ملتقى ريمينى .. عرض “من أنت؟ تحدى القدس” لشميت

سرد الكاتب المسرحى إريك إيمانويل شميت رحلته من الإلحاد إلى اعتناق المسيحية فى الأراضى المقدسة، كما رواها فى العرض المسرحى “من أنت؟ تحدى القدس” الذى أقيم، أمس، بمناسبة انطلاق الدورة الـ45 لملتقى ريمينى 2024، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وقال شميت: أشعر وكأننى ناقل أداة لشىء ما، وكأننى ملزم بالحكى وكيف يمكن للملحد أن يعتنق المسيحية بشكل كامل، هذه القصة تتجاوزنى.
كان العرض المستوحى من كتاب شميت “تحدى القدس”، موضوع لقاء بين شميت والممثل الرئيسى إيتورى باسى ومدير تحرير دار النشر الفاتيكانية لورينزو فازينى والمخرج أوتيلو تشينشى ويتتبع الكتاب وتمثيله المسرحى خيوط قصة النمو والتجول بين أماكن بيت لحم والناصرة والقدس.
وفى هذه المدينة المقدسة للأديان الثلاثة، رمز التعايش والتوتر فى الوقت نفسه تتكشف تحولات الكاتب المسرحى.
وتابع شميت: إن التحدى هو ما شعرت به بعد شهر قضيته فى القدس، إنها المدينة التى يتحدانا الله فيها، داعيًا إلى “التآخى” لأننا نسينا أصلنا المشترك، أى الآب، وأعتقد أن هذا هو التحدى الذى تواجهه القدس على وجه التحديد، أن نكون إخوة بدلاً من قتل الأخوة.
ويمس التحدى الذى تشكله القدس أيضًا الممثل إيتورى باسى، الذى قال: شعرت على الفور أن هناك رحلة إنسانية صادقة، لا تستخلص استنتاجات مؤسسية بل رحلة داخلية وروحية، مستقلة عن الدلالات الدينية أو السياسية، مدركًا فى نفسه التغيير الذى جلبه العمل الذى تم إنجازه لهذا العرض.
وأضاف شميت، عندما اتصل بى لورينزو (فازينى)، قال لى: نحن نحب إيمانك وحريتك حقًا، لافتا، إلى أن الشخص القادر على إظهار هذا الاحترام لى هو بالتأكيد حامل الأخبار الجيدة.
وتابع: أنا فرنسى ويجب أن أسخر دائمًا من الأديان، وعندما كتبت الكتاب كنت أعتقد أنه سيتعرض لانتقادات شديدة، ولكن ربما لأننى كتبته بطريقة بريئة، تمكن الجميع من التعرف على أنفسهم، أنا شخص وُلِد بعيدًا عن المسيحية واكتشتفها لاحقًا، وهذا جعل من الممكن حتى للملحدين أن يعرفوا ويعتنقوا نفس مسارى.
وأشار، إلى أن اكتشاف لقاء أعطى حياة جديدة لأفكار قديمة وأثارها بطريقة حيوية وشاملة، رحلة عميقة جلبت حياة جديدة، تنتهى بالانتقال من النظرى إلى الملموس.
ويواجه الكاتب هذه الرحلة الصعبة للمشاركة، متذكرًا المسار الضرورى للتعايش بين الديانات المختلفة: يمكن للأديان أن تخفف من جمودها النظرى، وترحب بالجوانب الإنسانية المختلفة التى تحددها باعتبارها ضرورية.
واختتم حديثه بالقول: إن تأثير أولئك الذين يصلون لأول مرة إلى ذلك المكان “صادم” من حيث القسوة وليس الراحة، يمكن لأى شخص القيام بهذه الرحلة ولكن عليك أن تكون على استعداد لكسر يقينك والسماح لنفسك بالاختراق والذهاب نحو المجهول.