
بقلم :
مريومة علي ارحومة
حين يتجرد الإنسان من القيم الأخلاقية، تتحول المجتمعات إلى ساحات صراع خفيّ تسوده مظاهر سلبية تفتك بالإنسانية وتنخر في أساساتها، التنمر والعنصرية والإبتزاز والتشهير ليست مجرد كلمات تتردد على الألسن، بل هي أسلحة خفية تترك ضحاياها في صمت يعجز عن الصراخ.
التنمر …
هو أول أبواب الكراهية التي تُفتح في صمت الطفولة، حيث تتحول البراءة إلى ألم، وينكسر الأمل أمام أعين صغيرة لا تفهم لماذا أصبحت هدفاً للإهانة، التنمر ليس مجرد لعبة أو مزحة، بل هو جرح عميق يظل ينزف في قلب الإنسان مدى الحياة، مما يُفقده الثقة بالنفس ويُحوله إلى ظل لنفسه.
العنصرية …
هي الوجه المظلم للتفرقة، حيث تُصنّف القلوب حسب لون البشرة أو العرق أو الدين، العنصرية ليست مجرد فعل مؤذٍ للفرد، بل هي خيانة للإنسانية جمعاء، في كل مرة تُطلق فيها نظرة استعلاء، نخسر فرصة لبناء مجتمع متماسك تسوده المساواة.
الإبتزاز …
حين يُستغل الضعف، يتحول الخوف إلى قوة في يد الظالم، الإبتزاز ليس مجرد طلب ماديات أو تحقيق مكاسب، بل هو سرقة لكرامة الإنسان وإجباره على العيش في قلق دائم، وكأن حياته رهينة في يد جلاده.
التشهير …
عندما تتحول الكلمة إلى رصاصة قاتلة، يصبح التشهير هو القاضي والجلاد في آن واحد، التشهير لا يقتل الجسد، لكنه يُدمّر الروح، ويمحو سُمعة الإنسان ويُلقي به في ظلال العزلة والشك.
رسالة إلى القراء والمسؤولين …
هذه الظواهر ليست مشكلات فردية، بل هي تحديات مجتمعية تستوجب الوقوف بحزم، ووضع قوانين صارمة تردع كل من تسول له نفسه المساس بحقوق الآخرين، على عاتقنا جميعاً – كأفراد ومؤسسات – مسؤولية زرع ثقافة الإحترام، وبناء بيئة آمنة تحفظ الكرامة الإنسانية.
لنكن صوتاً للمظلوم، درعاً للضعفاء، وحائطاً منيعاً ضد كل من يحاول إشعال فتيل الكراهية، فبأيدينا نستطيع أن نحول الظلام إلى نور، ونمنح الأجيال القادمة فرصة العيش في عالم يزهر بالمحبة والسلام.
فلنزرع الخير، ولنقتلع الشر من جذوره، كي يكون الغد أجمل وأكثر إنسانية.
-كاتبة المقال إعلامية ليبية
وعضو فريق عمل شبكة إعلام المرأة العربية لمواجهة التنمر والعنصرية والابتزاز الالكترونى للنساء العرب