النضال من أجل الحصاد .. كيف ستُجرى زراعة المحاصيل عام 2022 وكيف يعمل المزارعون الأوكران فى زمن الحرب؟

 

قبل الحرب الروسية على أوكرانيا زرع الأوكران المحاصيل الشتوية ومنها القمح والجاودار والشعير واللفت على أراضى تبلغ مساحتها 7,7 ملايين هكتار، وانتهى هذا الشتاء للمحاصيل بشكل جيد فضلًا للنظام الحرارى الأمثل ورطوبة التربة الكافية. 

لكن بعد المعارك، والحقول الملغومة، ونقص القوى العاملة، والوقود، وقطع الغيار، هل ستُجرى حملة الزراعة فى أوكرانيا عام 2022؟

قال زيلينسكى فى بيانه الموجه بالفيديو فى 11 مارس: “فى هذا الربيع، مثل أى ربيع آخر، يجب أن نقوم بحملة زراعة كاملة، بقدر المستطاع، لأن الأمر يتعلق بالحياة. بحياتنا. بأحلامنا. ومستقبلنا وبالتالى بنصرنا”.

وأكد، أن مستقبل زراعة المحاصيل وبالتالى الأمن الغذائى فى أوكرانيا سيُقرر فى الأسابيع القادمة، إلّا أن النجاح يبقى موضع التساؤل.

وقالت نائبة مدير شركة “برو أغرو غروب” – مارييا كوليسنيك: إن الأقاليم التى مزقتها الحرب خرجت من الإنتاج الزراعى. 

وأضافت، لا تزال المعارك تدور فى بعض الأراضى الأوكرانية وما دامت الأراضى الزراعية ملغومة، وحتى إذا لا تجرى الأعمال القتالية المكثفة فى بعض المناطق فيعانى المنتج الزراعى هناك من نقص الموارد اللازمة لبدء زراعة المحاصيل ومن بينها الوقود وقطع الغيار للمعدات الزراعية ونقص القوى العاملة الناجم عن تدفق الناس من تلك المناطق إلى صفوف القوات المسلحة وقوات الدفاع الإقليمية.

كما ذكرت خبيرة مشروع “League of Antitrust” – هالينا فيرتسيماحا، فإن أعمال الزراعة كان يجب عليها أن تبدأ فى العقد الأول من شهر مارس لتنتهى فى الأسبوع الأخير من شهر أبريل. 

وقالت: الأقاليم الزراعية الأكثر إنتاجيةً تتعرض للقصف المستمر مما أصبح مستحيلًا القيام بأعمال الزراعة فى أقاليم تشيرنيغيف وبولتافا وخاركيف وسومى وجيتومير وخيرسون.

كما قالت هالينا فيرتسيماحا: حاليًا يتوجب على المزارعين استخدام الأسمدة لتغذية المزروعات الشتوية ولا يمكن القيام به إلّا فى مناطق لا تجرى فيها الأعمال القتالية. 

وأكدت، أنه إذا لم يتم استخدام الأسمدة الآن قد ينخفض محصول القمح الشتوى فى أوكرانيا ب15% مقارنة مع السنوات السابقة ويحذر بعض المزارعين من احتمال أن يكون الوضع أسوأ بكثير.

وتنصح مارييا كوليسنيك، الحكومة بلفت النظر إلى هذه القضية بشكل عاجل من أجل وضع “خطة مارشال” المشروطة للقطاع الزراعى فى أقرب وقت ممكن.

وأوضحت، أنه فى حال تحقيق السيناريو المتفائل وإنهاء الحرب فى غضون شهر واحد يجب على أوكرانيا تجميع الموارد بينها الوقود والأسمدة والقوى العاملة وتوجيهها إلى الأقاليم التى لم تتعرض للأعمال القتالية من أجل القيام بزراعة المحاصيل. 

وبالتزامن مع ذلك، من الضرورى تنظيم إزالة الألغام على الأراضى الزراعية ليس بمشاركة المتخصصين الأوكرانيين فقط بل الأجانب أيضًا. 

وتابعت: هذا وسيسمح بالحصول على الحصاد عام 2022 ولو على نفس المستوى الذى حُقّق قبل خمس سنوات أخيرة.

تجدر الإشارة، إلى أن عام 2021 زرعت أوكرانيا محاصيل قياسية من الحبوب والبقول تساوى 84 مليون طن، وبالمقارنة إلى ذلك فإن محصول عام 2016 كان 64,2 مليون طن.

فقد أخذت الحكومة قضايا القطاع الزراعى بالاعتبار، وأبلغ مجلس الوزراء الأوكرانى بإطلاق المنصة المخصصة لمعاونة المزارعين على زراعة المحاصيل agrostatus.org حيث يمكن للمنتج الزراعى تسجيل وملء استمارة توضح فيها احتياجات المزارع. 

وردًا على ذلك وعدت وزارة السياسة الزراعية بالاتصال بالمزارعين وإحاطتهم علمًا حول الإجراءات التالية، فى إطار هذه المبادرة ستقدم الدولة المساعدات بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

من الضرورى تنظيم إزالة الألغام على الأراضى الزراعية من أجل القيام بزراعة المحاصيل، يذكر أن مجلس النواب للولايات المتحدة سن قانونًا، الأسبوع الماضى، ينص فيه أن الحكومة الأمريكية تمول وتوجه المساعدات بقيمة حوالى 14 مليار دولار حتى شهر سبتمبر لأوكرانيا التى تكافح ضد عدوان الاتحاد الروسى. 

كما ينص القانون على تخصيص من المبلغ المذكور 100 مليون دولار لدعم القطاع الزراعى فى أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »