
أكد العاهل الإسبانى فيليبى السادس، أن إسبانيا ومصر لديهما رغبة راسخة فى التعايش السلمى والحوار والمصالحة فى الشرق الأوسط بما يُتيح فى النهاية بيئة مستقرة لتنمية الشعوب بكرامة وعدل.
وأضاف، يبدو الأمر فى الوقت الحالى ضربًا من الخيال ولكن لا بد أن يكون ممكنًا، وعلينا جميعًا أن نساهم فى تحقيقه.
جاء ذلك خلال كلمته، الثلاثاء، للجالية الإسبانية فى مصر أثناء زيارته الرسمية الأولى إلى مصر، وقرينته الملكة ليتيثيا، والتى تُعد أيضًا أول زيارة له فى المنطقة.
وتابع العاهل الإسبانى: يمضى البلدين معاً سعياً من أجل السلام الدائم والشجاع مثلما كان يوصف فى سنوات الأمل تلك من حقبة التسعينيات.
وأضاف، تأتى هذه الزيارة فى ظروف متوترة ومأساوية تمر بها المنطقة وندرك -الملكة وأنا- مدى عدم اليقين الذى يكتنف الوضع الإقليمى المعقد وغير المستقر، ولذلك نود أن نعبر لكم عن دعمنا وقربنا منكم وكذلك قرب أبناء وطنكم منكم أيضًا.
وتابع العاهل: إن وجودكم هنا يعكس ثراء علاقاتنا الثنائية ويمثل شهادة على المودة التى يكنها المصريين لإسبانيا بفضل عملكم اليومى فى نشر والترويج لأفضل ما فى بلادنا.
وأضاف، يوجد رجال أعمال يعملون فى مشروعات البنية التحتية الكبرى ويعززون العلاقات التجارية المستقرة ويساهمون فى خلق أنشطة ووظائف وفرص فى مصر.
كما يوجد علماء آثار ومصريات يعملون منذ نحو ست عقود مع نظرائهم المصريين فى حفائر تحظى بتقدير عالمى، مسلطين الضوء على تراث تاريخى فريد من نوعه ومحافظين على إرث مشترك للإنسانية.
وأيضًا معلمو اللغة الإسبانية، ومعظمهم فى معهدى ثربانتس بالقاهرة والإسكندرية، وهما من أكبر المعاهد فى العالم من حيث عدد الطلاب.
والمستعربون والباحثون والعلماء والمحاضرون بالجامعات المصرية وموظفو ومتطوعو المنظمات غير الحكومية الإسبانية الذين يقومون بالتعاون مع الشركاء المحليين بأعمال أساسية.
والصحفيون الذين من خلال عملهم يسلطون الضوء على الأحداث فى مصر الجارية من منظور إسبانى.
والموظفون الحكوميون وموظفو سفارتنا ومكاتبها الاستشارية والملحقيات والمكاتب، الذين يساهم عملهم فى بناء علاقات غنية ومكثفة على نحو متزايد.
وأشار، إلى وجود أكثر من ستمائة إسبانى فى مصر كثير منهم تمتد إقامتهم لعقود، معربًا، عن تقديره وامتنانه لمساهمتهم القيّمة فى تعزيز التفاهم بين الشعبين، مؤكدًا، أن هذا التفاهم رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مما يعكس متانة الروابط بين البلدين.
وقال العاهل الإسبانى: إن هذا اللقاء يُعدّ لقاءً مميزًا دائمًا حيث يتيح الالتقاء بكم والاستماع إلى تجاربكم ورؤيتكم الفريدة لهذا البلد وإمكاناته وتحدياته وفرصنا كإسبان نحو مستقبله.
وأضاف، لا يسعنا ونحن نجتمع اليوم إلا أن نتذكر الرحالة والعلماء الإسبان الذين وفدوا فى الماضى إلى هذه الأرض ذات الحضارة العريقة والدبلوماسيين والمؤرخين فى القرن التاسع عشر الذين تقاربوا معها بتقدير واحترام.
وأشار، إلى شخصيات ساهمت فى تشكيل الثقافة أمثال: مينينديث بيدال، وجريجوريو مارانيون، وسوليداد أورتيجا، وجاومى فيسينس، وإيسابيل جارثيا، الذين زاروا مصر ووجهات أخرى من البحر الأبيض المتوسط منذ عام 1933، حيث عادوا إلى إسبانيا وقد تغيّرت حياتهم جذريًا واستحضرها خوليان مارياس لاحقًا فى كتابه “مذكرات من رحلة إلى الشرق”.