الساقية فى التراث الاسوانى. ( كولي )

 

للساقية دورها وتأثيرها في تشكيل حياة الناس وصياغة بيئتهم في تلك الآونة، فتعلموا منها أساليب الزراعة ونوعيات الأرض ، إلا أن الساقية بشكلها القديم المتوارث لم تعد باقية بأوصافها القديمة ولا يعرفها إلا القليلون في وقتنا الحاضر .

وتعتمد قدرة الساقية على سرعة المياه عند ارتطامها بالنصول، وللساقية التي تُدار بالدفع السفلي مردود منخفض . ولذلك نادرا ما يتم استخدامها. ومعظم السواقي الحديثة أفقية، وتدور الساقية الأفقية على عمود إدارة عمودي الشكل، ويتم تسييرها بقوة المياه التي ترتطم بالنصول الموجودة على جانب واحد للساقية .

والسواقي الأفقية ذات مردود عال، إذا ما تم تصميمها بشكل سليم يلائم ظروف استخدامها. ويعتقد المؤرخون أن استخدام الساقية قد بدأ في القرن الثاني قبل الميلاد.

يرجع تاريخ السواقي الدوارة- حسبما تشير العديد من المراجع التاريخية- إلى أكثر من ألفي عام، وتحديداً في العصر البطلمي، الذي شهد اتجاه المصري القديم إلى الزراعة في تلك المساحة ذات الطبيعة الخاصة، فابتكر تلك الطريقة الهندسية الفريدة لري تلك المساحات الشاسعة من الأراضي التي تنحدر من الجنوب، على ارتفاع يزيد على 26 متراً فوق سطح البحر، وتحديداً عند قرية اللاهون الحالية، وتنتهي بارتفاع 44 متراً تحت سطح البحر شمالاً عند شواطئ بحيرة قارون.

وقد لعب انحدار الأرض دوراً كبيراً في صناعة شلالات طبيعية من المياه، مختلفة الارتفاعات في أجزاء كثيرة من بحر يوسف، الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم، وقد استغل البطالمة هذه الشلالات في دفع «سواقي الهدير» التي صُنعت بأقطار مختلفة، حسب ارتفاع الأرض، لتجلب المياه من أسفل إلى أعلى بفعل قوة الدفع، ومن دون حاجة إلى الاستعانة بالثيران كما كان متبعاً في الفترة من الزمان، في تشغيل السواقي، وهو ما يجعل من سواقي الفيوم أعجوبة لا يوجد مثيل لها في العالم.

صنع المصري القديم سواقي الهدير من الخشب الأبيض، الذي يطلق عليه في تلك المنطقة «العزيزي»، ودعمها بعروق الخشب وبعض الأجزاء من شجر الجزورين المنتشر على حواف النيل والترع في دلتا مصر، حيث تتكون الساقية من عدة أجزاء أبرزها «التابوت»، وهو عبارة عن دائرة كبيرة، يختلف قطرها حسب قوة دفع المياه في المكان الذي توجد به الساقية، وحسب مساحة الأرض المراد سقايتها بالمياه.

ويطلق صناع السواقي في العصر الحديث على هذا الجزء اسم «الدوارة»، نسبة إلى دورانه المستمر لرفع المياه، وهو الجزء الذي يشبه الدائرة، ويتم تغليفه من الجانبين بالخشب الأبيض، قبل أن يتم ترك عدة فتحات لخروج الماء، وهي الفتحات التي يطلق عليها اسم العيون، وهي عبارة عن قطع من الخشب، تثبت على الدوارة على شكل أرفف قوية، لتستقبل قوة دفع المياه، قبل أن تحملها إلى التابوت، في عملية ميكانيكية تحمل الماء من أسفل إلى أعلى، لسقاية الأرض.

ويوجد على مدار الدفع العلوي للساقية سطول (جمع سطل، أي دلو) تشبه المغرفة. ويتم نقل الماء إلى قمة الساقية. ويعمل ثُقْل الماء الذي يسقط في السطول على إدارة الساقية. ويمكن أن يصل مردود الساقية إلى 80%، أي يمكنها تحويل ما مقداره 80% من طاقة المياه الداخلة فيها إلى طاقة ميكانيكية.

وأنها كانت تُستخدم أساساً في طحن الحبوب. وفيما بعد كانت تُستخدم في أنواع كثيرة من العمليات الميكانيكية، كما أنها كانت مصدرا رئيسياً للطاقة ، وهذا الاختراع وُصف بالعجيب والفريد، توصل له قسطندي كرياكو وشقيقه، عام 1915م، حيث صنع الأخوين الذين ولدا وعاشا في مصر بمديرية الغربية، ساقية بسيطة ورخيصة وقليلة العطب للمزارع المصري، وقاما بوضع الساقية التي تجرها الماشية في شارع سعيد بطنطا.

