“الفاو” و”بل” يستهدفان زيادة الوعى التغذوى وتعزيز العادات الغذائية الصحية لأطفال مصر

 

نقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة لدى الأطفال لا زالا يسببان أكبر عبء صحى متصل بالتغذية على الصعيد العالمى. 

وينجم نقص التغذية لدى الأطفال فى الغالب عن تدنّى جودة النظم الغذائية من حيث تنوعّها ومحتواها التغذوى وسلامة الأغذية.

فى إطار الأهداف المشتركة فيما يتعلق بتعزيز التغذية الصحية للمساعدة فى مكافحة قضايا سوء التغذية فى مصر، وقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” وشركة “بل” مصر Bel Egypt، اليوم الجمعة، إطاراً للتعاون والتنسيق بهدف زيادة الوعى التغذوى وتعزيز العادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال فى جميع أنحاء مصر.

وتم توقيع الاتفاق خلال مؤتمر صحفى عقد بمقر “الفاو” بالقاهرة، بحضور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد، والممثل الإقليمى لمنظمة “الفاو” فى منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، ونصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة “الفاو” فى مصر، كارولين شيزنو، رئيس قسم التغذية بمجموعة بل Bel group، وهيثم عصام، رئيس قطاع الموارد البشرية للشرق الأوسط وإيران، بمجموعة بل.

وتتضمن الاتفاقية، تطوير وإطلاق حملة توعية رقمية حول التغذية والعادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال فى جميع أنحاء مصر، بالتعاون الوثيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وزارة التربية والتعليم، وبنك المعرفة المصرى. 

بالإضافة إلى طباعة كتب للأطفال وتحويلهما إلى رسوم متحركة للمساهمة فى حملة التوعية، إلى جانب تطوير محتوى رقمى لهذا الغرض عبر منصة على الإنترنت.

وقال عبد الحكيم الواعر فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى: فى حين أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لسوء التغذية، فإن الحق فى الغذاء الكافى والتغذية الجيدة ضرورية للجميع، خاصة أن مشاكل سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة والسمنة موجودة فى جميع البلدان وفى كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف، يؤثر وضع الأمن الغذائى والأزمات الإنسانية والاقتصادية فى العديد من بلدان المنطقة تأثيرًا ضارًا على إتاحة الأغذية الصحية، والقوة الشرائية، والأنماط الغذائية، ويؤثر سلبًا أيضًا على الوضع التغذوى للفئات الأكثر ضَعفًا، لا سيّما الأطفال والمراهقون والفتيات والنساء، وتأتى هذه الاتفاقية كأول اتفاق يتم توقيعه مع القطاع الخاص لتساهم فى خلق الوعى التغذوى وتعزيز العادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال فى مصر.

يشار، إلى أن وضع الأمن الغذائى والتغذية تفاقم بسبب الأزمة الصحية والإنسانية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، وعلاوة على ذلك، بلغت أسعار الأغذية العالمية أعلى مستوى لها فى عام 2022، ويُهدِّد الصراع فى أوكرانيا بتعطيل الإمدادات العالمية من القمح والذرة والمحاصيل الأخرى، فضلاً عن الأسمدة، وهو ما يؤدى إلى مزيد من الضغط على الأسعار وإلى تحديات إضافية لضمان الأمن الغذائى فى العديد من البلدان.

ومن جانبها، قالت كارولين شيزنو، رئيس قسم التغذية بمجموعة بل Bel group: إن العمل من أجل تغذية أفضل وتثقيف غذائى أفضل هو أمر حيوى أكثر من أى وقت مضى. 

وبصفتنا شركة رائدة فى صناعة الأغذية، فإننا فى مجموعة “بل” مقتنعون بأن لدينا دور نلعبه للمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إذ تشكل هذه الأهداف خارطة الطريق لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع، إنها أهداف طموحة، وإذا قمنا جميعاً بإجراء تغييرات إيجابية، فيمكننا معاً إحداث تأثير إيجابى.

وأضافت، نريد أن نكون جزءاً من الحل من خلال منتجاتنا (على سبيل المثال، البقرة الضاحكة المدعمة بالحديد واليود والزنك وفيتامينات “أ” و “د”، وأيضاً من خلال الذهاب إلى أبعد من ذلك. 

لهذا السبب نحن فخورون للغاية بتوقيع هذا الإطار المشترك مع منظمة “الفاو” من أجل زيادة وعى الأطفال بالصحة والتغذية الأفضل فى مصر. 

إن تغيير السلوك لتعزيز الأنماط الغذائية ذات التأثيرات الإيجابية على صحة الإنسان هو أحد المسارات التى يجب اتباعها نحو تحقيق تحول فى نظم الغذاء، وهو ما ندعمه بالكامل.

وتعمل التحديات الناشئة، مثل تغير المناخ والاستدامة البيئية والتحولات التكنولوجية السريعة، على تغيير النظام الغذائى وتثير تساؤلات حول كيفية إطعام سكان العالم المتزايدين بطرق مستدامة. 

فى الوقت نفسه، يعمل النمو الاقتصادى غير المتكافئ والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعوامل أخرى على تشكيل النظم الغذائية والأنظمة الغذائية. 

ونتيجة لذلك، فإن انتشار زيادة الوزن والسمنة والأمراض ذات الصلة آخذ فى الازدياد بينما يستمر نقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة.

وعادة ما يكون الأطفال ممن يعانون من نقص التغذية عرضةً أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض المعدية، كما يكون نموهم العقلى معرضاً للخطر، ما يعوق تحصيلهم الدراسى، ومن ثم يقلل من فرص حصولهم على الوظائف وكسب الدخل فى المستقبل. 

وتشكل التغذية السيئة لدى الأمهات والأطفال أيضاً السبب الرئيسى الذى يتم من خلاله توريث الفقر من جيل إلى جيل: فالفتيات المتقزمات – اللواتى يكون نمو الطول لديهن بطىء بسبب سوء التغذية – يبقين قصيرات القامة عندما يكبرن بالمقارنة مع الأشخاص الكبار الآخرين، وقصر قامة الأم هو أقوى المؤشرات الاستباقية لإنجاب أطفالٍ منخفضى الوزن عند الولادة وإصابتهم بالتقزم فى طفولتهم.

وكان المكتب الإقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والمكتب الإقليمى لليونيسف فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمكتب الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد عقدوا اجتماعًا رفيع المستوى لتسريع وتيرة العمل بشأن نقص التغذية لدى الأمهات والأطفال. 

وضم الاجتماع كذلك، ممثلين رفيعى المستوى من وزارات الصحة، والزراعة، والتخطيط، والضمان الاجتماعى (الرعاية الاجتماعية)، والتعليم، وطائفة واسعة من الأطراف المعنية التى تشمل الأوساط الأكاديمية، والمؤسسات البحثية، والمجتمع المدنى، وممثلى المكاتب الإقليمية والقُطرية من وكالات الأمم المتحدة الأربع.

واستهدف الاجتماع، دعم البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل التى تواجه مستويات عالية من نقص التغذية وانعدام الأمن الغذائى، وتوجيه دعوة إلى العمل من أجل التصدّى لنقص التغذية لدى الأمهات والرضع والأطفال فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشرق المتوسط، والمنطقة العربية، استنادًا إلى نهج نظامى يشمل جميع مراحل الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »