القطط والتوأم فى الاساطير النوبية القديمه

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

أسوان

 

كانت القطط معروفة في مصر القديمة باسم “ماو”، وكان لها مكانة مهمة في المجتمع المصري القديم، وكان من المعبودات المصرية التى أخذت شكل القطة، كانت باستيت إحدى المعبودات قدماء المصريين، والتى جسدت على هيئة القطة الوديعة، أدمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة.

وترمز القطة إلى المعبودة باستيت، ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة، لذا تُعتبر “باستيت” معبودة الحنان والوداعة، فقد ارتبطت بالمرأة ارتباطاً وثيقاً.

ووفقًا لكتاب “معجم أعلام الأساطير والخرافات في المعتقدات القديمة” للدكتور طلال محمود حرب، فإن المعبودة باستيت جسدت على شكل قطة وربطت باللبؤة “أنثى الأسد” أيضًا قبا ارتبطها بالقطة الأليفة، وكان الفراعنة المصريون يمتنعون خلال الاحتفالات بالمعبودةباستيت، عن صيد الأسود والقطط ويعتبرون ذلك دنسا وخطيئة فى هذا الوقت.

قام المصري القديم بتربيتها في البيوت، وعند موتها كان يحنطها مثلما يحنط موتاه، وكان قتل القطة خارج مكان العبادة من غير الكهنة جريمة قد يعاقب عليها من يقوم بذلك عقوبة شديدة.

وبحسب عدد من المؤرخين، فإن المصرى القديم، كانت له علاقته الخاصة جدًا بالحيوانات، وبخاصة القطط، الأمر الذى مثل قتل قطة في مصر القديمة بأنه يستوجب عقوبته الموت، حتى لو كان هذا القتل خاطئ! المؤرخ Diodorus Siculus يحكي عن قصة رجل روماني قتل قطة في مصر بالخطأ، فانقض عليه الناس وقتلوه، على الرغم من أن الملك شخصيًا تدخل محاولًا إنقاذه (خوفــًا من احتمالية انهيار العلاقات الدبلوماسية مع روما والدخول في حرب معها) ولكن الناس لم تبالي لا بمخاوف الملك ولا باحتمالية الحرب.

فمن المحال تحول الإنسان إلى قط إلا في الروايات الخيالية والأساطير والخرافات
ولا يمكن للروح أن تنتقل إلى جسد آخر الا في اعتقاد من يرون استنساخ الأرواح وهو أمر غير مقبول عقليا وعلميا.

وما يخبر به الطفل عما حدث له فهو من إلقاء الجن في النوم عن طريق الرؤيا الشيطانية و ما يحصل من ألم فهي إصابات يحدثها الجن في جسد الطفل ، والصعيد جنوب مصر و كذلك شمال السودان هي منطقة الحضارة المصرية القديمة وهم كانوا يقدسون القطط ومن المعبودات المصرية القديمة “باستيت” وهي عبارة عن معبود بجسد أنثى ورأس قط ولعل أهل هاتين المنطقتين متأثرون بأساطيرمصر القديمة.

فهناك شبه إجماع عند كثير من الشعوب، بأن التوائم يتقاسمون الآلام والأحاسيس، كما أنهم يتفاهمون بطرق غير معلومة، كل ذلك مفهوم ومعروف ويمكن تفسيره وفهمه، إلا أن هناك ما لايمكن فهمه ويخص التوائم، والتي تشير إليها بعض المعتقدات الخاصة بهم، التي تشيع في أنحاء عدة من مصر ودول أخري كالسودان، والتي يمكن أن تدخل في نطاق علوم “الباراسيكولوجى” وأهمها اعتقاد البعض أن التوائم أو بعضهم، يتحولون إلى قطط ليلا.

ففى اساطيرالتراث النوبي يتميز فيه التوأم بوضع خاص، وتسعى الأسرة النوبية للمحافظة عليه بشدة، حيث يعتقدون أن الموت يهدد التوأم دائما، ويقولون: إن التوأم نصف روح، ولذلك فإنهم لا يندهشون عند موت أحدهم، ويخافون على مصير الذكر أكثر من الأنثى، لاعتقادهم أن الذكر مهدد دائما بالموت، النوبيين يعتقدون أن التوائم يتحولون إلى قطط في الليل، يتجولون ثم يعودون في الصباح الباكر إلى منازلهم حيث تعود إلى صورة أطفال.

ويؤكدون أن ذلك يتم أثناء الليل فقط، ومن ثم تحرص المرأة النوبية عادة عند طبخها لحما أو سمكا أن تعطي منها للتوأم، ومن الطريف أن بعض الأسر قد تذهب لتشكي التوأم لدى أهله، زاعمين أنه قد أتى في الليل كقط وأكل اللحم أو أراق الزيت، كما أن هناك توائم يدعون أنهم قد أصيب في الليل بضربة من فلان، أو أن فلانة قد أحرقته بالزيت الحار عندما اقترب منها وهي تطبخ لحما أو سمكا، وقد تحدث مشاجرات بين الأسرتين، ولكن أسرة التوأم غالبا ما تدافع عن ولدها، وتتهم الأسرة الأخرى، بأنها قصرت في إعطاء التوأم بعض الطعام عند رؤيته، لذلك فإن أي جرح أو حرق لا يعرف سببه عند التوأم، قد ينسب إلى مثل هذه الأفعال، ولهذا يحذر النوبيون من ضرب القطط في الليل.

إن التوائم ينامون مدة طويلة، وإنهم يحرصون على ألا يتم إيقاظهم، اعتقادا في أن أرواحهم لا تزال خارج الأبدان في رحلة بعيدة، ويخافون من أن يضاروا، كما أن النوبيين يترددون عادة في دفن التوأم الميت، حيث يعتقدون أنهم لا يزالون إحياء وأن روحهم مسافرة، ربما لذلك نلاحظ حتى عند غير النوبيين، الاهتمام بأن يأكل التوأم قبل الأطفال الآخرين، كما يحذر الناس من حرمان التوأم من السمك المحمر أو اللحم.

لذلك كله يعمد النوبيون إلى وضع الدوكة على ظهور التوائم وهم نيام، خوفا من أن يتحولوا إلى قطط، أما في حالة وفاة أحد التوأمين، فتربط للحي منهم شعرة من ذيل الحصان على رجله، اعتقادا في أن ذلك يقيه من أن يجره أخوه، أي يأتي فيأخذه إلى الموت.

Exit mobile version