سفير الكاميرون بالقاهرة: نقف متضامنين مع شعب رواندا ونؤكد التزامنا الجماعى بشعار “لن يتكرر أبدًا”

 

شارك سفير الكاميرون بالقاهرة محمدو لابارنغ – عميد السفراء الأفارقة – فى إحياء ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسى فى رواندا.

وقال السفير فى كلمته: نجتمع اليوم بقلوبٍ مفعمةٍ بالحزن وعقولٍ راجيةٍ لإحياء الذكرى الحادية والثلاثين لأحد أحلك فصول التاريخ الأفريقى الحديث، ألا وهو الإبادة الجماعية ضد التوتسى فى رواندا عام 1994 حيث قُتل أكثر من مليون رجل وإمرأة وطفل بوحشية فى غضون 100 يوم فقط، كانت مأساةً هزت ضمير العالم وخلّفت ندوبًا عميقة فى جميع أنحاء القارة الأفريقية.

نتذكر، بحزنٍ عميق الأرواح التى أُزهقت، والأسر التى هُشّمت، والمجتمعات التى دُمّرت، والمستقبل الذى سُرق.

ونُشيد بصمود الناجين، الذين تحملوا آلامًا فادحةً بشجاعةٍ وكرامة، تُذكرنا قوتهم بأنه حتى فى أعقاب فظائع لا تُصدق، يُمكن للبشرية أن تجد سبلًا للتعافى والتسامح وإعادة البناء.

وتابع السفير: بصفتنا مجموعة السفراء الأفارقة، نقف متضامنين مع شعب رواندا، ونؤكد التزامنا الجماعى بشعار “لن يتكرر أبدًا” وهو وعدٌ جليلٌ ليس فقط بتذكر الماضى، بل بالتعلم من دروسه والتصرف بيقظة وتعاطف وشجاعة فى مواجهة الكراهية والانقسام.

هذا الاحتفال ليس مجرد طقسٍ للتذكر، بل هو لحظةٌ للتأمل وتجديد الالتزام، إنه يتحدّى كلًّا منا – قادةً ودبلوماسيين ومواطنين – لتعزيز أواصر الوحدة الأفريقية ورعاية قيم التسامح والشمول والكرامة الإنسانية.

ومع ذلك، وبينما نتذكر الماضى ندرك تمامًا التحديات الأمنية المعقدة التى لا تزال تؤثر على منطقة البحيرات الكبرى وأجزاء من قارتنا، ويظل استمرار الصراع المسلح وعدم الاستقرار السياسى تذكيرًا صارخًا بأن السلام هش، وأن العدالة ليست مضمونة دائمًا.

وفى هذا السياق، ينبغى بذل المزيد من الجهود لتعزيز المصالحة والأمن، وتهيئة بيئة مواتية لمزيد من التفاهم والتنمية الشاملة.

وأضاف السفير، أثبت الشعب الرواندى للعالم أن التعافى ممكن، حتى من أشد الجروح وطأة، فليكن هذا نداءً لجميع الدول الأفريقية للوقوف صفًا واحدًا لتعزيز آليات الإنذار المبكر، ومنع النزاعات، والتعاون الإقليمى.

وأكد، أن مكافحة أيديولوجية الإبادة الجماعية والتمييز والتحريض لم تنتهِ بعد، ومن واجبنا أن نبقى يقظين وأن نرفع أصواتنا أينما ترسخت الكراهية، ويجب أن تكون الذاكرة أداة للسلام، لا للانتقام، للوحدة، لا للانقسام.

بينما نُشعل شعلة الذكرى، فلتكن منارةً – ليس فقط لتكريم من قضوا – بل لتُرشدنا فى بناء قارة تُقدَّر فيها حياة كل إنسان، ويُحتفى فيها بالتنوع، ولا يُستهدف فيها أحدٌ من جديد بسبب هويته.

واختتم السفير كلمته قائلًا: فلترقد أرواح الضحايا بسلام، وليجد الناجون القوة دائمًا، ولتُشرق أفريقيا قارةً للسلام والعدل والإنسانية المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »