انطلاق النسخة الـ 45 من ملتقى ريمينى والعدوان الإسرائيلى على غزة يتصدر أجندتها

 

انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الـ 45 من ملتقى ريمينى للحوار بين الشعوب، فى إقليم إيميليا رومانيا الإيطالى، حيث استضاف فى الجلسة الافتتاحية الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس اللاتنيين، للمرة الأولى على الإطلاق.

وتطرق بيتسابالا خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لملتقى ريمينى، عن تأثير الحرب المستمرة فى قطاع غزة على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وأشار بيتسابالا، إلى أن للحرب فى غزة تأثيرًا فريدًا من نوعه وغير مسبوق، ومن الواضح عدم القدرة على الاعتراف بوجود الآخر، أنا ولا أحد غيرى.

ونقلت نوفا عن بيتسابالا قوله: إن الحرب فى الأراضى المقدسة التى بدأت فى 7 أكتوبر الماضى تؤكد المشاعر والعواطف الموجودة بالفعل، وتبرز أزمة الحوار بين الأديان الذى يجب أن يكون أقل نخبوية وأكثر مجتمعية.

وسلط بيتسابالا، الضوء على أن المأساة غير المسبوقة لا تتعلق فقط بالحرب وأعمال العنف والوفيات التى تحدث فى الأراضى المقدسة، بل تتعلق بالحقائق التى تعقبها وأن إعادة البناء من مشاعر عدم الثقة والازدراء العميق هذه ستحتاج جهدًا هائلاً يتطلب التزام الجميع، مؤكداً، أن الدين والزعماء الدينيين يلعبون دورًا رئيسيًا فى هذه الأزمة.

ورأى كاردينال القدس للاتين، أن الطريق نحو السلام فى الأراضى المقدسة ملتوى، مشددًا، على أهمية تحقيق العدالة بالتوازى مع التسامح.

وأضاف، إذا كان التسامح والعدالة مترادفين بشكل عام، فإن الأمر ليس هو نفسه بالنسبة لأولئك الذين يعانون ويلات الحرب بشكل مباشر، مؤكدًا، أهمية الكرامة لأن التسامح بدون كرامة ومساواة ليس بادرة تجلب الكرامة والمساواة.

وتابع: بالنسبة للفلسطينيين اليوم، التسامح يعنى تبرير ما يحدث، لم يحن وقت المغفرة بعد، اليوم علينا أن ننتظر.

وقبل يومين من مشاركته فى إحدى جلسات الملتقى، رأى وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى أنطونيو تايانى أن ملتقى ريمينى يمثل فرصة ممتازة لتعزيز قيم السلام والتعاون الدولى، مضيفًا، أنه فى هذه المرحلة التاريخية أصبح الحوار أكثر أهمية من أى وقت مضى لتحديد حلول ملموسة للأزمات المستمرة فى العالم، بدءًا من الأزمة الحالية فى الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.

وأضاف، من خلال عملنا الدبلوماسى وكذلك كرؤساء لمجموعة السبع نعمل من أجل وقف التصعيد مع الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية المعنية.

ومن المقرر أن يشارك تايانى فى النسخة الـ 45 من ملتقى ريمينى فى جلسة “مسارات من أجل السلام”، والتى يشارك بها أيضًا المونسنيور فينتشنزو باليا رئيس الأكاديمية البابوية للحياة، ويديرها برنهارد شولتز رئيس مؤسسة اللقاء من أجل الصداقة بين الشعوب.

وكتب الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا رسالة إلى رئيس مؤسسة اللقاء للصداقة بين الشعوب، برنهارد شولتز، لدى افتتاح نسخة 2024 من ملتقى ريمينى.

جاء فى الرسالة: أن الملتقى يقدم مساهمته فى الثقافة والحوار والإنسانية هذا العام، مضيفًا، نريد أن نسعى إلى الأساسيات تماماً كما تتحول التدفقات العالمية من المعلومات إلى أنهار فيضان، فى حين تبين لنا العلوم التكنولوجية حلولاً لم يكن من الممكن تصورها حتى الأمس، بينما تعمل الفرص المتاحة للأفراد على إحياء الإغراء المضلل لقدرة الإنسان المطلقة.

ومع ذلك، فى مواجهة العديد من الفرص الجديدة للبشرية، فإننا نخوض بشكل مباشر الرعب والفظائع وتصعيد الحروب، والرغبة فى الهيمنة، مع عودة دراماتيكية إلى الماضى.

تعود إلى السطح مشاعر الخوف وعدم الثقة، وأحيانًا اللامبالاة، وفى كثير من الأحيان الاستياء والكراهية، ولهذا السبب من الضرورى إعادة الإنسان إلى صدارة أولوياتنا.

الرغبة فى الحياة والاندماج مع المجتمع لأن الجوهر لا يكمن فى الذات المنفصلة والمكتفية بذاتها، بل فى اللقاء مع الآخر، فى اكتشاف الحقائق التى يحملها الآخر، وبالتالى فى السير معًا، فى الغد الذى يجب التفكير فيه.

ومن المقرر، أن تنتهى النسخة الخامسة والأربعون من ملتقى ريمينى، الأحد المقبل، ويتضمن البرنامج 25 مؤتمرًا مع حوالى 140 متحدثًا إيطاليًا ودوليًا.

ويغطى الاجتماع بأجنحته الـ 450، ما يقرب من 23 ألف متر مربع من مساحة معرض ريمينى، وسيتم إقامة 120 ألف معرضاً، فى حين يصل عدد القائمين على المعرض إلى 16.

هناك 60 عرضًا مقررًا، موزعة فى ثلاثة مواقع خارجية – بما فى ذلك مسرح جالى المرموق – واثنان داخليان، بمشاركة إجمالية من 18 فنانًا.

وتستضيف قرية الأطفال التى تبلغ مساحتها 80 متر مربع، برنامجاً حافلاً بالمعارض والاجتماعات والعروض وورش العمل، لما مجموعه أكثر من 3.700 فعالية.

كما يوجد 15 ألف نقطة لتقديم الطعام فى الاجتماع، مع العديد من التخصصات الإقليمية وكذلك خيارات لأولئك الذين لا يتحملون الغلوتين: على وجه الخصوص، هناك 18 طاولة لتقديم الطعام مع 580 مقعد، ويشارك 3.500 متطوعًا فى تعزيز الدعم للاجتماع، من خلال 70 محطة ثابتة ومحطتين متنقلتين، بينما تمت طباعة 11 تذكرة يانصيب.

هذا العام أيضًا سيكون هناك 3.000 متطوع – 60% منهم تحت سن 30 عامًا – سينفذون 110 نوعًا مختلفًا من المهام: من ركن السيارات إلى العناية بالغرف، ومن الاتصالات إلى مرشدى المعارض، ومن تقديم الطعام إلى الخدمات الخاصة جدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »