أخر الأخبار

أين يتجه العالم… تحالفات الشرق و الغرب التي تتشكل هل هي مقدمة للحرب الكبرى بين الفيلة العملاقة وما دور الاعشاب فيها ( العرب و الأفارقة )

الزيارات المكوكية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعواصم المؤثرة في الشرق الأوسط ، وأيضا ما يروج في الإعلام عن تشكيل ناتو عربي بمشاركة اسرائيل ، وترحيب الملك الاردني عبد الله بن الحسين بهذا الحلف، مع بعض الشروط : أهداف هذا الحلف و الدول المشاركة ودور كل دولة في هذا النادي العسكري و السياسي الجديد ، ملمحا أنه لكي ينجح يجب كسر جمود القضية الفلسطينية وحلها .

زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للشرق الأوسط وآجتماعه في السعودية مع القادة العرب و الخليجيين ، قد تترتب عليه إعلان هذا الحلف ، وتطبيع السعودية وقطر وتونس وموريتانيا رسميا مع إسرائيل ، الثمن الذي سيقبضه العرب وتسليم إدارة بايدن بخلافة الأمير محمد بن سلمان لوالده في حكم السعودية، مساعدة تونس للخروج من أزمتها الإقتصادية الخانقة بأموال خليجية ، تطوير حقول الغاز الموريتانية المكتشفة حديثا وربطها باوروبا عبر شبكة أنابيب ، وتدفق المال الخليجي لمصر والأردن ، تخفيف الضغط على الفلسطينيين في الضفة وكسر جزء من الحصار المفروض على قطاع غزة ، أما ما سيقبضه الأمريكي إطلاق العنان لصنبور النفط ، لخلق توازن في سوق الطاقة ومنع الانهيار في القدرة الشرائية للمواطن الأمريكي و الأوروبي بسبب تداعيات حرب أوكرانيا .

اهداف هذا الحلف العسكرية أن يكون درع واقي للخليج وآبار النفط واسرائيل ، محاصرة إيران وتقزيم دورها العسكري في المنطقة ، التي تتجه بدورها للمعسكر الروسي قلبا وقالبا .

إذا منطقة الشرق الأوسط تتسارع فيها الأحداث وتتشكل الأحلاف وطبول الحرب تقرع فيها يسمعها حتى الموتى في قبورهم .

أما أفريقيا فهي غير بعيدة عن قرع الطبول بدورها ، فها هو الاجتماع الوزاري الأول الذي إنعقد بالرباط في 8 يونيو الجاري للدول الأفريقية الأطلسية ، الذي عرف مشاركة 21 بلدا مطل على الأطلسي ، حيث تمحورت أشغال هذا الإجتماع حول ثلاث مواضيع «الحوار السياسي الامن و السلامة» ، هل يكون مقدمة لحلف اطلسي آخر إفريقي هذه المرة ، لتعويض الفراغ الذي تركته وستتركه فرنسا في غرب أفريقيا والساحل ، لمواجهة الإرهاب والتغلغل الروسي المدعوم جزائريا والمتواجد في أفريقيا الوسطى و مالي ، أفريقيا كالشرق الاوسط في قلب الأحداث الدولية فهي لن تتلضى بجمر الأزمة الاقتصادية وأزمة الغذاء فقط بل ستكون ساحة المعارك بين الدول الكبرى ، دون ان ننسى التواجد الصيني في افريقيا ومراقبتها للوضع .

أمريكا تريد جر الصين لهذه الحرب بأي ثمن ، اذا كانت موسكو تهدد الجناح الشرقي لأوروبا فقط ، فإن بيكين تهدد سيادة واشنطن على العالم ، وهذا ما لا تتسامح معه بلاد العم سام .

هذا صراع عروش الفيلة وما على الأعشاب إلا أن تكون ضحية لرفسها ، ما لم تحدث معجزة ويقف العرب مجتمعين ضد إدخالهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا بسوس وأن يقبضو ثمن حيادهم فقط، حتما في لحظة معينة من هذه الحرب التي تتبلور شيئا فشيئا لتصبح كونية ، سيصبح للحياد ثمن باهض يتعين على الدول المتناطحة دفعه ، ما على الدول العربية إلا التريث وعدم التسرع لأن في العجلة الهلاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »