سفارة أوكرانيا بالقاهرة: انخفضت صادرات الحبوب والنفط الأوكرانية إلى مصر بشكل كبير
قالت سفارة أوكرانيا بالقاهرة، اليوم الأحد، فى بيان لها إن الغزو المستمر لأوكرانيا لا يجلب الموت والدمار للشعب الأوكرانى فحسب، بل يعطل أيضًا سلاسل التوريد العالمية، مما يعرض ما يقدر بنحو 70 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم لخطر المجاعة.
ومن ناحية أخرى، يستمر الطلب العالمى على المنتجات الزراعية فى النمو بنسبة 2% إلى 3% سنوياً، وهو ما قد يؤدى إلى نقص كبير فى الحبوب بنسبة 10% إلى 15% فى أفريقيا وآسيا عام 2024.
وكانت مصر، وهى أحد أكبر مستهلكى القمح فى العالم، تستورد أكثر من 80% من احتياجاتها من الحبوب من أوكرانيا وروسيا.
كما كانت العلاقات التجارية بين كييف والقاهرة تنمو أيضًا، حيث عقدت المناقشات فى ديسمبر 2021 بشأن اتفاقية التجارة التفضيلية وزيادة الإمدادات الغذائية.
لكن بسبب العدوان العسكرى، توقفت المحادثات وانخفضت صادرات الحبوب والنفط الأوكرانية إلى مصر بشكل كبير من 5.5 مليون طن عام 2021 إلى 2.1 مليون طن عام 2022.
وتؤثر عواقب الصراع بشكل مباشر على الاقتصاد المصرى، مع زيادة أسعار القمح بنسبة 44%، وهو ما يثقل بدوره كاهل خطة الحكومة السنوية لدعم الخبز بما يصل إلى 3 مليارات دولار.
وهذا الارتفاع فى أسعار المواد الغذائية ليس سوى واحد من الآثار العديدة للحرب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا أن يُعزى ارتفاع التضخم وضعف الاقتصاد جزئيًا إلى الحرب المستمرة.
وفى إطار جهودها لمعالجة الانخفاض فى إمدادات القمح، قامت الحكومة المصرية باستكشاف مصادر بديلة، بما فى ذلك تلك الموجودة فى الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والبرازيل وأستراليا وكازاخستان ورومانيا، ومع ذلك، فهى مشكلة ليس لها حل سهل وسريع.
وتتعرقل العقود المباشرة لتوريد الحبوب مع روسيا بسبب العقوبات الدولية الصارمة المفروضة على الدولة المعتدية، والتى تستهدف الأفراد والبنوك والشركات والمعاملات المالية الدولية.
ومن النتائج السلبية الأخرى للحرب، ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الغذائية الأساسية على الرغم من الجهود التى تبذلها الحكومة المصرية.
واستجابة لهذه التحديات، أطلقت الحكومة الأوكرانية برنامج الغذاء الإنسانى “الحبوب من أوكرانيا” فى القمة الدولية للأمن الغذائى.
ويهدف البرنامج، الذى يحظى بدعم أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية، إلى التخفيف من عواقب أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن العدوان.
يعمل البرنامج عن طريق شراء المنتجات الزراعية مباشرة من المنتجين الأوكرانيين وتسليمها إلى البلدان المحتاجة.
وفى الوقت الحالى، قام البرنامج بشحن 170 ألف طن من القمح، مع وجود خطط لزيادة هذا العدد بشكل كبير.
تبحث أوكرانيا بنشاط عن شركاء يرغبون فى الانضمام إلى برنامج “الحبوب من أوكرانيا” والمساهمة فى تمويل شراء السفن لتوصيل الحبوب الأوكرانية مجانًا إلى البلدان الضعيفة، وتلتزم البلاد بمعالجة عواقب الحرب وضمان عدم استخدام الجوع كسلاح سياسى.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت أوكرانيا مجموعة التنسيق الدولية للوقاية من الجوع، والتى تضم ممثلين حكوميين، والشركات، وفاعلى الخير لوضع خارطة طريق مشتركة للعمل.
وسوف توفر القمة الدولية المقبلة للأمن الغذائى الفرصة لمواصلة استكشاف استراتيجيات التعاون فى مجال تخزين الحبوب ومعالجتها ونقلها، فى حين تعمل أيضاً على تعزيز الشراكات مع منظمات مثل برنامج الأغذية العالمى.
وبالنظر إلى ما ورد، فإننا ندعو الحكومة المصرية وأصحاب المصلحة المعنيين على الانضمام الفورى إلى مبادرة “الحبوب من أوكرانيا” للتخفيف من التأثير السلبى المتزايد على الأمن الغذائى.
ومن خلال توسيع هذه المبادرة، يمكننا العمل معًا لمواجهة التحديات الملحة فى الوقت الحاضر وضمان تنمية أكثر استدامة فى المستقبل.