقدرة على إنجاز مهمتنا على أفضل وجه حتى نتمكن من الفوز معًا.

من المستحيل تحديد عدد الأيام المتبقية لتحرير أرضنا الأوكرانية، لكن من الممكن أن نقول – إننا سنفعل ذلك .. لأننا أردنا ذلك .. لأننا وصلنا بالفعل إلى نقطة تحول إستراتيجية .. نحن نتحرك بالفعل نحو هدفنا .. نحو نصرنا.

إنها حرب وطنية، الحرب ضد عدو عنيد جدآ لا يكترث بآلاف القتلى من جنوده والذى يجمع الآن جنود الاحتياط والمجندين من جميع أنحاء روسيا للزج بهم فى أتون هذه الحرب.

ذلك العدو الذى جاء بفكرة تجنيد المرتزقة ضد شعبنا والبلطجية من سوريا – من البلد الذى تم تدميره بنفس الطريقة التى يدمرنا بها المحتلون الآن: ماريوبول، خاركيف، أوختيركا، تشيرنيهيف، فولنوفاخا، إيزيوم، وغيرها من المدن.

هكذا تعامل القوات الروسية الأوكرانيين، تلك هى الطريقة التى يعاملون بها الدونباس، الذين كانوا يسمون سكانه بالناطقين بالروسية .. كيف كانوا جميعهم ينادون ب “حمايتهم” والذين كان يقال عنهم الكثير فى موسكو.

 الصواريخ ثم القنابل الجوية والمدفعية .. والآن هناك مرتزقة سوريون الذين لا يفقهون على الإطلاق من و بأى لغة يتحدث هنا، وفى أى كنيسة يصلى، وأى حزب يدعم.

المرتزقة الذين يذهبون لقتل شخص آخر – بكل معنى الكلمة – هم على أرض ليست بأرضهم.

طوال الليل والصباح الماضيين، نفذ المحتلون كما يقولون عملية “نزع السلاح” ضد شبكة تزويد المياه فى مدينة تشيرنيهيف، حيث بقيت المدينة مقطوعة عن الماء … نحن نبذل قصارى جهدنا لاستعادة إمدادات المياه، وبسبب القصف المستمر فى أجزاء من مناطق سومى وكييف ودونيتسك، لا توجد كهرباء … نعم، هناك مشاكل مع توفير التدفئة والغاز والماء، إنها كارثة إنسانية.

كارثة إنسانية – كلمتان أصبحتا مرادفتين تمامًا لكلمتين أخريين – الاتحاد الروسى.

ليلاً قصف المحتلون مصنعا للأحذية ومبنى سكنيا وروضة أطفال فى مدينة دنيبرو .. لماذا؟ كيف كانت تهدد تلك المواقع الدولة الروسية؟ ودمرت منازل فى قرى منطقة سومى، كما استمر تعرض سكان ماريوبول وخاركيف للتعذيب وإطلاق الصواريخ على لوتسك وإيفانو فرانكيفسك.

إذا استمر ذلك، فلن تكون العقوبات ضد روسيا كافية، وأتوقع أننا سنعمل بالفعل على هذا، ونتطلع نحو عقوبات جديدة من قبل شركائنا اليوم قبل الغد.

يجب على روسيا أن تدفع ثمن هذه الحرب الشعواء وأن تدفعها يوميا!

لقد عُقد أمس اجتماع مهم للغاية لزعماء الاتحاد الأوروبى، كان مطولا وموضوعيا، نحن نعلم ماذا دار فى هذا الاجتماع بين جميع القادة ومن كان يتحدث تحديدا ومن قد أيد ومن التزم الصمت ومن حاول جعل ما يصاغ من قرارات مفروغا من مضمونه .. تلك القرارات التى تخص أوكرانيا وأوروبا وحريتنا المشتركة.

كيف نقيم نحن ذلك القرار؟

إن الأمر بسيط للغاية: نريد قرارات أقوى، ليس ذلك ما نتوقعه.

من الضرورى أن تتوافق قرارات السياسيين مع أمزجة شعوبهم والشعوب الأوروبية، ونحن نعرف تلك الأمزجة، وهم أيضا يعرفونها.

كل سياسى يعرفها جيدا!

تختلف الأرقام حسب اختلاف البلدان، لكن هناك استطلاعات للرأى وهناك كثير من الدعم، على الأقل 60% هم يؤيدون ذلك القرار، وهم الغالبية العظمى الداعمة له – بأن تصبح أوكرانيا جزءًا من أوروبا!

فمن الواضح أن الأوروبيين يتحدثون عن هذا الأمر، وأنا متأكد سوف يخبرون سياسييهم بوضوح، لا سيما أولئك الذين لم يفطنوا ذلك الأمر بعد.

لقد تم رفع القرار الصادر عن اجتماع قادة الاتحاد الأوروبى، أمس الخميس، إلى المفوضية الأوروبية للتنفيذ وإتخاذ إجراءات محددة.

يجب على الاتحاد الأوروبى أن يفعل المزيد، يجب أن يفعل المزيد من أجلنا، من أجل أوكرانيا ومن أجل نفسه أيضًا، نحن ننتظر ذلك، كل الدول الأوروبية تنتظر.

لقد فتح مسؤولو حكومتنا اليوم 12 ممراً إنسانياً.

هناك شحنات تتضمن المواد الغذائية والماء والأدوية أصبحت فى طريقها الى كل من مدينة أيزوم، اينيرهودار، فولنوفاخا، بولوهى، بوتشا، هوستوميل، بوروديانكا، أندرييفكا، ميكوليتشى، ماكاريف، كوزاروفيتشى، وبالطبع إلى ماريوبول.

لقد تمكن الجيش الأوكرانى من توفير الهدوء من أجل جعل تلك الممرات الإنسانية تعمل.

إذا أطلق المحتلون النار مرة أخرى وقاموا بتعطيل إنقاذ الناس، فسوف يتلقون فى نهاية المطاف مثل هذا الرد من العالم سيجعلهم هم من يحتاجون إلى ممرات إنسانية.

يبذل مسؤولو حكومتنا قصارى جهدهم من أجل ضمان توفر الوقود فى جميع أنحاء البلاد فضلا عن الغذاء، غير أن الأمور معقدة جدا، ولكن رغم ذلك فإن الأدوية وكل ما يحتاجه الناس سيكون متوفرا وأنا أؤكد على ذلك.

إن استيراد البنزين والديزل قائم.

طُرح على هذا الصباح فى اجتماع يومى سؤال منطقى يتعلق بدخولنا فصل الربيع.

ماذا عن موسم زرع الأراضى؟ كيف يمكنه أن يبدأ – وخاصة فى المناطق المحتلة مؤقتًا؟

جوابى كان بسيطا للغاية: فى جميع أنحاء أرضنا، مهما كانت يتعين علينا القيام بحملة واسعة لزرع البذور خلال هذا الربيع، كما فى كل ربيع، لكن بالطبع وفقًا لإمكانياتنا.

كل ذلك يتوقف على الناس والوضع الراهن، لأن الأمر يتعلق بالحياة .. فالحياة هى الأهم، حياتنا، أحلامنا، مستقبلنا، وصولا إلى انتصارنا.

إننى أكرر مرارًا وتكرارًا: عندما ندافع عن الحرية، يجب أن يكون كل واحد فينا كالجيش المرصوصة صفوفه.

افعلوا كل ما بوسعكم، كل فى مكانه للحصول على النتيجة التى نستحقها جميعًا، ذلك هو الإنصاف الذى يضمن لنا النصر من كل بد.

أوصيكم بالتحمل، وأوصيكم بالكفاح، وأوصيكم ببذل كل ما أوتيتم من قوة.

لن يكون أمرنا هينا مع مثل هكذا جار، لكنه أيضًا لن ينعم بالراحة معنا كما هو واضح الآن.

المجد لأوكرانيا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »