هل سوريا ستقدر على التعافى مع نظام الحكم الحالى

 

سوريا الي اين باوضاعها الامنية المتدهورة ومستقبلها الغامض الذي يثير الخوف والقلق الشديد عليها ؟.

فمن الدكتاتورية والاستبداد لعقود طويلة من الحكم الفردي المطلق ، الي مرحلة جديدة ومخيفة من الصراع الطائفي والاقتتال الداخلي ، ومن بوادر حرب اهلية بدات تطل براسها لتدفع بسوريا الي مصير مجهول اذا لم يجد هذا التسيب الامني الذي تتسع رقعته يوما بعد يوم من يوقفه ويضع حدا له..

هذه للاسف سوريا بعد ان تحالف الجميع وتآمروا عليها من قوي محلية واقليمية ودولية لاغراقها في الفوضي ولتفكيكها وتقسيمها الي دويلات صغيرة لا مستقبل لها في مخطط تغيير اقليمي شامل تقوده وترعاه امريكا واسرائيل وصولا بهذه المنطقة الي ما يعرف بالشرق الاوسط الجديد، وهو المخطط الذي بدا ، ولا يعرف احد ما سوف يكون عليه شكله او نهايته…

ومما يزيد الامر سوءا هو ان كل الايدي تلعب في سوريا من اسرائيلية وتركية وايرانية وامريكية وفرنسية وروسية وخليجية ، ومن قوي ارهابية نشطة وشرسة من دواعش وغيرهم من اكراد ودروز بمخططاتهم وتحركاتهم التي يديرونها لحسابهم علي حساب وحدة سوريا الوطنية..

بعضهم بادوار مكشوفة وباطماع مبيتة فيها ، والبعض الآخر بادوار خبيثة وملتوية ولها هي الاخري اهدافها ومصلحتها في اضعاف سوريا واستنزافها وتقسيمها..

حتي ولو ادي ذلك الي الدفع بها علي طريق الفوضي الشاملة والتحول بها الي دولة فاشلة وغير قابلة للحياة..

وهذا هو اكثر ما يبعث علي الخوف والقلق حول مستقبل سوريا وسط هذه الاجواء الخانقة.. 

اما عن نظام الحكم الحالي في سوريا والذي قفز الي الحكم فجأة ودون سابق خبرة سياسية كافية والذي سوف يحكم لفترة انتقالية سوف تمتد الي خمس سنوات ،

فقد برهن علي عجزه عن كبح جماح اسرائيل ، ووقف عدوانها المستمر علي الاراضي السورية ووضع حد لاستباحتها لاجوائها وانتهاكها لسيادتها واحتلالها للعديد من المواقع الاستراتيجية الخطيرة فيها دون مقاومة تذكر من. جانب هذا النظام، رغم اعلانه المتكرر من انه لن يكون مصدر خطر او تهديد لامن اسرائيل. في اي وقت ، وانه لا يمانع في التطبيع معها وفي انضمامه الي اتفاق السلام الابراهيمي اسوة بمن سبقوه اليه من دول المنطقة خلال ولاية ترامب السابقة ..

وهي تنازلات لم تعرها اسرائيل اهتماما ولم توقفها عن الاستمرار في عدوانها علي سوريا حتي بعد ان دمرت لها جيشها الوطني وافقدته كل قدرة له علي الرد والمقاومة ولن يكون من الممكن اعادة بنائه قبل عشر سنوات علي الاقل ، وهو ما يجعل سوريا في خطر دائم، وعاجزة عن التصدي لكل تلك الاخطار والتحديات والتهديدات التي تحيط بها من كل جانب في الداخل والخارج..

وهي التي ما تزال تئن تحت وطاة. الحصار الاققتصادي الصارم بفعل العقوبات الامريكية المفروضة عليها منذ نظام حكم الاسد السابق،. وتضع الادارة الامريكية الحالية شروطا عديدة لرفعها. تبدو صعبة التحقيق في الوقت الحاضر.،

وهي شروط يتعلق.معظمها باحترام حقوق الاقليات في.سوريا والتحول الديموقراطي وغيرها من الشروط السياسية..دون مراعاة لطبيعة المرحلة الانتقالية وما يكتنفها عادة من صعوبات وحساسيات وتعقيدات لا اول لها ولا آخر.، وهو ما يجعل الانضباط الامني، قبل الديموقراطية، علي. راس كل الاولويات. اذا ما كان للدولة السورية ان تحافظ علي بقائها كدولة مستقلة ذات سيادة. 

ويبقي السؤال : ماذا بعد؟. وهل ستقدر سوريا علي التعافي مع نظام الحكم الحالي، والتغلب علي كل هذه الازمات والتحديات والمؤامرات والوقوف علي قدميها من جديد.؟ وكم من الوقت والجهد سوف يستغرق ذلك في منطقة تعج بالفوضي والعنف وعدم الاستقرار ؛؟..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »