فنزويلا .. مطالب بتنحى مادورو ودول لاتينية تطالب بنشر نتائج الانتخابات

 

اندلعت موجة من المظاهرات والاحتجاجات العنيفة فى فنزويلا عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وفوز الرئيس الحالى نيكولاس مادورو بولاية ثالثة، وطالبت المعارضة التى اعتبرت أنها الفائز الشرعى بالانتخابات بإعادة فرز الأصوات.

كما طالبت الولايات المتحدة، بنشر نتائج الانتخابات، وهددت بفرض المزيد من العقوبات على فنزويلا.

عقب المظاهرات وأعمال الشغب التى عمت فنزويلا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، التى حجزت للرئيس نيكولاس مادورو فترة رئاسية ثالثة وأدت حتى الآن إلى مقتل 12 شخصا من المتظاهرين، اتهم مادورو المعارضة أنها مسؤولة عن العنف.

وتوجه مادورو إلى زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو والمرشح للانتخابات الرئاسية إدموندو غونزاليس أوروتيا، قائلًا: أحملكما المسؤولية عن كل ما يحدث فى فنزويلا، عن العنف الإجرامى والجرحى والقتلى والدمار.

وشهدت فنزويلا موجة من المظاهرات والاضطرابات عقب الإعلان عن فوز مادورو، الأمر الذى أدى بالمعارضة للنزول للشوارع مطالبين بالشفافية فى عملية فرز الأصوات.

وأعلن غونزاليس وزعيمة المعارضة أنهما حصلا على أكثر من 70% من الأصوات فى الانتخابات، لكن مادورو وصف اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات بأنها محاولة لفرض انقلاب فى فنزويلا.

وفى متابعة للوضع، أجرى الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأمريكى جو بايدن محادثة هاتفية، أكدا خلالها على ضرورة نشر النتائج الكاملة للانتخابات الرئاسية فى فنزويلا.

كما توافق الرئيسان، على أن نتيجة الانتخابات فى فنزويلا تمثل لحظة أساسية للديمقراطية.

وطالبت الولايات المتحدة، الرئيس الفنزويلى بالاعتراف بالنتائج الفعلية لانتخابات الرئاسة، وأعلنت أن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس فاز بفارق ملايين الأصوات على مادورو.

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشؤون أمريكا اللاتينية براين نيكولز: إن الولايات المتحدة والحكومات الأخرى أوضحت موقفها أمام منظمة الدول الأمريكية، وأنه يجب على مادورو الاعتراف بالنتائج الفعلية للانتخابات الفنزويلية وأن تسود إرادة الناخبين الفنزويليين.

وأعلن نيكولز فى خطاب أمام منظمة الدول الأمريكية، أن النتائج التى نشرتها المعارضة لا يمكن دحضها، وأن فرز هذه النتائج التفصيلية يظهر بوضوح نتيجة لا يمكن دحضها: حيث فاز إدموندو غونزاليس بنسبة 67% من هذه الأصوات مقابل 30% لمادورو.

ومن جانبه، طلب مادورو من المحكمة العليا الفنزويلية إجراء مراجعة للانتخابات الرئاسية، مضيفًا، أن الحزب الحاكم مستعد أيضاً لإظهار مجمل كشوف الفرز من الانتخابات.

وأصر مادورو، على أن هناك “مؤامرة” ضد حكومته وأن النظام الانتخابى تعرض للاختراق، لكنه لم يقدم أى تفاصيل كما لم يقدم أى دليل.

ودعا الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو، المحكمة الجنائية الدولية إلى إدانة مادورو بشأن ما وصفه “حمام الدم” فى فنزويلا، مطالبا المحكمة بإصدار مذكرة اعتقال بحقه.

وقال ألماغرو: وعد مادورو بحمام دم وهذا ما يفعله، حان الوقت لكى تصدر المحكمة الجنائية الدولية بيانات اتهام ومذكرات توقيف بحق المسؤولين الرئيسيين بمن فيهم مادورو، حان وقت العدالة.

يذكر، أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطى من النفط الخام فى العالم، وكانت من أكثر الاقتصادات تطورا فى أمريكا اللاتينية، لكنها دخلت فى حالة من الانهيار بعد تولى مادورو السلطة عام 2013 وتوالى العقوبات الأمريكية عليها التى أدت إلى توقف شبه كلى فى عجلتها الاقتصادية.

وغادر أكثر من 7.7 مليون فنزويلى البلاد منذ عام 2014، وهو أكبر نزوح فى تاريخ أمريكا اللاتينية الحديث، استقر العديد منهم فى كولومبيا، فى حين توجه كثيرون إلى الولايات المتحدة.

وتخشى إدارة بايدن من اتخاذ خطوات تؤدى إلى تزايد موجات الهجرة من فنزويلا وتخاطر بزعزعة استقرار البلاد.

وحذّرت النائبة الجمهورية عن ولاية فلوريدا ماريا سالازار من تفاقم موجة هجرة من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، مشيرة، إلى أن ما يصل إلى مليونى شخص قد يغادرون فنزويلا هرباً من الفقر وسوء الأحوال المعيشية.

فر بالفعل أكثر من 200 ألف فنزويلى إلى فلوريدا هربا من سنوات من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والحصار.

وفقا للكثير من المحللين، تتحول فنزويلا رويدا رويدا إلى أزمة حقيقية للسياسة الخارجية الأمريكية، بعد عقود من الخلافات الدبلوماسية، وفشل سلسلة طويلة من العقوبات الاقتصادية في تغيير نهج الدولة الفنزويلية، وتسببت في تكريس الأزمة الاقتصادية وشح المواد الأساسية ورفع مستويات التضخم والفقر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »