بارزانى: لا نريد “مشاكل” مع إيران .. وأمريكا تستطيع إيقاف حروب يعجز أمامها العالم

قال الزعيم الكردى مسعود بارزانى إن إيران دولة مهمة فى المنطقة ولا نرغب مطلقا فى أن تكون لدينا أية مشاكل معها، وينبغى أن تقوم العلاقة الموجودة على أساس الاحترام المتبادل، مؤكدًا، أن إقليم كردستان لا يرغب فى أن يكون طرفاً فى أى صراع بين إيران وأطراف أخرى.
وأشار بارزانى فى حوار مع شبكة إعلام كردستان، إلى أنه ليس مسموحاً لأى طرف بالتدخل فى شؤون كردستان الداخلية، موضحًا، أن التغيير فى سوريا شكّل تحوّلاً كبيراً ونقطة فاصلة فى تاريخ المنطقة، وأن الإدارة الجديدة بسوريا تريد الوصول إلى صيغة تفاهم مع الكرد.
وأكد، أن علاقات إقليم كردستان مع الولايات المتحدة الأمريكية “جيدة”، معرباً، عن أمله فى أن تصبح أفضل، وعن إيمانه “الثابت” بأن حق تقرير المصير هو حق طبيعى للكرد وأى شعب آخر.
ولفت بارزانى، إلى أن الحلفاء فى معاهدة سيفر منحوا حق تقرير المصير للشعب الكردى، لكنهم تراجعوا بعد ذلك فى معاهدة لوزان، وذلك التقسيم ترك للكرد واقعا مريرا تغييره ليس أمرا يسيرا، لكن هذا لا يعنى أن يحرم الشعب الكردى من حقوقه.
وقال: إن التغيير الذى طرأ على سوريا كان متوقعا، لكن ليس بهذه السرعة والكيفية، وشكّل تحوّلا كبيرا ونقطة فاصلة فى تاريخ المنطقة، مضيفًا، جميعنا يعرف خلفيات القيادة الجديدة، ولكن بعد توليهم الحكم بعثوا إلينا برسائل إيجابية، ورغم غياب الاتصال المباشر بيننا حتى الآن إلا أن هناك تواصلا غير مباشر، إنهم يرغبون فى إحلال السلام، يرغبون فى منع القتال والوصول إلى صيغة تفاهم مع الكرد، وعلى هذا الأساس حاولنا مع الكرد هناك أن يكون لهم جميعاً موقفاً ورؤية موحدة بشأن مطالبهم من الحكومة الجديدة، ومنذ بضعة أيام، فى الـ26 من هذا الشهر تم عقد مؤتمر فى القامشلى اتفق فيه الكرد على توحيد موقفهم والتوجه إلى دمشق، ونحن ندعم ذلك من أجل حل المشاكل بصورة سلمية.
وأكد، أنه ليس لديه إطلاع واسع على موضوع الملف النووى الإيرانى، لكنه يؤيد الحوار كوسيلة لحل المشكلات سواء كانت تتعلق بالملف النووى أو بأى قضية أخرى، مضيفًا، نُشدّد على ضرورة عدم إبرام أى اتفاق ينطوى على المتاجرة بأشخاص آخرين.
وتابع بارزانى: لولا تدخل أمريكا عام 1991 لما أُتيحت لكردستان فرصة إعمار الإقليم استنشاق أهله نسيم الحرية، بعدما أقامت المنطقة الآمنة مع حلفائها، كما دعمت الحرب ضد داعش، ما مكّن قوات البيشمركة من تحطيم أسطورة التنظيم، وتلك العلاقة الجيدة مع واشنطن تطورت، ونأمل أن تصبح أفضل.
وحول انطباعه عن الرئيس الأمريكى قال بارزانى: لم ألتق بـ ترامب، ولكن بالتأكيد أسلوب عمله يختلف عن الرؤساء الذين سبقوه، ونتمنى له النجاح، كما نتمنى النجاح للشعب الأمريكى، مضيفًا، فى الحقيقة بعض تصرفاته تعجبنى، رغم أننى لا أرغب بالخوض فى هذه التفاصيل لكنه اتخذ بعض القرارات التى أؤيدها، وأعتقد أنها كانت فى محلها.
وحول دور فريق التفاوض الأمريكى مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى غزة، قال بارزانى: ما يمكن لأمريكا أن تفعله، لا يستطيع أى طرف آخر فعله على مستوى العالم بأسره لأن هذه الحروب والأوضاع مأساة، فإذا لم تتمكن أمريكا من حلها، لا أعتقد أنه بإمكان أى طرف آخر إيجاد حلول سلمية للمنطقة، نحن سعداء ونؤيد ذلك لأنها خطوة تفضى إلى حل سلمى.
وقال بارزانى: نمتلك بلدا غنيا جدا، لكن لم تتح لنا الفرصة للاستفادة من غناه، فالعراق يعتمد على نفط كركوك وهو نفط كردستان، منذ تأسيس الدولة لم نرَ خيرا من هذا النفط كان يتحول إلى مال ويشترى به القنابل والطائرات والدبابات لضربنا، والآن، وبعد سقوط النظام فى 2003 أتيحت فرصة ذهبية لكل العراق وتوجهنا بكل قوة إلى بغداد وبقرار من برلمان الإقليم لنؤسس عراقا جديدا طبعا بمساعدة أمريكا والحلفاء والأصدقاء، حتى وصلنا إلى مرحلة الدستور عام 2005، لا أقول دستور كامل ولكن، كان مناسبا لتلك المرحلة وللوقت الحالى أيضا فيما لو تم الإلتزام به، ولكن للأسف لم يتم الإلتزام به.
ونوه، إلى أن شرط تقدم أى شعب هو العلم، ولا يمكن أن يزدهر من دون تربية ومن دون مدرسة وجامعة، وحتى إبان ثورة أيلول كان تعليم الأطفال متواصلاً حتى من داخل الكهوف، الشعب المتعلّم قادر على التقدّم، أما الجاهل فيبقى متخلفا.
وأوضح، أن الكرد لم تُتح لهم الفرصة للعمل بحرية فى مجالات السياسة والتجارة وغيرهما فاتجهوا بقوة نحو الثقافة، وهم أصحاب ثقافة غنية خاصة بهم، وإيمانى ثابت لا يتغير بأن حق تقرير المصير هو حق طبيعى للكرد، كما هو حق لأى شعب آخر.