الحياة مجرد فيلم عبثي، و قدرك مكتوبا مسبقا بالتفصيل

هل من الممكن أن تُغير قدرك؟ أم أنك محكوم بأحداث مكتوبة مسبقا،ولست سوى ممثل تؤدي دورك داخل مسرحية، (الحياة)؟.

هذا ما يناقشه فيلم (مثلث الرعب) الذي يعتبر من أقوى أفلام الغموض النفسية التي من الممكن أن تشاهدها في حياتك.

فيلم بنظرة فلسفية عميقة حول الجدوى من عيش الحياة في ظل أحداث مكتوبة مسبقا.

جيسي هي الشخصية الرئيسية داخل الفيلم وهي تجسد دور الإنسان البريء، هذا الإنسان الذي يحاول دائما تغيير قدره و إعادة كتابة سيناريو حياته بما يتماشى مع ما يريده، لكن للقدر رأي آخر فهو في كل مرة يعيد رسم نفس الأحداث وبكل تفاصيلها.

تحاول جيسي في كل مرة البحث عن سبيل لإيقاف ألمها ومعاناتها، وإنقاذ طفلها و أصدقائها في أحداث متشابكة يُتَخَيّل إليك أنك وسط دوامة من العبثية،

كل الأحداث في الفيلم مترابطة بشكل كبير، أي أن كل التفاصيل في حياتك تكون مخططة، تعتقد للوهلة الأولى أنك تملك الخيارات في حياتك و أنها نابعة من ارادتك، لكن تلك الخيارات ماهي إلا مشهد أُعد مسبقا، وأنت فقط تمثله.

الاحاسيس والحب، اللقاء والمواعدة. تعتبرها أشياء تخصك، لكن ما هي إلا تمثيل لدورك في هذه الحياة تؤديها رغما عنك، أي أن كل إنسان هو فقط يقوم بالدور المنوط به.

يبدع القدر دائما في تدمير كل ما هو جميل في هذه الحياة، رسومات الشر في كل مكان، سوداوية تلقي بضلالها، معاناة وألم وحزن يخيم على الأرجاء، ظلام يعم المكان.

دائما يخالجني شعور لماذا يعاني الأشخاص الطيبون، ما الجدوى من وجودهم في هذا العالم، ما الفائدة من عيشهم وسط هذا الكم الهائل من الخبثاء!؟؟؟؟

معاناة جيسي في الفيلم تشبه معاناة سيزيف الذي يحمل صخرة على ظهره إلى أعلى الجبل، وما أن يقترب من القمة حتى تسقط منه، ثم يحاول مرة أخرى، إلى مالا نهاية… ،في عقاب أبدي لا يحقق أي هدف من هذه الحياة.

أعتقد أن قدركَ وواقعكَ ، لن تتمكن أبدا من تغييره، فهو مكتوب مسبقا و بأدق التفاصيل، أنت مجرد ممثل تؤدي دورك في هذا الفيلم-الحياة مرغما، بسيناريو حُدد لك مسبقا، ومحاولاتك تغيره ما هو إلا جزء من هذا السيناريو، سيناريو العبث….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »