سفير طاجيكستان بالقاهرة: العلاقات متعددة الأوجه بين البلدين تتعزز وتتوسع باستمرار

 

قال سفير طاجيكستان بالقاهرة، ضراب الدين قاسمى، إن العلاقات متعددة الأوجه بين البلدين تتعزز وتتوسع باستمرار، وذلك باعتبار مصر من الدول المحورية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحتل مكانة مهمة فى السياسة الخارجية لجمهورية طاجيكستان.

وأضاف، لدى طاجيكستان ومصر الكثير من القواسم المشتركة والتشابه، مثل التاريخ العريق والثقافة الغنية، فضلاً عن المشاركة النشطة والدعم لبعضهما البعض فى القضايا الدولية والإقليمية.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الإثنين، أثناء الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاستقلال جمهورية طاجيكستان، وذلك بحضور عدد من السفراء مثل: سفير كازاخستان، روسيا، بولندا، بيلاروسيا، أذربيجان، ومستشار سفارة أوزبكستان، وسفير مصر الأسبق فى طاجيكستان، رؤوف سعد.

وتابع السفير: كلا البلدين يدافعان بنشاط عن السلام والاستقرار فى جميع أنحاء العالم ويتفاعلان بشكل مثمر فى مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأعلن، عن وجود العديد من الخطط والنوايا المشتركة بين البلدين فى المستقبل القريب، مضيفاً، نأمل أن تعزز التعاون الثنائى بشكل أكبر، خاصة فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة وغيرها.

ومن جهة أخرى، قال السفير: إن طاجيكستان أعلنت استقلالها فى 9 سبتمبر 1991، وهى تتطور منذ 30 عامًا كدولة مستقلة ذات نهجها الخاص، والمعترفة بالقيم الإنسانية العالمية والحامية للمصالح الوطنية.

وأكد، أن السنوات الأولى للاستقلال كانت صعبة للغاية وفترة امتحانات خطيرة لشعبنا، ومع ذلك خلال هذه الفترة التاريخية القصيرة، تحول بلدنا من ” دولة ممزّقة بالحرب” إلى دولة نامية وتقدمية ونشيطة.

وأضاف، لقد حققنا كل هذا بفضل السياسة الرشيدة والبعيدة النظر لمؤسس السلام والوحدة الوطنية، رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام على رحمان، بدعم فعال من قبل شعبنا والمجتمع الدولى وخاصة من قبل أقرب شركائنا وحلفائنا.

وتابع: نحن فخورون بأن تجربة إرساء السلام وإعادة إعمار الدولة بعد الحرب فى طاجيكستان معترف بها اليوم كنموذج فريد ومثالى لبناء السلام فى العالم.

وهى تجربة مفيدة للغاية، خاصة فى الوضع الحالى فى أفغانستان المجاورة لنا.

فى فترة تاريخية قصيرة، لم نتجاوز فقط عن العديد من صعوبات الحرب الاهلية وما بعد الحرب، بل وضعنا أيضًا أساسًا قويًا وموثوقًا للتنمية المستدامة.

وشكّل استقلال الدولة نقطة تحول فى مصير الشعب التاجيكى وأرسى أساسًا متينًا لمرحلة تاريخية جديدة نوعًا.

وأضاف السفير، وضعت المرحلة الجديدة أمام قيادة وشعب تاجيكستان إنجاز مهمة تاريخية بالغة الأهمية وهى إنشاء دولة متحضرة وحديثة تلبى مصالح الشعب والبلد.

على سبيل المثال، أكد رئيس الدولة إمام على رحمان، أن أحد أهم إنجازات استقلالنا هو الحصول على دولتنا، وهى فى الأساس ديمقراطية وقانونية وعلمانية وذات توجه اجتماعى.

وقال: إن إقامة العلاقات الدولية وتعريف طاجيكستان كدولة مستقلة كانت صعبة فى السنوات الأولى للاستقلال.

على مدى 30 عامًا من الاستقلال، تمكن بلدنا تدريجياً من تعزيز مواقفها السياسية فى الساحة العالمية، وإقامة علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف مع دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية.

وأضاف، طاجيكستان هى البادئ بعديد من مبادرات عالمية فى مجال المياه النقية، بفضل هذه المبادرات، حصلت طاجيكستان على اعتراف كدولة مضيفة لأجندة الأمم المتحدة للمياه على مدى العقود الأخيرة وتُعرف هذه الإجراءات فى جميع أنحاء العالم باسم “عملية دوشانبى”.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر طاجيكستان أيضًا من الدول الرائدة فى العالم فى مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات.

ولهذا منذ أكثر من عشرين سنة تستضيف طاجيكستان الكثير من اجتماعات ومؤتمرات وقمم ذات الأهمية العالمية، بما فى ذلك القمة الخامسة لمجلس رؤساء دول مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا CICA (فى يونيو 2019).

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أنه فى العام الحالى 2021، تترأس طاجيكستان منظمة شنغهاى للتعاون وهى الرئاسة الثالثة لبلدنا فيها، والتى تتزامن الذكرى العشرين لتأسيس هذه المنظمة، وتقام تحت شعار “20 عامًا من المنظمة: التعاون من أجل الاستقرار والازدهار”.

خلال رئاستها فى منظمة شنغهاى للتعاون، تسعى طاجيكستان إلى تعزيز الصداقة وحسن الجوار بين الدول الأعضاء فى المنظمة، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة، وتوسيع التعاون فى التجارة والاقتصاد والثقافة، وتحسين الأرضية القانونية التعاون المثمر.

خلال رئاسة طاجيكستان فى منظمة شنغهاى للتعاون، ينعقد أكثر من مائة حدث ومعظمها يقام فى بلدنا.

فى يومى 16 و 17 سبتمبر 2021، ستعقد قمة رؤساء دول منظمة شنغهاى للتعاون فى مدينة دوشانبى، والتى ستساهم فى حل أهم المهام التى تواجه المنطقة و العالم اليوم.

ومن بين القرارات التى سيتم تبنيها فى قمة منظمة شنغهاى للتعاون فى دوشانبى، منح صفة شريك الحوار لجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والتى تمت الموافقة عليها فى اجتماع وزراء الخارجية فى يوليو الماضى فى دوشانبى.

مغتنما هذه الفرصة، أود أن أهنئ هذين البلدين الصديقين بحصولهما على هذه الصفة فى منظمة شنغهاى للتعاون.

وفى الوقت نفسه، تترأس طاجيكستان أيضًا منظمة معاهدة الأمن الجماعى، التى ستعقد قمتها نفس الزمان أيضًا فى مدينة دوشانبى، والتى تؤكد مرة أخرى على دور ومكانة ومساهمة طاجيكستان فى حل المشكلات الإقليمية والعالمية.

راجعاً إلى الوضع الحالى فى أفغانستان، وهى من أقرب جيراننا والى أولويات ترؤس بلدنا فى منظمة شنغهاى للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعى، أود أن أؤكد على أن طاجيكستان كانت دائمًا ولا تزال مهتمة بالسلام والاستقرار فى هذا البلد وحسن الجوار معه.

وقال السفير: إننا ندرك جميعًا جيدًا أن عدم الاستقرار فى أفغانستان يمكن أن يخلق مشاكل خطيرة لمنطقتنا وحتى لكل العالم، ولذلك نحن نراقب بقلق تطورات الأحداث فى هذا البلد.

فى هذا الصدد، تؤيد طاجيكستان تشكيل حكومة شاملة وجامعة لأفغانستان، مع مراعاة مصالح جميع شعوب البلاد، بما فى ذلك الطاجيك، الذين يشكلون أكثر من 46٪ من عدد سكانها.

وإننا نؤيد بإخلاص إستعادة الاستقرار فى أفغانستان وإرساء أسس متينة لتنميتها السلمية، لأن ذلك يخدم المصالح الوطنية لطاجيكستان ومنطقتنا ككل.

بفضل الاستقلال والسياسة الرشيدة والمتوازنة لقيادة البلد، أصبحت طاجيكستان اليوم معترفًا بها فى العالم كدولة مبادرة ومحبة للسلام، ومقاومة بارزة ضد الإرهاب والتطرف.

أصبحت تجربة بناء السلام الطاجيكية مصدرًا للمعرفة والإلهام للراغبين فى السلام ومحافظين عليه فى مختلف أنحاء العالم، وهو مصدر فخر لكل مواطن ببلدنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »