أمين عام الأمم المتحدة: مؤتمر المناخ فى مصر فرصة جوهرية لأفريقيا وعالمنا  

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 27 والمُقرر عقده فى مصر، يُعد بمثابة فرصة جوهرية لأفريقيا وعالمنا.

وفى كلمة مُسجلة بالفيديو إلى أمام الدورة الخامسة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقى، المنعقدة حاليا فى أديس أبابا، قال الأمين العام: “كوكبنا سيمضى بسرعة متجاوزا عتبة الـ 1.5 درجة مئوية إذا لم تكن تفرض جميع الاقتصادات الكبرى انخفاضات حادة فى الانبعاثات خلال العقد الحالى. 

نحن فى وضع الطوارئ ونحتاج إلى تضافر جميع الجهود، ومؤتمر الدول الأطراف COP 27 فى مصر سيكون فرصة جوهرية لأفريقيا وعالمنا.

يمثل غوتيريش فى العاصمة الإثيوبية نائبته أمينة محمد، والتى أجرت مباحثات مع قادة حكومات الاتحاد الأفريقى تركزت على الحاجة الماسة للسلام والأمن والشمول والعمل المناخى والحوكمة الرشيدة كضرورات لتنمية اقتصادية مستدامة فى أفريقيا.

وتساهم القارة الشاسعة بنسبة 3% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، ولكن الإحساس بوطأة أسوأ آثار تغير المناخ يبلغ أشده هناك (فى أفريقيا).

قال غوتيريش: “لمعالجة الواقع المأساوى اليوم، نحتاج إلى تعزيز جذرى بشأن التمويل اللازم للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من حدته فى القارة”.

وشدد، على ضرورة الوفاء بالالتزام الذى تم قطعه فى مؤتمر المناخ، الذى انعقد مؤخرا فى غلاسكو، بشأن مضاعفة التمويل المخصص للتكيف والبالغ 20 مليار دولار.

ودعا البلدان الأكثر ثراء إلى الوفاء بالتزام تمويل المناخ المقدم للدول النامية بقيمة 100 مليار دولار، اعتبارا من هذا العام، ومساءلة شركاء القطاع الخاص الذين قدموا أيضا تعهدات.

ووصف الأمين العام، التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى بأنه “أقوى من أى وقت مضى”، حيث تشكل أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 وأجندة 2063 (مخطط أفريقيا لقارة سلمية ومتكاملة وأكثر ازدهارا) ركائز أساسية.

وقال: إن “الظلم ضارب بجذوره فى النظم العالمية”، مشيرًا، إلى أن الأفارقة هم من “يدفعون الثمن الباهظ”.

وأشار، إلى أن معدل التطعيم فى البلدان ذات الدخل المرتفع أعلى سبع مرات مما هو عليه فى أفريقيا، قائلا: إن “النظام المالى العالمى المفلس أخلاقيا قد تخلى عن بلدان الجنوب”.

وتابع: “إن اللامساواة غير الأخلاقية التى تخنق أفريقيا تؤجج الصراع المسلح والتوترات السياسية والاقتصادية والعرقية والاجتماعية وانتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة والإرهاب والانقلابات العسكرية والشعور بالإفلات من العقاب”.

وبسبب ذلك، أشار غوتيريش، إلى نزوح عشرات الملايين من الناس فى جميع أنحاء القارة وأصبحت المؤسسات الديمقراطية فى خطر.

ثم استعرض، دعم الأمم المتحدة فى سبيل لإشعال “أربعة محركات للتعافى”، هى ضرورة تطعيم كل شخص وإصلاح النظام المالى والتعافى الأخضر والسلام.

وسلط الضوء على فرقة العمل الأفريقية المعنية باقتناء اللقاحات والفوائد التى تولدها زيادة إنتاج اللقاحات فى جنوب أفريقيا والبلدان الأفريقية الأخرى. 

ومضى قائلا: “إننى أحثكم على تهيئة الظروف للبلدان الأفريقية القادرة على إنتاج الاختبارات واللقاحات والعلاجات، بما فى ذلك من خلال معالجة قضايا الملكية الفكرية وتوفير التقنية والتمويل اللازم”.

وفيما يتعلق بالإصلاح المالى، قال غوتيريش: إن الدول الأعضاء بحاجة إلى تفعيل محرك التعافى الاقتصادى من خلال إصلاح النظام المالى العالمى. 

وأضاف، “تواجه أفريقيا جنوب الصحراء نموا اقتصاديا تراكميا للفرد على مدى السنوات الخمس المقبلة يقل بنسبة 75% عن بقية العالم”.

ودعا، إلى إعادة توجيه حقوق السحب الخاصة – أحد أصول العملة الاحتياطية التى أنشأها صندوق النقد الدولى – إلى البلدان التى تحتاج إلى الدعم الآن، وإصلاح هيكل الديون الدولية، والمزيد من أشكال التمويل الميسرة.

وأخيرا، قال الأمين العام للأمم المتحدة: إن السلام فى جميع أنحاء القارة يمكن أن يعمل أيضا كمحرك للتعافى.

فى دول متعددة الأعراق والأديان والثقافات فى جميع أنحاء أفريقيا، يعتقد غوتيريش أن منظمة مثل الاتحاد الأفريقى “تهدف إلى إظهار كيف يمكن للناس أن يتعايشوا – بل يزدهروا – من خلال العمل معا”.

ولكنه قال: إن هذا يتطلب “هياكل شاملة وتشاركية” وبالتالى يتعين على الدول الأعضاء جعلها حقيقة واقعة من خلال الحكم الرشيد.

وأضاف، أن الشباب الأفارقة، على وجه الخصوص، بحاجة إلى مزيد من القدرة على الاتصال بالإنترنت بغرض الوصول إلى المعلومات، والاستفادة من تعليم ووظائف أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »