رئيس فيتنام: الدبلوماسية الفيتنامية لعبت دورًا ثابتًا فى بناء السلام على مر تاريخها

 

أكد رئيس فيتنام لونغ كونغ أن الدبلوماسية الفيتنامية لعبت دورًا ثابتًا فى بناء السلام على مر تاريخها – من النضال من أجل التحرير الوطنى وإعادة التوحيد إلى البناء والتنمية الوطنية فى زمن السلم، وذلك فى كلمة له فى ندوة دولية، اليوم الأربعاء، فى هانوى.

حيث سلّطت الندوة، الضوء على أهمية النصر التاريخى فى المقاومة ضد الولايات المتحدة لتحرير الجنوب وإعادة توحيد الأمة قبل 50 عامًا، والدور البنّاء الذى لعبته دبلوماسية الأمة فى الماضى والحاضر.

وأكد الرئيس، أن دبلوماسية فيتنام نجحت فى حشد دعم مادى ومعنوى هائل من الدول الاشتراكية والشعوب التقدمية فى جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى خلق حركة دولية غير مسبوقة لدعم نضال فيتنام العادل، مشيرًا، إلى أنه فى القرن العشرين، قلّما تجد نضالات فى العالم حظيت بمثل هذا الدعم الواسع والقوى، سواءً فى الداخل أو الخارج، كما حظيت به فيتنام.

ووفقًا للرئيس، فإن كل دولة بغض النظر عن حجمها تمر بمنعطفات تاريخية حاسمة تُشكّل مصيرها ومسار تنميتها.

بالنسبة لفيتنام، كان انتصار 30 أبريل 1975 حدثًا بالغ الأهمية فى تاريخها، منذ تلك اللحظة، أُعيد توحيد فيتنام بالكامل، ودخلت الأمة حقبة تاريخية جديدة – حقبة الاستقلال والتوحيد وبناء الاشتراكية.

وأكد الرئيس، مسلطًا الضوء على المساهمة الكبيرة للدبلوماسية الفيتنامية فى هذا النصر التاريخى، أنه حتى بعد نصف قرن، لا تزال الأهمية التاريخية والدروس المستفادة من هذا الانتصار ذات أهمية بالغة، وتحمل قيمة وطنية تُحدد معالم عصرها، مما يُسهم فى توجيه الجهود الدبلوماسية الفيتنامية فى بناء السلام والدفاع الوطنى والبناء.

وذكر، أنه بعد أن أصدر المكتب السياسى قرارًا عام 1969 ينص على أن الدبلوماسية أصبحت جبهة مهمة ذات أهمية استراتيجية، أصبح العمل الدبلوماسى أداة حاسمة فى حشد الدعم الدولى ونشر قضية نضال الشعب الفيتنامى العادلة فى العالم.

وقال الرئيس: إن رؤية الحزب الشيوعى الفيتنامى ورؤيته الواضحة فى الشؤون الخارجية كانت متوافقة تمامًا مع السياق الدولى آنذاك، مشيرًا، إلى أن صعود الحركات الثورية – ولا سيما نضالات التحرير الوطنى والحركة العمالية الدولية – إلى جانب دعم الشعوب التقدمية حول العالم، قد هيأ الظروف الأساسية للدبلوماسية الفيتنامية للجمع بين القوة الوطنية وقوة العصر فى النضال من أجل تحرير الجنوب وإعادة توحيد البلاد.

وأكد، أن القطاع الدبلوماسى عمل بشكل وثيق مع الجبهات العسكرية والسياسية، مما فتح المجال الاستراتيجى لـ”القتال أثناء التفاوض”، محققًا بذلك انتصارات تدريجية، ومرسيًا أسس النصر النهائى فى النضال من أجل تحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطنى.

وأضاف الرئيس، أن المعارك الفكرية المكثفة على طاولات المفاوضات فى مؤتمر جنيف عام 1954، وخاصة مؤتمر باريس للسلام (1968-1973)، شكلت ذروة النجاح الدبلوماسى الفيتنامى فى عهد هو تشى منه.

كما سلّط الضوء، على أهمية الدبلوماسية فى إعادة إعمار البلاد وتنفيذ السياسة الخارجية لفترة “دوى موى” (التجديد) بنجاح، لا سيما مساهماتها التاريخية والهامة فى تنمية البلاد.

وبناءً على ذلك، أصبحت فيتنام، التى كانت دولة مزقتها الحروب ونامية، من بين أكبر 35 اقتصادًا من حيث الناتج المحلى الإجمالى، ومن بين أكبر 20 اقتصادًا فى التجارة العالمية.

وتحافظ البلاد الآن على علاقات دبلوماسية مع 194 دولة، بما فى ذلك 34 شريكًا استراتيجيًا شاملًا، بما فى ذلك جميع الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجميع أعضاء مجموعة السبع، و18 اقتصادًا من اقتصادات مجموعة العشرين، وجميع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وفى خضم التغيرات العالمية التاريخية والتحولية، أكد الرئيس كونغ أن فيتنام تُدرك تمامًا أن مستقبلها ومصيرها مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالسلام والاستقرار والتعاون والتنمية فى المنطقة والعالم.

وأعرب الرئيس، عن أمله فى أن تُسهم الندوة فى تقديم توجيهات عملية لفيتنام للعمل مع المجتمع الدولى فى تعزيز واستدامة السلام الدائم فى المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »