رئيس الحكومة يزور مرافق نتفليكس بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق المنصة في إسبانيا

زار رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، اليوم مرافق نتفليكس في تريس كانتوس (مدريد)، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق خدمة البث في إسبانيا.
وحضر الزيارة أيضًا وزير التحول الرقمي والخدمة العامة، أوسكار لوبيز. وفي كلمته، شكر بيدرو سانشيز نتفليكس على التزامها الراسخ بتطوير قطاع الإعلام السمعي والبصري الإسباني على مدار العقد الماضي.
وأعلنت الشركة تحديدًا عن استثمار بقيمة مليار يورو بين عامي 2025 و2028 لمواصلة تعزيز قطاع الإعلام السمعي والبصري في إسبانيا.
وأكد بيدرو سانشيز أن وصول نتفليكس إلى إسبانيا غيّر طريقة مشاهدة الإسبان للأفلام والمسلسلات، و”الطريقة التي يرى بها العالم بلدنا”،
فمنذ ذلك الحين، “حلم آلاف المحترفين وكتبوا وصوّروا وحرّروا قصصًا تتجاوز الحدود”. قصص تُروى بلغتنا، بلهجتنا، ومنظورنا الخاص. قصص بروح إسبانية، تولد في أحيائنا، في مدننا، في موقع التصوير الرائع الذي يُمثل بلدنا، وتنتهي بغزو شاشات سيول، وبوينس آيرس، ونيويورك، وقائمة طويلة من المدن حول العالم،” أكد.
كما سلّط الضوء على أكثر من ألف مسلسل إسباني، صُوّر في جميع المجتمعات والمدن المستقلة، مع دبلجة أو ترجمة إلى اللغات الكتالونية والباسكية والغاليكية، وقيمة العديد من اللقطات والمشاهد التي تُعرض على منصة البث، باعتبارها “أفضل حملة ترويجية ثقافية وسياحية لدينا”. وأشار تحديدًا إلى أن مسلسلات نتفليكس الإسبانية حققت أكثر من 5 مليارات ساعة مشاهدة بحلول عام 2024،
وأن أربعة مواسم من المسلسلات الإسبانية وأربعة أفلام من بين أكثر 10 مسلسلات شعبيةً بلغات غير الإنجليزية حول العالم. بيان صحفي: إسبانيا، ثاني أكبر منتج أفلام أوروبي. وفيما يتعلق بتقدم القطاع السمعي البصري الإسباني، سلّط بيدرو سانشيز الضوء على “التطور الملحوظ الذي يليق بأفضل مسلسلات نتفليكس” الذي تحقق في السنوات الأخيرة، حيث “عادت إسبانيا من تأخر كبير” وأصبحت اليوم “واحدة من رواد العالم في مجال القوة الناعمة، في وقتٍ يجب علينا فيه بناء الجسور”. بالتفصيل،
أشار رئيس الوزراء إلى أن إسبانيا هي رابع دولة مؤثرة في الثقافة والتراث، وأن الصناعات الثقافية والإبداعية تُمثل بالفعل 2.3% من القيمة المضافة الإجمالية الوطنية، وتُوظف 770 ألف شخص.
وأضاف: “لم يسبق لنا أن شهدنا هذا العدد الكبير من العاملين في هذه القطاعات، ويزداد الرضا عند معرفة أن جزءًا كبيرًا من هذه الوظائف مهني”. في عام 2024 وحده، تم إنتاج 376 فيلمًا روائيًا طويلًا في القطاع السمعي البصري في إسبانيا، بزيادة قدرها 70% عن عام 2020، مما يُبرز “التزام الحكومة الراسخ بهذا القطاع”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن أكثر من 46% من هذه الأفلام الروائية شاركت النساء في كتابتها أو إخراجها، وأن إسبانيا تُعتبر الآن ثاني أكبر مُنتج سينمائي أوروبي بعد إيطاليا.
وأضاف أن نتفليكس تُساهم بشكل حاسم في هذا “النجاح”، حيث تدعم خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل، وتتعاون مع أكثر من 60 شركة إنتاج وطنية، معظمها شركات صغيرة ومتوسطة الحجم.
مركز إسبانيا للوسائط السمعية والبصرية: 3.3 مليار دولار لزيادة الإنتاج. يُقدّم الدعم الحكومي للقطاع من خلال مبادرات مثل مركز إسبانيا للوسائط السمعية والبصرية، الذي تتجاوز ميزانيته 3.3 مليار دولار في مرحلتيه، وهو أساسي، من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، لزيادة إنتاج الوسائط السمعية والبصرية وألعاب الفيديو في إسبانيا بنسبة 30%.
وأضاف: “نحن نتحدث عن جذب الاستثمارات والمواهب الدولية لبناء منظومة قوية قادرة على المنافسة على قدم المساواة مع الأسواق العالمية الكبرى”.
في هذا الصدد، أشاد بيدرو سانشيز بالمواهب الإسبانية، وأشار إلى أن التدريب الشامل أساسي للحكومة، ولذلك أُطلقت مؤخرًا منح جديدة لكتابة السيناريو، مع التركيز، من بين أمور أخرى، على كاتبات السيناريو واللغات الرسمية.
وجادل قائلًا: “الثقافة، قبل كل شيء، حرية. ففي عالم يسعى فيه أقطاب الظلام الجدد إلى الرقابة والفرض، يُعدّ سرد القصص الجريئة فعلًا من أفعال التمرد السلمي وإشادة بالتعددية”.
واختتم حديثه قائلًا: “إذا كانت إسبانيا قد سيطرت قبل بضع سنوات على شاشات نصف العالم بفيلم “سرقة الأموال”، فنحن اليوم هنا لننتصر عليها بهدف واحد: أن تكون إسبانيا موطنًا للثقافات”.