سلطنة عُمان تترأس الاجتماع الوزارى الخليجى – الروسى المشترك السادس
ترأست سلطنة عُمان، اليوم الإثنين، الاجتماع الوزارى المشترك والحوار الاستراتيجى السادس بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسيرجى لافروف وزير خارجية روسيا، الذى عقد، اليوم الإثنين، فى العاصمة الروسية موسكو.
ترأس الاجتماع، بدر بن حمد البوسعيدى وزير الخارجية الذى قال فى كلمة له: إن الاجتماع الوزارى المشترك للحوار الاستراتيجى بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية يسهم فى تعميق التفاهم المشترك حول العديد من الاهتمامات المشتركة وفى تعزيز علاقات التعاون فى كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقضايا المناخ والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف، أن دول مجلس التعاون تقدر مواقف وجهود الحكومة الروسية إزاء القضية الفلسطينية، وتؤكد مركزية هذه القضية والضرورة الاستراتيجية لحلها وإنهاء أحد أهم أسباب عدم الاستقرار فى المنطقة.
وأوضح، أنَّ دول مجلس التعاون تدين الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية الت تستهدف الفلسطينيين فى أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم على أرضهم، وتؤكد أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لهذه القضية، وإيجاد أفق حقيقى وفعال للتوصل إلى السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين وفقًا لقواعد الشرعية الدولية ومرجعياتها المتمثلة فى القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية.
وأكَّد وزير الخارجية، أنَّ دول المجلس تتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية فى السودان الشقيقة، وتعرب عن بالغ قلقها من تداعيات الأزمة إنسانيًّا وأمنيًّا، مبينًا، ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف ورفع المعاناة عن الشعب السودانى، والمحافظة على مؤسسات الدولة، والحيلولة دون أى تدخل خارجى فى الشأن السودانى يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.
كما أشار، إلى ضرورة تحقيق أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسى يمنى شامل للأزمة، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، وأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجدد دعمه لمجلس القيادة الرئاسى فى اليمن ولتطلعات الشعب اليمنى الشقيق فى إحلال السلام والمصالحة بين كافة ربوع اليمن الشقيق تحقيقًا للأمن والاستقرار الكفيلين بإطلاق عملية إعادة الإعمار والتنمية.
وأكد وزير الخارجية، أنَّ الصراع المتصل بأوكرانيا له تداعيات على الأمن والسلم الدوليين، ويؤمن مجلس التعاون الخليجي بأهمية التوجه نحو حل سلمى، ويؤكد أهمية تحكيم لغة الحوار ومعايير القانون الدولى وحل النزاع بين جميع الأطراف بالوسائل السلمية وعلى أساس احترام مبادئ حسن الجوار وسيادة الدول واستقلالها.
وأعرب، عن التزام دول جلس التعاون لدول الخليج العربية بدعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة والسلام، وتوسيع جميع الجسور الدبلوماسية وتعزيز التواصل والحوار بين الأطراف المعنية، حتى يتحقق السلام ويعم الأمن والاستقرار والرخاء، تلبية لآمال وطموحات الشعبين وسائر الشعوب فى المنطقة.
وأضاف، أنَّ هذا اللقاء يأتى فى وقت تتزايد فيه التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ والصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي، وأن هناك العديد من الفرص والتطورات الإيجابية التى يجب العمل على تنميتها ودعمها، مشيرًا، إلى الأمثلة الإيجابية التى شهدتها منطقة الخليج، منها استضافة “إكسبو دبى 2020″، وكأس العالم فى قطر 2022، وسباقات الفورميلا فى المملكة العربية السعودية، وغيرها من الفعاليات العالمية المهمة، واستعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر “كوب 28” فى دبى خلال شهر نوفمبر القادم، وكذلك استعداد دولة قطر لاستضافة كأس آسيا فى يناير 2024.
وأوضح، أنَّ كل هذه الفعاليات تعكس انفتاح دول مجلس التعاون على الشراكة والتعاون مع العالم، وتبرهن على جاذبية المنطقة الآمنة المستقرة للاستثمار والسياحة وممارسة الأعمال التجارية والترفيهية، والرياضية، والثقافية، وغيرها.
كما تطرق وزير الخارجية فى كلمته، إلى تطورات أخرى مهمة تمثلت فى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا، إلى أن إيران من الدول المجاورة لجميع دول مجلس التعاون، وتم التعايش والعمل جنبًا إلى جنب مع الشعب الإيرانى عبر الحقب التاريخية المتعاقبة.
وأشار وزير الخارجية، إلى أنَّ هناك اختلافات سياسية قصيرة المدى تعيق القدرة على العمل معًا، ولكن كما أظهر الاتفاق الأخير، أنه بالإمكان تجاوز العوائق واستعادة المسار الذى يساعد على ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار والتعايش السلمى الدائم، مع الأمل على أن تعزز مثل هذه التطورات الإيجابية من القدرة على مواصلة بناء أسس التعاون الإقليمى الشامل التى تستند إلى الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
وأضاف، نحن ندرك أنَّ لروسيا مصالح حيوية مع منطقتنا، وفى تطوير واستخدام المرافق اللوجستية التى تعزز من التواصل التجارى والاقتصادى معنا وعبرنا، وصولا إلى آسيا وأفريقيا، وإذ نتشارك مع روسيا الاتحادية فى ذلك، فإننا نأمل أن تؤدى هذه المصالح والشراكة إلى بناء مستقبل أكثر ازدهارا وأمنا واستقرارا.
وفى ختام كلمته، أشار وزير الخارجية إلى أنَّ التطورات السياسية والاقتصادية فى منطقة الخليج ترتكز على احترامنا الثابت لسيادة الدول وسيادة القانون، مع تبنى قيم حسن الجوار والحوار الإيجابى البنَّاء والانفتاح على الشراكة والكسب المشترك، وجميع تلك المرتكزات هى بلا شك من العوامل الرئيسة والضرورية لمواصلة النمو الاقتصادى والازدهار للجميع.
وتناول الاجتماع، استعراض العلاقات الثنائية بين دول المجلس وروسيا الاتحادية، وسبل دعم وتعزيز التعاون المشترك فى مختلف القطاعات التى تهم الجانبين، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية، كما تم تبادل الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما تم التأكيد على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولى فى حل الصراعات وانتهاج سبل الحوار والوسائل السلمية واحترام سيادة الدول واستقلالها، صونًا لسياسة حسن الجوار والتعايش السلمى، وترسيخا للأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمى والدولى.
حضر الاجتماع، وزراء خارجية دول مجلس التعاون، والأمين العام للمجلس، والسفير أحمد بن هاشل المسكرى رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحوار الإقليمى، وحمود بن سالم آل توية سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.