ألبرت أغازاريان .. الأرمنى عاشق القدس

 

ألبرت أغازاريان، قدسى فلسطينى – أرمنى ينحدر من الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن، كان مؤرخا وأستاذا غزير الإنتاج.

غالبا ما يعتبره أولئك الذين عرفوه موسوعة للمدينة القديمة، وكان ملتزما بتنوع المدينة واعتبر نفسه أرمنيا وفلسطينيا على حد سواء، ولكن أكثر من أى شىء آخر مقدسيا.

ولد ألبرت أغازريان فى 18 أغسطس 1950، أعطت القدس وتقاليدها التعددية فى التسامح أسلافه الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن منزلا.

استقر أجداد ألبرت الأغازاريين فى القدس عام 1919، وتمكنت الأم من النجاة من الإبادة الجماعية للأرمن.

كان مفتونا – إلى حد الهوس تقريبا – بقدرة المدينة على تبنى التناقضات، والجلوس بشكل فريد على “عرش” التنوع الاجتماعى والدينى.

اعتبر القدس مكانا فريدا، حيث لم تضم أى مدينة أخرى فى العالم مثل هذا العدد الكبير من الطوائف الدينية التى تمكنت بطريقة أو بأخرى من التعايش.

أعتقد أنه رأى فى القدس القديمة، قبل الاحتلال الإسرائيلى، نوعا من المدينة الفاضلة وهذه هى الطريقة التى صورها بها.

آمن بها بصدق، لم تكن مجرد علاقات عامة جيدة، استخدم مبدأ التنوع لمواجهة محاولات إسرائيل على المدينة، لتوسيع دائرة التضامن مع القدس، القدس بالنسبة لألبرت كانت المجتمع.

ألهم أغازاريان الآلاف من الأفراد وكان له دور مؤثر فى العديد من المؤسسات، وكان جزءا من اللجنة التى أنشئت منتدى الفكر العربى (الملاقا) وكان عضوا فى مجلسه الاستشارى.

كما كان عضوا فى مجلس إدارة العديد من المنظمات الهامة، بما فى ذلك كلية الآداب والثقافة بجامعة دار الكلمة.

عام 2006، حصل أغازاريان على ميدالية من الملك ألبرت الثانى ملك بلجيكا تقديرا لجهوده لزيادة الوعى الدولى بالقدس.

تمت دعوته كمتحدث متميز فى العديد من المؤتمرات والفعاليات الشهيرة فى أجزاء مختلفة من العالم، وكان له مظاهر مختلفة على القنوات التلفزيونية محليا ودوليا.

تم تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات والجولات الناطقة التى حضرها (معظمها فى أوروبا) من قبل كيانات الأمم المتحدة ومجلس الكنائس العالمى وجمعية المساعدة الطبية وأصدقاء جامعة بيرزيت (فوبزو) وجمعية التضامن الفرنسية العربية والتضامن السويسرى – الفلسطينى والأكاديمية اللوثرية وغيرها.

عام 2002، كان جزءا من الوفد الرسمى فى عمان فى المؤتمر المعنى بالمسيحيين فى القدس، وكان له دور نشط فى مؤتمر القدس فى المغرب عام 2000، وكذلك قبل ثلاث سنوات من ذلك فى لقاءات أفيروا فى مارسيليا عام 1997.

عام 2000، شارك فى قارب السلام – وهى منظمة غير حكومية دولية مقرها اليابان تعمل على تعزيز السلام وحقوق الإنسان والاستدامة – والتى جعلته يزور الصين واليابان وفيتنام والهند وإريتريا ومصر.

توفى أغازاريان فى 30 يناير 2020، كان تابوته مغطى بالعلم الفلسطينى، ودفن فى القدس، المدينة التى أحبها، واعتبر نفسه روحا حرة تنتمى إلى القدس.

تأكدت عائلته من تلبية طلبه بأن يتضمن شاهد قبره عبارة تقول، مترجمة: “لم يعد بحاجة إلى جواز سفر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »