تفاصيل اللقاء التاريخى بين قائد كوريا الشمالية والرئيس بوتين
قام القائد كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكورى، رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية باللقاء التاريخى مع الرئيس بوتين فى موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى فى إقليم آمور من منطقة الشرق الأقصى.
وصل القطار الخاص الذى استقله كيم جونغ وون إلى موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى، استقبله حرس الشرف من القوات البرية والبحرية والجوية للقوات المسلحة للاتحاد الروسى تعبيرا عن أسمى آيات الاحترام.
تبادل وون، التحية مع ألكسندر كوزلوف وزير الموارد الطبيعية وعلم الايكولوجيا الروسى وغيره من الكوادر الذين جاؤوا لاستقباله، ووجه إلى مكان اللقاء ليلتقى بالرئيس بوتين.
رافقه تشواى سون هى وزيرة الخارجية، والمارشال لى بيونغ تشول، وباك جونغ تشون وكانغ سون نام وزير الدفاع، وأو سو يونغ وباك تاى سونغ أمينا اللجنة المركزية لحزب العمل الكورى، وغيرهم من كوادر الحزب والحكومة والجيش والأفراد المرافقين.
التقى وون بالرئيس الروسى، وأعرب عن شكره لدعوته واستقباله بترحاب على الرغم من مشاغله الكثيرة من قيادة مجمل شؤون الدولة وقال: إنه يسره أن يجرى هذا اللقاء فى الظروف الخاصة والمتميزة جدا.
تفقد وون، موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى مع الرئيس الروسى، والموقع يعتبر قاعدة عامة روسية للإطلاق الفضائى تساهم فى التنمية الجديرة بالذكر فى مجال تطوير الفضاء عن طريق الضمان الناجح لإطلاق الأجهزة الفضائية والأقمار الصناعية مختلفة الأغراض وتلعب دورا هاما فى الإسراع بالتطور الاجتماعى والاقتصادى لإقليم آمور ومنطقة الشرق الأقصى.
فيما يتجول وون مع الرئيس الروسى فى مجمع تركيب الصاروخ الناقل واختباره، سمع شرحا عن الخصائص التقنية المفصلة لـ”سويوز – 2″ و”آنغارا” وغيرهما من الصواريخ الناقلة ومجرى تركيبها وإطلاقها.
وأثناء جولته فى موقع بناء مجموعتى إطلاق الصاروخين الناقلين “سويوز – 2” و”آنغارا”، استمع إلى حالة تشغيلهما وبنائهما والنجاحات والخبرات التى حققتها روسيا فى مجال صناعة الفضاء وآفاق تطورها المستقبلية.
وأكد وون، أنه تم بناء موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى على نحو رائع بموجب خطة بوتين الإستراتيجية لتطوير الفضاء ويحقق نجاحات قيمة، وتمنى من صميم قلبه أن تتواصل الروح السامية والتقاليد لروسيا القوية التى شقت الطريق الموجهة إلى الفضاء بصورة رائعة.
وأعرب وون، عن شكره الجزيل على تنظيم الرئيس الروسى زيارة قاعدة الإطلاق الفضائى الهامة شخصيا ومرافقته لها.
كتب وون كلمة قال فيها: “ستخلد أمجاد روسيا التى أنجبت أول رواد الفضاء، كيم جونغ وون 13 سبتمبر 2023” فى سجل الزيارة، بمناسبة زيارة موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى.
“جلسة المحادثات”
وفى سياق آخر، جرت محادثات بين وون، وبوتين، حضرها من الجانب الكورى كل من: تشواى سون هى وزيرة الخارجية، والمارشال باك جونغ تشون وكانغ سون نام وزير الدفاع، وأو سو يونغ وباك تاى سونغ أمينا اللجنة المركزية لحزب العمل، وإيم تشون ايل نائب وزير الخارجية.
كما اشترك فيها من الجانب الروسى كل من: سيرجى لافروف وزير الخارجية، ودينيس مانتوروف نائب رئيس الحكومة ووزير التجارة، وسيرجى شويغو وزير الدفاع، وألكسى أوبيرتشوك نائب رئيس الحكومة، ويورى تروتنيف نائب رئيس الحكومة ومندوب الرئيس المفوض لدى منطقة الشرق الأقصى الاتحادية، ومارات خوسنولين نائب رئيس الحكومة، ودميترى فيسكوف نائب مسؤول الإدارة الرئاسية وسكرتير الرئيس الإعلامى، وألكسندر كوزلوف وزير الموارد الطبيعية وعلم الايكولوجيا ورئيس الطرف الروسى للجنة تعاون التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا بين حكومتى كوريا وروسيا، وفيتالى سافيليف وزير النقل، وغيرهم من القياديين والكوادر المعنيين، وألكسندر ماتسيغورا السفير المفوض فوق العادة المعتمد لدى كوريا من الطرف الروسى.
فى جلسة المحادثات، قال بوتين: أرحب ترحيبا حارا بزيارة القائد كيم جونغ وون مرة أخرى إلى روسيا فى العام الذى يصادف الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس كوريا، والذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربًا، عن سروره بلقائه فى موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى.
وأعرب وون، عن شكره مرة أخرى على أن دعوة الرئيس بوتين، الوفد الكورى فى الفترة الهامة.
وقال: إنه يسره أن يعرف واقع روسيا، الدولة الفضائية القوية ومستقبلها بالتفصيل وبعمق فى موقع فوستوتشنى للإطلاق الفضائى الذى يكون عرضة للاهتمام العميق للرئيس بوتين.
وأعرب، عن ثقته بأن هذه الزيارة تعد مناسبة بالغة الأهمية فى الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين إلى مرحلة عالية جديدة، مشيرًا، إلى أنه لموقف ثابت لحكومة كوريا الشمالية أن تولى الأهمية القصوى للعلاقات بين كوريا وروسيا وتطور تقاليد الصداقة العريقة دون تغير.
كما تحدث الرئيسين، عن توطيد الصداقة والتضامن وعلاقات التعاون بصورة أكثر وتعميق الثقة المتبادلة عبر تنشيط التبادل والتعاون المتعدد الجوانب فى مختلف الميادين مثل التزاور على المستوى الرفيع بين البلدين.
وجرى تبادل الآراء الواسعة والعميقة حول المسائل الهامة ذات الاهتمام المشترك للبلدين، وتم الإتفاق على زيادة رفاهية شعبى البلدين وتوسيع العلاقات الثنائية الشاملة والبناءة دون انقطاع بالجهود المشتركة.
وجرت محادثات مغلقة بين وون وبوتين، وأكد وون أن العلاقات بين كوريا وروسيا تتطور على نحو رائع حسب تطلعات شعبى البلدين ورغباتهما على أساس مبدأ الصداقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل.
تبادل الرئيسين، الآراء العميقة حول النجاحات الجديرة بالذكر فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية من أجل بلوغ الأهداف الإستراتيجية لبناء الدولة القوية وخبرات التعاون البناءة واتجاهات التطور المقبلة لازدهار الدولتين ورفاهية شعبى البلدين.
كما ناقشا، المسائل الخطيرة الناشئة فى الدفاع عن سيادة الدولتين وتطورهما ومصالحهما والسلام والأمن فى المنطقة والعالم والعدالة الدولية بتضافر قوتهما عن طريق توثيق التعاون الإستراتيجى والتكتيكى وتقديم التأييد والتضامن الأكيد فى الجبهة المشتركة لإحباط التهديدات والاستفزازات العسكرية والتعسف والجور للامبرياليين الذين يسعون بيأس للاعتداء على استقلالية البشرية وتقدمها وحياتها المسالمة، وحول بنود التعاون العاجل وتوصلا إلى اتفاق مرضى وإتفاق تام فى الآراء.
“تنظيم مأدبة”
كما أقام بوتين مأدبة ترحيبا بزيارة وون، حضرها وفدى البلدين، وأهدى بوتين هدية إلى وون، ثم ألقى كلمة للتهنئة.
وقال: إن العلاقات الروسية – الكورية تتجه اليوم أيضًا نحو العلاقات حسنة الجوار دون تغير، مؤكدًا، أن إرادة الحكومة الروسية صامدة لبذل الجهود الدؤوبة من أجل تطوير العلاقات بين البلدين ومن أجل رفاهية شعبى البلدين وازدهارهما.
كما ألقى وون كلمة الرد، وقال: إنه يسره زيارة روسيا مرة أخرى بعد مضى أربع سنوات وخمسة أشهر واللقاء بالرئيس بوتين، وتبادل مشاعر الود معه فى هذا المكان عميق المغزى، وقدم شكره للرئيس بوتين والأشخاص المعنيين فى المركز والشرق الأقصى.
ونقل تحيات الشعب الكورى، إلى جميع أبناء الشعب الروسى الذين انطلقوا إلى تنفيذ القضية التاريخية لبناء روسيا المقتدرة وصون المصالح الإستراتيجية للدولة بمتانة.
وأعرب، عن إرادته لضمان المستقبل البعيد للعلاقات الكورية – الروسية المستقرة والمتطلعة إلى المستقبل فى العصر الجديد مع الرئيس بوتين ودفع عجلة القضية لبناء الدولة القوية فى البلدين بقوة اعتمادا على تلك القدرة وتحقيق العدالة الدولية الحقيقية.
بعد انتهاء المأدبة، دعا وون الرئيس بوتين لزيارة كوريا الفترة الصالحة، وأعرب بوتين مجددا، عن إرادته لمواصلة تاريخ الصداقة الروسية – الكورية وتقاليدها دون تغيير وهو يقبل دعوته بكل سرور.
ودع وون، الرئيس بوتين وهو يتمنى له صحة جيدة ونجاحا رائعا ومستمرا فى عمله الهام والمسؤول لبناء روسيا المقتدرة.
وانطلق، إلى مكان الزيارة التالى وسط توديع الكوادر القياديين الروس وحرس الشرف من القوات البرية والبحرية والجوية للقوات المسلحة للاتحاد الروسى.
يعد اللقاء والمحادثات التاريخية بين وون، وبوتين، مناسبة جديرة بالحدث فى تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون والود وحسن الجوار التقليدية والاستراتيجية الكورية – الروسية إلى المستوى الجديد وإلهام وتشجيع النضال العادل لتنفيذ قضية الاستقلالية ضد الإمبريالية بقوة.
