سفير تركيا بالقاهرة: ‏نحن ضد أنواع الهيمنة فى سوريا أو أى دولة أخرى

 

قال سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن خلال لقائه على قناة العربية، إن مجموعة الثمانية ‏D8‎‏ تمت بمبادرة كفكرة ومشروع ‏من قبل رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان، موضحًا، أنه كان متحمسا لتأسيس مجموعة من الاقتصادات الناشئة من بين ‏الدول الإسلامية والتى عليها العمل معا فى خصوص التنمية الاقتصادية.

وأكد السفير، أن الرئيس أردوغان كان سعيدا جدا ‏لحضور هذه القمة، مضيفًا، أن القمة كانت ناجحة وتاريخية لأنها مهدت الطريق لضم ‏عضو جديد للمجموعة وهى أذربيجان.

وأشار، إلى زيارة الرئيس أردوغان لمصر مرتين هذا ‏العام، وقيام الرئيسان بتوقيع إعلان مشترك يركز بشكل خاص‎ ‎على التعاون الاقتصادى، مؤكدًا، أن هذا يعبر عن العلاقات المتنامية بين مصر وتركيا أهم بلدين فى شرق المتوسط.

وردا على التطورات فى المنطقة خصوصا فيما يتعلق بسوريا وعن المستقبل الذى تريده تركيا فى سوريا، قال السفير: ‎بالنسبة لنا سوريا ليست فقط دولة شقيقة، نحن مهتمون بالأشقاء السوريين، ونتشارك مع سوريا فى أكثر من 900 ‏كيلومتر من الحدود المشتركة وما يجرى أو ما جرى فى سوريا علينا لا ننسى أنه منذ 13 عاما كان له أثر مباشر على تركيا.

وليس هذا فقط، استضفنا -كواجب علينا- أربعة ملايين سورى على مدى هذه الأعوام، وتلقينا تهديدات إرهابية مباشرة وخطرة، حيث أصبح هذا شبه واقع وتهديدا لتركيا والعراق والمنطقة بأكملها للأسف‎.‎‏

وكل هذا لأن سلوكيات النظام السابق كانت ‏غير مستدامة‎، ولم يكن يدعمه الشعب ويعتبر شعبه تهديداً لبقائه واعتمد على القوى الخارجية ودعم القوى الخارجية مثل ‏إيران وروسيا بدلا من محاولته للتوافق مع شعبه، لذلك نحن نريد أن نرى الآن سوريا موحدة وسيادة أراضيها محمية ومضمونة ولا ‏تمثل أى تهديد أو مخاطر لدول الجوار وعلى وجه الخصوص تهديد ومخاطر الإرهاب الناجمة من داخل سوريا مثل داعش وتنظيم ‏PKK‏ الإرهابى.

وبمساعدة المنطقة بأكملها مثل تركيا والعراق والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن، يتم العمل على إعادة بناء ‏سوريا جديدة على الصعيد المؤسساتى والسياسى ومساعدة الشعب السورى لتحديد مصيره -سوريا موحدة ومستقرة ‏ومزدهرة.

وأضاف السفير، سوريا بحاجة وبشكل ملح إلى المساعدة من أجل إعادة البناء والعودة الطوعية وبكرامة للاجئين والتخلص من الإرهابيين ‏والكيانات الأجنبية التى تسعى إلى تقسيم سوريا.

وعن كيفية مساهمة تركيا فى إعادة اللاجئين وإعادة الأعمار فى سوريا أكد السفير، أن تركيا ملتزمة بمساعدة سوريا حسب وضمن قدراتها فى تسهيل كافة المساعدات الإنسانية التى تساعد فيها الدول العربية ‏الشقيقة وكذلك المجتمع الدولى.

وأضاف، نحن مستعدون لتسريع وتعزيز مساعداتنا الإنسانية وإعادة بناء المؤسسات والخدمات ‏العامة -سبق وأن بدأنا هذا العمل.

وأكد السفير، أن ‏قدرات سوريا ومواردها محدودة وهى بحاجة لمساعدات اقتصادية وتنموية من دول الخليج والأردن والعراق، إذن علينا حشد مواردنا ونقدمها من أجل إعادة بناء سوريا ويتمكن اللاجئون أن يشعرون الآن ‏بأمان‎ ‎ويعودون بالآلاف بكل سعادة.

ولكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لأن منازلهم ومدارسهم والمستشفيات والخدمات العامة يجب أن تتوفر، وهذا ‏يتطلب جهودا مشتركة خاصة من دول المنطقة.

و‏أوضح، أن مسألة الأرهاب ووقف هذه التهديدات وتقسيم سوريا هو تهديد حقيقى، مضيفًا، يجب أن تغادر سوريا عناصر ‏PKK‏.‏

وقال السفير: إن النظام فى سوريا بدلا من اعتماده على التوافق ‏وإجماع الشعب السورى، اعتمد على القوى الخارجية، وبالتالى آن الأوان للحكومة الجديدة أن تعتمد بالكامل على الشعب ‏السورى.

وتابع: لا يوجد أى شىء فى هذا العصر على أنه نطاق نفوذ لدولة تهيمن على سوريا أو أى دولة أخرى، مضيفًا، نحن ضد أنواع الهيمنة فى سوريا أو أى دولة أخرى.

بلا شك أولويتنا هى تولى المنطقة المساعدة فى هذه العملية الانتقالية بسلاسة وإعادة البناء والعمل فى هذا الاتجاه، ‏‎‎ويعتبر اجتماع العقبة بمثابة خطوة تجاه هذا.

وفيما يتعلق بالوساطة التى قامت بها تركيا بين هيئة تحرير الشام والعالم من ‏أجل أن يسهل شطبها عن القوائم الإرهابية، قال السفير: إن الأولوية القصوى بالنسبة للإدارة السورية هى توفير الخدمات العامة ودعم ‏الشعب السورى ومساعدتهم فى حياتهم اليومية.

هناك إدارة حالية، نأمل ونناشد للتفاعل البناء وعلينا أن نعبر عن موقفنا ‏ونطالب المجتمع الدولى بأن يتفاعل مع الإدارة السورية الحالية بشكل بناء من أجل ضمان توافر الخدمات العامة، وأن تحسن الحياة ‏اليومية للشعب السورى.

وأضاف، لا توجد وساطة ولكن هذا هو موقفنا الواضح ونحن نرى أن المجتمع الدولى بشكل تدريجى بدأ يدرك هذه ‏المسألة وتفاعل مع الإدارة السورية الحالية.

وفى الأسابيع القادمة سنرى عدد كبير من الدول تزور هذه الإدارة الحالية فى سوريا ‏وتحاول تقديم مساعدة لهم، على سبيل المثال، قام وزير الخارجية هاكان فيدان بزيارة دمشق من أجل هذا الغرض ‏لضمان التفاعل معهم وتنسيق الجهود من أجل مساعدة الإدارة السورية الحالية فى التعافى وإعادة البناء والتشاور معهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »