انعقاد جولة الحوار الاستراتيجى بين مصر واليمن على مستوى وزيرى الخارجية

استضافت القاهرة، اليوم الأربعاء، جلسة الحوار الاستراتيجى بين مصر واليمن على المستوى الوزارى، حيث بدأ الحوار بلقاء ثنائى بين وزير الخارجية سامح شكرى، ونظيره اليمنى د. شائع محسن الزنداني، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.

أكد شكرى، دعم مصر للشرعية فى اليمن والتى يمثلها مجلس القيادة الرئاسى، مشيراً، إلى تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسى شامل للأزمة اليمنية، بما يلبى طموحات الشعب اليمنى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية، وفق مرجعيات الحوار الوطنى اليمنى والمبادرة الخليجية ومخرجات المشاورات اليمنية الأخيرة فى الرياض، وكذلك وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفى مقدمتها القرار رقم 2216.

كما شدد، على دعم مصر الراسخ لوحدة الدولة اليمنية ومؤسساتها واستقلالها وسلامة أراضيها، منوهاً، لما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية قصوى للأمن القومى المصرى وأمن المنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر.

وأعرب شكرى، عن حرص مصر على تعزيز التعاون مع الحكومة اليمنية فى جهودها لتطوير البنية التحتية وإعادة تأهيل الكوادر البشرية فى المجالات المختلفة، مؤكداً، الانفتاح المصرى على الانخراط فى مشروعات التنمية اليمنية وجهود إعادة الإعمار.

كما تناول الجهود المصرية لتقديم أوجه الدعم المختلفة للشعب اليمنى، خاصة على صعيد توفير المساعدات الطبية والغذائية، فضلاً عن استضافة مصر لأعداد كبيرة من مواطنى اليمن على أراضيها، وتقديم كافة الخدمات المعيشية لهم بشكل مماثل لما يتم تقديمه للمواطنين المصريين.

عكست المباحثات، القلق البالغ لدى الطرفين من المخاطر المتزايدة للتوترات الجارية فى البحر الأحمر، وتبعاتها على أمن الملاحة والتجارة فى قناة السويس، وانعكاس ذلك على حركة النقل الدولى والتجارة الدولية بما يزيد من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، الأمر الذى ينبغى معه اضطلاع المجتمع الدولي بدوره فى الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية التى يعانى منها الشعب اليمنى، وتوفير الدعم اللازم لتمويل برامج الأمم المتحدة للإغاثة فى اليمن.

واستعرض الجانبان، آخر التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية، والتى شملت المستجدات الأخيرة في الصومال والسودان وسوريا وليبيا.

كما تم التطرق بشكل مفصل للحرب المستعرة منذ شهور فى قطاع غزة، وما يواجهه القطاع من وضع إنسانى كارثى غير مسبوق، حيث أعاد شكرى التأكيد على موقف مصر الرافض لسيطرة إسرائيل عسكرياً على معبر رفح من الجانب الفلسطينى، مما أدى إلى توقف تدفق المساعدات الإنسانية، موضحاً، أن العدوان على الفلسطينيين فى غزة ليس بمعزل عن الأوضاع فى الضفة الغربية والقدس، وأن الحكومة الإسرائيلية مُستمرة فى خلق مناخ ضاغط على الفلسطينيين.

وحذر شكرى، من تداعيات التصعيد المستمر بما ينذر بتزايد مخاطر توسيع رقعة الصراع، الأمر الذى سيكون له تداعيات شديدة السلبية على أمن واستقرار المنطقة.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية اليمنى عن تقدير بلاده الكبير لمواقف مصر الداعمة لليمن، مشيداً، بما يربط البلدين من علاقات تاريخية وثيقة وعميقة الجذور.

ورحب بما تم التوصل إليه من نتائج خلال جولة الحوار الاستراتيجى بين الدولتين على مستوى كبار المسئولين، والتى استضافتها وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، حيث تم استعراض نتائج تلك الاجتماعات، بما شملته من موضوعات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، خاصة موضوع أمن البحر الأحمر الذى استحوذ على شق كبير من المناقشات.

كما تم التباحث حيال إعادة تفعيل اللجنة المشتركة العليا برئاسة رئيسى وزراء البلدين، وكذا تعزيز آليات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، إلى جانب تبادل الخبرات فى مجال تدريب الكوادر الدبلوماسية اليمنية من خلال معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المصرية.

وفى نهاية المباحثات، أكد الوزيران على عمق وخصوصية العلاقات المصرية اليمنية عبر التاريخ، وحرص البلدين على تعزيز آليات التعاون والتضامن والتنسيق بما يحقق مصالحهما المشتركة ودعم استقرار الدول العربية والمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »