سفير كازاخستان الجديد بالقاهرة يحدد معالم وأهمية العلاقات الثنائية بين البلدين

 

وجه السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كازاخستان لدى مصر عسكر جينيس، رسالة خاصة أعرب فيها عن تقديره وفخره بالعلاقات المصرية – الكازاخية على مدى 33 عاما من العلاقات الدبلوماسية والثنائية.

وقال السفير فى رسالته: بموجب مرسوم صادر عن رئيس كازاخستان قاسم جومارت تم تعيينى سفيرا فوق العادة ومفوض لكازاخستان لدى مصر، وهو شرف خاص ومسؤولية كبيرة بالنسبة لى.

وأضاف، يصادف هذا العام الذكرى الثالثة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومن المعروف أن الارتباط التاريخى والانسجام الروحى بين البلدين له جذور عميقة للغاية.

وقدم السفير، خالص الشكر إلى الذين قدموا مساهمة فى تعزيز التعاون الكازاخى – المصرى القائم على الثقة والاحترام المتبادلين.

وأوضح، أن مصر من أوائل الدول العربية التى اعترفت بسيادة كازاخستان وسرعان ما افتتحت سفارتها فى كازاخستان، كما تم افتتاح أول سفارة لكازاخستان فى الدول العربية بالقاهرة، واليوم أصبحت مصر شريكا مهما لبلدنا فى العالم العربى.

وتابع السفير: يكنّ شعب كازاخستان احتراما خاصا للأرض المقدسة التى كانت على مدى قرون مركزا للعلم والتعليم ومهد الحضارات، واهتمامنا بتوسيع مجال التواصل والعلاقات الأخوية لم يتضائل أبدًا.

وأضاف، رغم بُعد المسافة بين البلدين إلا أن هناك قيما مشتركة تجمع بين البلدين مثل الظاهر بيبرس الحاكم المجيد والشخصية التاريخية التى ساهمت فى ازدهار العالم الإسلامى، والعالم الشهير أبو ناصر الفارابى وهما فخرنا المشترك.

وأن أحد المواقع التاريخية الهامة فى القاهرة، المسجد الذى يحمل اسم جدنا بيبرس، وهو بمثابة رمز لصداقتنا.

وفى يونيو 2023، كان الافتتاح الرسمى للمسجد الذى تم تجديده بالتزامن مع الذكرى الـ800 لميلاد السلطان بيبرس، حدثًا بارزًا فى تاريخ البلدين.

شارك فى هذا الحدث رئيس مجلس الشيوخ فى البرلمان مولين أشيمبايف بتكليف من رئيس كازاخستان، مما عزز العلاقات الثقافية والروحية بين البلدين.

فى هذا الحدث الهام، تم تنظيم الأيام الثقافية لكازاخستان فى مصر وأقيم حفل موسيقى بمشاركة فنانين بارزين من كازاخستان.

وتابع السفير: على مدار 33 عاما من العلاقات الدبلوماسية تمكنت بلداننا من بناء شراكة متبادلة المنفعة قائمة على علاقات ودية قوية، وأقيمت روابط اقتصادية وثقافية إنسانية مستدامة بين بلدينا.

وأصبح مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذى يعقد فى كازاخستان أحد الأشكال العالمية الرئيسية للحوار بين الحضارات الذى يهدف إلى السلام والوئام.

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن مشاركة شيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب بصفته رئيس وفد العالم الإسلامى وممثليه فى هذا الحدث الهام أمر فى غاية الأهمية ومساهمة الممثلين الدينيين للبلدين فى تنمية العالم الإسلامى وتطوير العلاقات الروحية بين الدول هائلة.

وأشار السفير، إلى وجود حوالى 150 طالبًا من كازاخستان فى الجامعات المصرية، كما تعد جامعة “نور مبارك” المصرية للثقافة الإسلامية فى ألماتى (منذ عام 2001) مشروعًا مشتركًا مهمًا بين البلدين فى مجال التعليم، حيث تتيح للطلاب الكازاخيين الحصول على تعليم دينى مؤهل دون السفر إلى الخارج.

وقال: أرض مصر هى المهد الذهبى للحضارة العالمية، آثارها الثقافية والروحية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، وتراثها الغنى هى الكنز الثمين والثروة التى لا تقدر بثمن للبشرية.

من يريد أن ينغمس فى الثقافة المصرية المليئة بالعجائب، ينتابه شعور خاص، وكأنه يستخرج حبات الذهب من جبال الرمال، وسيصل بالتأكيد إلى الكمال الروحى.

كما تعد دار الأوبرا المصرية مركزًا للثقافة العريقة، ومعقلًا روحانيًا للعالم العربى، ويمكننا أن نقول بكل فخر أن الأعمال الفريدة من نوعها للفن الكازاخى معروضة هنا أمام الجمهور المحلى.

على سبيل المثال، بمناسبة الذكرى الـ800 للسلطان بيبرس، قام مسرح الدراما الأكاديمى الكازاخى الذى يحمل اسم مخامبيت فى منطقة أتيراو، بعرض أسطورة “بيباريس” للكاتب الكازاخى راخيمجان أوتاربايف فى هذا المركز الثقافى.

ويزداد هذا التواصل الثقافى والتناغم الروحى بين البلدين تقاربًا وتناغمًا ثقافيًا وروحيًا، والحياة الثقافية فى مصر اليوم، والتى تنبع من الحضارة القديمة، معترف بها من قبل محبى الفن الراقى فى العالم.

كما أن الشعب الكازاخى الذى سكن السهوب الشاسعة الكبرى، هو أيضًا صاحب تراث ثقافى ثرى يشمل آلاف السنين من التاريخ الإبداعى وكنز الحضارة العالمية.

ويحافظ بلدنا على التراث الغنى لنخبة الحضارة البدوية، ولم يُحرم قط من المجموعات الفنية والفنانين المعترف بهم عالميًا.

وخلال الأيام الثقافية الكازاخية فى مصر، قدم فنانون كازاخيين مشهورين مثل ألماصبيك ألماتوف، باتيرجان ميقتيبايف، وعازفون منفردون في “أوبرا أستانا”، وفرقة الرقص الوطنية “سلطانات”، “ألاشولى”، “سولو” عروضا فى المركز الفنى بالقاهرة وحظوا بدعم كبير من الجمهور.

وقال السفير: إننا على يقين من أن مثل هذه الصلات الثقافية والروحية التى من شأنها أن تعزز التعاون بين البلدين ستستمر وتتسع في المستقبل.

“العلاقات الاقتصادية”

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال السفير: إن حجم التبادل التجارى الثنائى يشهد نموًا سريعًا، حيث بلغ فى العام الماضى 274 مليون دولار – الصادرات 137.2 مليون دولار أمريكى والاستيراد 136.7 مليون دولار، ويمثل هذا المؤشر وحده زيادة بنحو 1.7 مرة مقارنة بعام 2023 (161.2 مليون دولار).

وهناك إمكانات كبيرة لكلا الجانبين لتحقيق مؤشرات أعلى وتطوير العلاقات الاقتصادية وإنشاء مشاريع مشتركة والقيام باستثمارات وفيرة.

ومن أجل دعم الزخم الإيجابى للتجارة المتبادلة والاتجاهات المذكورة، فإن عقد الدورة السادسة للجنة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادى والعلمى التقنى بين البلدين فى أستانا فى المستقبل القريب يعد أحد القضايا المهمة على جدول أعمال الجانبين.

وأصاف السفير، من المقرر عقد الاجتماع فى المستقبل القريب واستكماله بوثائق وفعاليات مهمة، ويتم بالفعل تنفيذ أعمال التوقيع على المستوى الحكومى الدولى والمشترك بين الإدارات فى مجالات التجارة والصناعة ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والسياحة وحرية حركة القوى العاملة والرعاية الصحية والعلوم الطبية والثقافة والرياضة وشؤون الشباب.

بالإضافة إلى ذلك، ومع الأخذ فى الاعتبار إنجازات مصر فى مجال الاستثمار والتطور الديناميكى للتصنيع فى عدد من القطاعات، من المتوقع أن يتم توجيه جهودنا إلى مشاريع مشتركة لإنتاج مختلف المنتجات عالية القيمة.

ويجري حاليًا النظر فى إنشاء العديد من المصانع والمنشآت الصناعية المتوسطة والصغيرة فى كازاخستان مع ممثلى الشركات المصرية الكبرى.

ومن المقرر أيضًا التوقيع على اتفاقية ثنائية بشأن إلغاء الازدواج الضريبى، وفى المقابل، فإن مثل هذه الوثيقة أمر أساسى لتحقيق أهدافنا المستقبلية، مما يعطى دفعة حاسمة لتعزيز التعاون الاقتصادى بين بلدينا، وتوسيع نطاق الأنشطة، وتهيئة الظروف المواتية للاستثمار.

فى المستقبل، ستخلق مثل هذه الوثيقة بلا شك الظروف الملائمة لتبادل المعلومات حول القضايا الضريبية، ومنع التهرب الضريبى، وإلغاء الازدواج الضريبى على الدخل للكيانات القانونية والأفراد.

“التعاون السياحى”

وعن التعاون السياحى بين البلدين، قال السفير: أصبحت السياحة اليوم الاتجاه الرئيسى للتفاعل بين البلدين، وتعتبر مصر بما تتمتع به من معالم طبيعية وتاريخية فريدة من نوعها، إحدى الوجهات الأكثر شعبية للسياح الكازاخستانيين، ويزداد الطلب على وجهات العطلات على البحر الأحمر بشكل خاص.

مع أخذ هذه الحاجة بعين الاعتبار، يتم بذل الجهود لزيادة النقل الجوى بين البلدين، ونتيجة للمفاوضات التى جرت بين قيادات صناعة الطيران فى البلدين فى مايو الماضى، اتفق الطرفان على زيادة إجمالى عدد الرحلات الجوية المسموح بها بين البلدين من 14 إلى 48 رحلة أسبوعيا.

بالإضافة إلى ذلك، زاد عدد شركات الطيران، ويتم تسيير رحلات جوية مباشرة إلى مدينة شرم الشيخ من مدن كازاخستان، وبعد ذلك فإن ربط عواصم البلدين باستخدام إمكانيات مصر للطيران يعد مبادرة جيدة.

إلى جانب ذلك، توفر كازاخستان للسياح المصريين فرصًا فريدة للترفيه والسفر، ومن المؤكد أن الجبال والبحيرات والصحارى فى أرض كازاخستان تجذب اهتمام السياح الأجانب، كما تولى كازاخستان اهتمامًا خاصًا بالتنمية النشطة للسياحة البيئية والسياحة العرقية وسياحة الأعمال وغيرها من المجالات.

واختتم السفير كلمته قائلًا: إن كلا الجانبين مهتمان بتعزيز سلامنا الذى لا يتزعزع وصداقتنا التى لا تنفصل.

إن الأهداف والخطط المطروحة للارتقاء بالعلاقات بين كازاخستان ومصر إلى مستوى جديد واسعة النطاق.

وفى الوقت نفسه، فإننى على قناعة بأن شراكتنا فى صيغ ثنائية ومتعددة الأطراف لصالح شعبينا وفى المستقبل سوف تستمر وتتطور بشكل ديناميكى بدعم من البلدين، وفى تحقيقها أنا وأعضاء السفارة مستعدون لبذل كل جهد ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »