المملكة العربية السعودية .. جهود متواصلة فى دعم نازحى قطاع غزة

 

شكلت جهود المملكة العربية السعودية فى دعم القضية الفلسطينية رافدًا قويًا للجهود السياسية المبذولة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، بالتوازى مع الجهود الإغاثية والإنسانية المتواصلة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين النازحين من القصف الإسرائيلى على القطاع.

وقادت المملكة حراكًا سياسيًا على مختلف الصعد فى المنظمات الدولية، وفى مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى للضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والذى بدأ فى السابع من أكتوبر الماضى، ضمن جهود عربية وإسلامية مشتركة بنيت على أرضية وتوافق عربى إسلامى من خلال القمم العربية والإسلامية التى عقدت بالرياض، وبيانات تلك القمم التى دعت لوقف الاعتداءات وفك الحصار الإسرائيلى المستمر على القطاع، وضرورة السماح بتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع.

واستمرت المملكة بمدها جسور المساعدات الإغاثية التى شملت خيامًا وأدوية ومواد غذائية، أسهمت فى التخفيف من معاناة النازحين، الذين وصل تعدادهم وفق تقارير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى نحو مليونى نازح، بما نسبته 85% من مجمل سكان قطاع غزة.

وداومت قيادة المملكة العربية السعودية على تواصلها مع الحكومة الفلسطينية لتنسيق الجهود السياسية والقانونية لفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمنكوبين والنازحين فى قطاع غزة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية وصلت لمرحلة المجاعة والموت من البرد فى ظل التدمير الإسرائيلى الممنهج للقطاع، والذى طال 65% من المنازل والمنشآت، وواصلت دعمها الغير محدود للشعب الفلسطينى على مدار عمر القضية، الذى ساعد على تعزيز صمودهم، والتخفيف من معاناتهم.

وأسهمت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بالتخفيف من معاناة النازحين والمتضررين، وتجاوز مجموع التبرعات التى جمعتها منصة “ساهم” ضمن الحملة أكثر من 617 مليون ريال سعودى حتى الآن، ووصل عدد المتبرعين المشاركين فى الحملة أكثر من مليون ونصف المليون متبرع.

كما سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة خلال الحملة، جسرًا جويًا وجسرًا بحريًا لإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، شمل حتى الآن 38 طائرة إغاثية، و5 بواخر، يحمل الجسران على متنها المواد الغذائية، والحقائب الإيوائية، والمواد والمستلزمات الطبية لسد احتياج المستشفيات هناك، إلى جانب إرسال 20 سيارة إسعاف متضمنة التجهيزات الطبية الضرورية لمساعدة الأشقاء فى قطاع غزة، وبلغ إجمالى وزن حمولة الجسرين معًا 5.112 طنًا.

ووقع مركز الملك سلمان للإغاثة أربع اتفاقيات تعاون مشترك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبرنامج الأغذية العالمى، لإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بقيمة إجمالية بلغت 150 مليون ريال.

وكانت وما زالت المملكة العربية السعودية فى طليعة الدول العربية والإسلامية التى أنشأت جسرًا جويًا لنقل المساعدات الإنسانية للقطاع، عبر مطار العريش ومن ثم معبر رفح، والكم الأكبر من المساعدات التى وصلت القطاع من خيام ورزم مساعدات غذائية ومستلزمات طبية، أسهمت بشكل كبير فى التخفيف من المجاعة فى غزة، وإيواء الأسر التى فقدت منازلها ونزحت بفعل القصف الإسرائيلى.

وتُعد المملكة الداعم الأكبر والشريك الأساسى فى دعم وكالة الغوث الدولية سواء على صعيد الدعم المالى أو الإغاثى، وحشد الدعم الدولى لاستمرار عمل وكالة الغوث فى تقديم خدماتها، حيث أقامت مدنًا وأحياء سكنية فى الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات.

ولا يوجد مكان فى قطاع غزة إلا وتجد بصمات الخير لمملكة الإنسانية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الحى السعودى الذى يقع أقصى جنوب غرب مدينة رفح، والذى أنشئ بتمويل سعودى كامل قبل عقد ونصف من الزمن، ويضم آلاف الوحدات السكنية.

وتحمل خيام الإيواء التى أرسلتها المملكة ضمن جسر المساعدات الجوى، شعار وعلم المملكة العربية السعودية ويتوفر فيها كل الاحتياجات الخاصة بالإيواء، وما يلفت النظر أن الحى السعودى بمدينة رفح اكتظت ساحاته بنحو ربع مليون نازح وصلوا من شمال ووسط قطاع غزة إلى مدينة رفح التى باتت تحتضن أكثر من نصف سكان القطاع من الفارين من جحيم القصف الإسرائيلى.

ويعول الفلسطينيون دائما على الدعم السياسى السعودى لما تحتله المملكة من مكانة كبيرة وثقل سياسى دولى لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ودعم حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »