
وصف الزعيم الكردى مسعود بارزانى، جريمة “الأنفال” فى رسالة له، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لها، بأنها جريمة نظام جلبت الشقاء والتخلف للعراق كله، مدينا العقلية الشوفينية لمرتكبيها بحق 8 آلاف شخص من الكرد.
وأضاف بارزانى، شعب كردستان لا يكاد تمر عليه أيام دون استذكار كارثة أو ظلم ارتكبته حكومات العراق السابقة بحقه، وبينها ترحيل ثمانية آلاف رجل من كبار السن والشباب البارزانيين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والتسعين، قسراً إلى صحارى جنوب العراق، حيث ارتُكبت بحقهم مجزرة وحشية، مؤكدًا، أن هذه الجريمة لم تكن سوى واحدة من سلسلة انتهاكات واسعة تعرض لها أبناء كردستان، بدءاً من اختفاء 12 ألف شاب، وحملات أنفال كرميان وبهدينان، إلى القصف الكيميائى لحلبجة، والتعريب والترحيل القسرى للكرد.
وأكد الزعيم الكردى، أن العقلية الشوفينية والإنكارية التى وقفت خلف تلك الجرائم، لم تجلب سوى الشقاء والتخلف للعراق كله، محذراً، من استمرار مثل هذه السياسات قائلًا: يجب أن يدرك الجميع أن بقاء هذه العقلية يعنى استمرار عدم الاستقرار فى العراق.
وتوجه بارزانى، بالشكر إلى أهالى سهل أربيل وحرير وسوران، الذين وقفوا إلى جانب البارزانيين فى محنتهم، كما حيّا صمود أسر الأنفال، ولا سيما الأمهات والنساء البارزانيات اللواتى تحملن سنوات طويلة من الألم والفقدان.
ومن جانبه، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزانى: بعد تلك الفاجعة عاشت أمهات وأخوات وعائلات البارزانيين حياة مأساوية قاسية منقطعة النظير، واضطروا لمواجهة حياة الفقر والفاقة الصعبة والقاسية، وفى هذه الذكرى، نجدد تأكيدنا على حقوق جميع ضحايا أنفال البارزانيين وحملات الأنفال وجميع ضحايا النظام السابق، وأن من واجب الحكومة العراقية أن تبذل كل ما يلزم لتحقيق العدالة وتعويض ذوى الضحايا.
وأصدر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزانى، اليوم الخميس، بياناً فى الذكرى السنوية لإبادة البارزانيين، استذكر فيه فظائع حملات الأنفال، مؤكداً، على ضرورة تحمّل الحكومة الاتحادية مسؤولياتها القانونية والدستورية تجاه الضحايا.
وقال بارزانى: نجدد تأكيدنا على أن تضطلع الحكومة الاتحادية بمسؤوليتها القانونية والدستورية الكاملة تجاه ضحايا الأنفال والهجمات الكيماوية فى كردستان، وجميع ضحايا النظام السابق، وأن تكف عن سياسة تهميش حقوقهم المشروعة.
وعلق مسؤول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة شيركو حبيب على ذكرى جريمة الأنفال، بأنها تحمل الدروس والعبر فى الدفاع عن الوطن والحرية، وتدعو إلى إدانة كل جريمة ارتكبت بحق الأبرياء، وتجدد المطالبات للمجتمع الدولى والحكومة العراقية باعتبار ضحايا الأنفال شهداء لأجل الوطن، مع تجريم كل أنواع العنف ضد الإنسانية، وإعادة تقييم موقف العالم من جريمة إبادة الكرد وكل الشعوب الحرة التى لاقت ذات المصير على أيدى الطغاة.