وكانت ساقية كرياكو تدار بواسطة غاز نظيف قوة 6 خيول بواسطة سير، وبواسطة التروس وتدار الماسورة الرأسية ومعها الماسورتين فيرتفع الماء من الماسورة ويخرج من فتحتين ويصب في المجري، أما مقدار البترول المستهلك فكان 18 لترا في عدد 6 ساعات، وعدد لفات الساقية وتحركها فكانت 60 لفة، وقد أجريت تجربة أخري علي رفع مقدار 260 مترا من المياه بها.

من مميزات ساقية كرياكو أنه ليس بها أو داخلها شيء متحرك مثل مروحة أو خلافه قابلة للتآكل، كما يؤكد المهندس إمام أفندي شعبان الذي أجرى دراسة علمية عن الساقية في عشرينيات القرن الماضي، مؤكدًا أن عدم وجود أي مروحة داخل الساقية يجعلها تتحرك دفعة واحدة أو اثنين كل 24 ساعة، مما يجعلها تتحدي الزمن، وأن الذي يتلف بها هو الترس الصغير الذي يمكن تغيره كل 3 سنوات فقط بثمن لايزيد على 60 قرش صاغ أما الترس الكبير فهو يمكن تغيره كل 3 سنوات والمخترعان ينويان عمل هذه التروس من الصلب المصبوب في المستقبل منعا للتآكل.

والساقية الاسوانيه كانت لها خصوصيتها حتى أنها وصفت بأنها كانت بمثابة آلة موسيقية لرفع المياه ، و كانت لا تخلو قرية في أسوان من السواقي المنصوبة على شواطئ نيلها حيث كانت تطل تلك السواقي المثبتة على حبال لغرف الماء عندما تدور بدفع الحيوان لدواليبها ، وقد كان يتم ذلك بواسطة ترسين مصنعين من الخشب ، وهما الترس الكبير والذى يعتبر الترس الأم وبجانبه الترس الأصغر ويعمل الترسان بدفع الحيوان
( البقرة ) لتدفع سنونها في تلامسا متناسقة تشبه سلام اليد لليد ، فاستعار أهل أسوان هذه النغمة الصادرة من صوت التروس وكانوا يرددوها في قالب غنائي قائلين :

( عيسى سلام … موسى سلام ) فامتزاج الترسان كان يصدر صوتا يشبه ما يفعله عازفو الآلات الوترية بشد أوتارها ( ووصف صوتها بأنين الساقية ) ويأتي دور الإيقاع من صبات في قاع جذع النخلة وبذلك تكتمل موسيقى الساقية فكانت البقرات الدافعة للترسين المستمرة في جرها تجدها مندمجة بدورها وبخطواتها المتتابعة في انسجام مع النغمة الموسيقية الصادرة ، وحيوان البقرة كانت هي المتخصصة لجر الساقية ، وكان المزارع الاسوانى يتعاطف معها فابتدع لها موسيقى الساقية حتى أن البقرات التي تعمل على ساقية لها موسيقاها لا تحتمل العمل على ساقية أخرى مختلفة الموسيقى ، ومن فرط تدليلهم للبقر فإن فلاح النوبة لم يكن يجبرها على اعتلاء الساقية وجرها ، ويعتبر تمنعها نذير شؤم في معتقدهم .طريقة عمل الساقية (اسكاليه – كولي ).

تنقل خشبة لها ثلاث اسنان مثل عصا الشيطان تستخدم لتنظيف الجريد والحلف لفتلها الي حبال ) كرب (الخشبة التي توضع علي رقبة البقرة لتدوير الساقية) مييتار – ميتر – متركلي ) بئر الساقية الصفائح التي تغرف بها المياه من بئر الساقية ) ألس أيري ( حبل مصنوع من ليف النخل او الحلف تربط بها الصفائح ( كوديه كولي ) الارض التي تمشي بها ابقار الساقية طوكم) ( عبارة عن كرسي فوق تروس الساقية يقعد عليها الرجل سامبول خشبة مجوفة من ساق النخل تحمل المياه الي الجداول مرتتن الجدول التي تتجمع بها المياه لتسقى الارض ( واسو ) أربد ) نوع من انواع الكوريك العريض لرفع الجسور (
( اوبوكى ) جدو فتحة الجدول علي بداية الارض تفتح لتدخل الماء في الارض الزراعية . (ترب) من أدوات المنجل (ألد ) البلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »