الاتحاد الأفريقى يدين “إنقلاب” الجابون

 

قال موسى فكى محمد – رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى – أنه أجرى تحقيقًا كبيرًا بشأن الوضع فى الجابون، وأدان محاولة الانقلاب على الدولة كمحاولة لحل الأزمة فى مرحلة ما بعد الانتخابات الفعلية.

وأكد، أن الاحتجاج بالقوة يشكل انتهاكًا صارخًا للصكوك القانونية والسياسية للاتحاد الأفريقى والميثاق الأفريقى بشأن الانتخابات والديمقراطية والحكم.

وأشار، إلى أن الجيش الوطنى وقوات الأمن ملتزمان بشكل صارم بمهمتهم الجمهورية، لضمان سلامة جسد رئيس الجمهورية وأفراد الأسرة بالإضافة إلى جميع أبناء الحكومة.

وأضاف فكى، على جميع الممثلين السياسيين والمدنيين والعسكريين فى الجابون منح الامتيازات للأصوات السياسية السلمية التى تؤدى إلى العودة السريعة إلى النظام الدستورى الديمقراطى فى البلاد.

ومن جهة أخرى، قال فكى: إن كل أفكارنا وصلواتنا تذهب إلى عائلات الضحايا ونتضامن بقوة مع الرئيس سيريل رامافوزا وشعب جنوب أفريقيا، فى أعقاب حريق مدمر وسط جوهانسبرج أودى بحياة أكثر من 73 شخصًا، تمنياتنا بالشفاء التام للجرحى.

وكان ضباط بالجيش الجابونى أعلنوا على شاشة التلفزيون الرسمى، فجر الأربعاء، أن الرئيس على بونجو أونديمبا يخضع للإقامة الجبرية وإن ابنه ومستشاره المقرب وكبار الحاشية جرى توقيفهم، وذلك بعد ساعات من إعلان استيلائهم على السلطة.

وتم وضع بونجو “قيد الإقامة الجبرية” محاطاً بعائلته وأطبائه، فيما أوقف أحد أبنائه بتهمة “الخيانة العظمى”.

وجاء فى بيان تلاه عسكريون من لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات عبر التلفزيون الرسمى “الرئيس على بونجو قيد الإقامة الجبرية، وهو محاط بعائلته وأطبائه”.

وأضاف الكولونيل الذى تلا البيان الذى أعلن فيه الجيش “إنهاء النظام القائم”، أنه “تم توقيف” نور الدين بونجو فالنتان ابن الرئيس ومستشاره المقرب، وإيان غيزلان نجولو رئيس مكتب بونجو، ومحمد على ساليو نائب رئيس مكتبه، وعبد الحسينى وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسيى إيلا إيكوجا وهو مستشار خاص وناطق رسمى باسم الرئاسة، بالإضافة إلى أهم رجلين فى الحزب الديمقراطى الجابونى الذى يتزعمه بونجو.

وأوضح، أنهم أوقفوا خصوصاً بتهم “الخيانة العظمى ضد مؤسسات الدولة واختلاس أموال عامة على نطاق واسع واختلاس مالى دولى ضمن عصابة منظمة والتزوير وتزوير توقيع رئيس الجمهورية والفساد والاتجار بالمخدرات”.

وظهرت مجموعة مجموعة تضم نحو 12 من عناصر الجيش والشرطة أعلنت فى الجابون فى بيان عبر محطة “جابون 24” التلفزيونية من مقر الرئاسة، إلغاء نتائج الانتخابات وحل “كل مؤسسات الجمهورية” و”إنهاء النظام القائم”.

وأعلنوا الاستيلاء على السلطة بعد وقت قصير من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس بونجو بولاية ثالثة.

وقال أحد العسكريين: قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام الحالى.

وأضاف، أن ذلك يرجع إلى “نظام الحكم غير المسؤول وغير المتوقع الذى أسفر عن تدهور مستمر للتماسك الاجتماعى مما يخاطر بوقوع البلاد فى الفوضى.

ورأى العسكريون أن تنظيم الانتخابات “لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع كما كان يأمل الشعب الجابونى”.

وكان قادة الانقلاب فى الجابون قد عينوا قائد الحرس الجمهورى الجنرال بريس أوليجى نجيما قائد الحرس الجمهورى، منذ مارس عام 2020 – رئيسا مؤقتا للمرحلة الانتقالية.

وكان نجيما قد صرح، أن الرئيس بونجو “أحيل إلى التقاعد” ولديه كل حقوقه – مواطن جابونى عادى مثل أى شخص آخر.

وأضاف، لم يكن لديه الحق فى تولى فترة ولاية ثالثة، وانتُهك الدستور لذلك قرر الجيش تولى مسؤولياته.

ومن جهة أخرى، ناشد رئيس الجابون المخلوع على بونجو الشعب لمساعدته بعد أن أطاح به الجيش فى انقلاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وفى حديثه، أمس الأربعاء، من مكان إقامته، حث بونجو أنصاره على “رفع صوتهم”.

كما حثت الولايات المتحدة، الجيش الجابونى الحفاظ على الحكم المدنى، معربة، عن قلقها العميق إزاء تطور الأحداث فى الجابون.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية – ماثيو ميلر، معارضة واشنطن بشدة الاستيلاء العسكرى أو عمليات النقل غير الدستورية للسلطة، كما حثت الخارجية المسؤولين على إطلاق سراح أعضاء الحكومة وعائلاتهم وضمان سلامتهم والحفاظ على الحكم المدنى ومعالجة المشاكل بطريقة سلمية من خلال الحوار.

كما أعرب، عن القلق بشأن “غياب الشفافية، والتقارير عن مخالفات أحاطت بالانتخابات” التى جرت مؤخرًا فى الجابون وزعمت المعارضة أنها فازت بها.

ومن جانبه، وصف جوزيب بوريل – مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، الانقلاب المعلن فى الجابون أنه يفاقم عدم الاستقرار فى غرب إفريقيا ويشكل مشكلة كبيرة لأوروبا.

وتصاعد التوتر وسط مخاوف من حدوث اضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتشريعية التى أجريت، السبت الماضى، وسعى بونجو من خلالها لتمديد قبضة عائلته المستمرة على السلطة منذ 56 عاماً، فيما ضغطت المعارضة من أجل التغيير فى الدولة الفقيرة والغنية فى الوقت نفسه بالنفط والكاكاو.

ولد على بونغو باسم ألان برنار بونجو فى الكونغو برازافيل المجاورة فى فبراير عام 1959.

وعام 1973 غير إسمه إلى على بعد تحوله ووالده عمر للإسلام، وهما فقط من الأسرة أقدما على هذه الخطوة، واعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة كان هدفها جذب الاستثمارات من الدول المسلمة.

وأظهر فى شبابه المبكر اهتماما بكرة القدم والموسيقى التى ورث الاهتمام بها من والدته المغنية الجابونية بيشنس دابانى، عام 1977 أصدر ألبوما غنائيا باسم “إيه براند نيو مان”، أنتجه تشارلز بوبيت – مدير أعمال الفنان الأمريكى جيمس براون.

وبعد 4 سنوات من هذا الألبوم تحول للسياسة، حيث عمل وزيرا للخارجية لمدة 3 سنوات، ثم وزيرا للدفاع وهو المنصب الذى احتفظ به 10 سنوات.

وانتخب بونجو البالغ 64 عاماً عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو الذى حكم هذا البلد الصغير الواقع وسط إفريقيا لأكثر من 41 عاماً، وفاز بـ 42 ٪؜ من الأصوات ولم ينظر إليه الشعب باعتباره خليفة لوالده إلا بعد نجاحه فى إعادة هيكلة الجيش، وعندما فاز فى انتخابات الرئاسة عام 2016 وجه له منافسه جان بينج اتهامات بتزوير النتائج، وهو الأمر الذى نفاه الحزب الديمقراطى الجابونى الحاكم.

وفى عام 2018، أصيب على بونجو بجلطة دماغية أبعدته عن المشهد السياسى لمدة عام تقريبا وأدت إلى مطالبته بالتنحى، وفى العام التالى، أدت محاولة انقلاب فاشلة إلى سجن الضباط المتمردين.

ولم تكن المنظمات الحقوقية فقط التى انتقدت حكم بونجو بل اتهمت المعارضة أسرة بونجو بالفساد.

كشف تحقيق للشرطة الفرنسية استغرق 7 سنوات أن 39 عقارا ملكا لعائلة بونجو فى فرنسا و9 سيارات فارهة ولكن التحقيق توقف عام 2017 لعدم توافر أدلة على “مكاسب غير مشروعة” يمكن توجيه اتهامات على أساسها، كما يواجه بونجو انتقادات لدوره البارز فى الحركة الماسونية التى يقود جناحها فى الجابون علنا.

وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود”: إن وسائل الإعلام الأجنبية مُنعت من دخول البلاد لتغطية الانتخابات.

ومع إغلاق صناديق الاقتراع، أعلنت الحكومة حظر التجول وتعليق الوصول إلى شبكة الإنترنت لـ”أسباب أمنية” من أجل الحيلولة من نشر “أنباء كاذبة” وحصول “أعمال عنف” محتملة.

واشتكى مرشح المعارضة الرئيسى ألبرت أوندو أوسا، من أن العديد من مراكز الاقتراع افتقرت إلى أوراق التصويت التى تحمل إسمه، فى حين قال الائتلاف الذى يمثله: إن أسماء بعض الذين انسحبوا من السباق الرئاسى لا تزال موجودة على ورقة التصويت.

وشكك المعارضون فى الفوزين السابقين لعلى بونجو باعتبارهما مزورين، وفى هذه الانتخابات تم إجراء تغييرات مثيرة للجدل على أوراق التصويت، وقبل أسابيع قليلة من يوم الانتخابات، وأثار غياب المراقبين الدوليين وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلى للتجوال فى جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية.

وإذا نجح هذا الانقلاب سيكون هو الثامن فى المستعمرات الفرنسية السابقة فى أفريقيا، خلال السنوات الثلاث الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »