
فى إطار التشاور والتنسيق الدورى بين مصر وتركيا التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأربعاء، مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان وذلك خلال زيارته الرسمية إلى أنقرة.
قدم عبد العاطى، خالص تعازى مصر حكومةً وشعبًا للجمهورية التركية فى ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكداً، تضامن مصر الكامل مع تركيا ووقوفها إلى جانبها فى هذا المصاب الأليم.
وأكد الوزيران، حرص قيادتى البلدين على تعزيز التعاون الثنائى فى شتى المجالات والبناء على ما تحقق من زخم خلال العامين الماضيين، حيث نوه عبد العاطى إلى أن الزيارتين المتبادلتين اللتين قام بهما الرئيس أردوغان إلى القاهرة فى فبراير 2024 والرئيس السيسى إلى أنقرة فى سبتمبر من العام نفسه، أسستا لمرحلة جديدة فى مسيرة التعاون بين البلدين عقب إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى.
كما شدد الجانبان، على رمزية العام الجارى الذى يشهد مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التى تجمع الشعبين الصديقين.
ثمن عبد العاطى، انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين الذى تستضيفه أنقرة برئاسة وزيرى خارجية البلدين خلال الزيارة الحالية، وذلك تحضيراً لزيارة الرئيس التركى للقاهرة عام 2026 وعقد منتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة المرتقبة.
كما تناول اللقاء، سبل دعم التعاون الثنائى فى مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية، حيث أكد عبد العاطى تطلع مصر إلى رفع حجم التبادل التجارى إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وتعزيز الاستثمارات التركية المباشرة فى قطاعات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة والتكنولوجيا.
كما ناقش الجانبان، التعاون فى مجالات التحول الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن فرص التعاون فى استكشاف المعادن النادرة.
وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تناول الوزيران تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث شددا على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكى.
كما تناول الجانبان، التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولى لإعادة الإعمار والتعافى المبكر فى قطاع غزة، حيث أعرب عبد العاطى عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة فى هذا المؤتمر بما يسهم فى حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع.
وأكد الوزيران كذلك، تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ورفض أى محاولات لتغيير الوضع القانونى أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع فى السودان، حيث شدد عبد العاطى على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، وإدانة الفظائع المروعة التى شهدتها مدينة الفاشر، مؤكداً، أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد.
واتفق الجانبان، على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطنى.
وفيما يخص الأزمة الليبية، جدد عبد العاطى التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التى طرحتها البعثة الأممية، والدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة فى أقرب وقت ممكن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضى الليبية، بما يعيد الأمن والاستقرار ويصون وحدة ليبيا وسيادتها.
كما تناولت المباحثات التطورات فى سوريا، حيث شدد عبد العاطى على موقف مصر الراسخ الداعى إلى احترام وحدة وسيادة الأراضى السورية ورفض أية تحركات أو تدخلات من شأنها تقويض استقرار البلاد، داعياً إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السورى.
وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، أكد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المصرى–التركى فى أفريقيا بما يسهم فى دعم التنمية والاستقرار فى القارة، واتفقا على تعزيز الشراكة الثلاثية المصرية–التركية–الأفريقية من خلال المشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة خاصة فى مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة.
كما شدد عبد العاطى، على أهمية دعم الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى واحترام سيادة ووحدة الأراضى الصومالية ورفض أى محاولات للتدخل فى شؤونها الداخلية.
وقام عبد العاطى، بإهداء الجانب التركى مُستنسخًا من تمثال أمنحتب الثالث بالحجم المتحفى وذلك بمناسبة مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية التى تجمع البلدين والشعبين الصديقين، على أن يُعرض التمثال فى أحد الميادين أو الأماكن الهامة بالعاصمة التركية أنقرة تخليدًا لرمزية المناسبة.