القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالقاهرة: القضية الفلسطينية لها صدى عميق فى قلوب الملايين حول العالم

 

قال القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالقاهرة محمد حسين سلطانى، إن القضية الفلسطينية لها صدى عميق فى قلوب الملايين حول العالم.

وأن هذا اليوم هو بمثابة تذكير مؤثر بمسؤوليتنا المشتركة فى التضامن مع الشعب الفلسطينى الذى عانى من عقود من الاحتلال والظلم، وإعادة تأكيد الالتزام بمبادئ الكرامة الإنسانية والسيادة والحق فى تقرير المصير.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الثلاثاء، فى حفل إفطار نظمه بمقر إقامته بمناسبة “يوم القدس العالمى” بحضور سفيرى كوبا وفنزويلا وعدد من الصحفيين وبعض الشخصيات العامة.

وتابع السفير: إن الانتهاك الإسرائيلى لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك ليس مجرد خرق لاتفاق هش، بل هو عمل عميق من عدم الاحترام وعدم الإحساس الأخلاقى، ويتضاعف آلم الشعب الفلسطينى ومعاناته بسبب التوقيت، حيث يضطر إلى تحمل أهوال الحرب بينما هو صائم ويبحث عن العزاء الروحى.

وأضاف، من الضرورى أن يتخذ المجتمع الدولى، ولا سيما الدول الضامنة لوقف إطلاق النار موقفا حازما وممارسة الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار.

ومع ذلك، فإن الحقيقة القاسية هى أن احتمالات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار تبدو قائمة، خاصة مع تواصل الدعم الأمريكى لإسرائيل.

وقال السفير: إن صمت المجتمع الدولى أمام هذا الاستهتار الصارخ بحياة البشر يصم الآذان، وإنها لمفارقة مأساوية أن يكون الشهر الذى كان من المفترض أن يكون شهرًا للتفكير والسلام مشوبا بالعنف وسفك الدماء، مضيفًا، أن سكان غزة محرومون من أبسط حقوق الإنسان، ويجب على المجتمع الدولى أن يستيقظ على هذا الظلم.

وبينما نشهد تصاعد التوترات ومعاناة الشعب الفلسطينى، من الأهمية أن نطالب بالمسائلة والعمل، مضيفًا، يجب على العالم ألا يقف مكتوف الأيدى بينما تتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، ليبقى حلم الحل السلمى والعادل بعيد المنال.

وأضاف السفير، بدلاً من أن نحتفل بانتصار غزة والمقاومة العربية والإسلامية الأوسع نطاقاً على الكيان الصهيونى بشق الأنفس، وهو انتصار بدا وكأنه يجلب بصيصاً من الأمل بعد عام ونصف من سفك الدماء بلا هوادة، نجد أنفسنا عدنا بشكل مأساوى إلى المربع الأول.

وأن صمود وتصميم الشعب الفلسطينى الذى تحمل معاناة لا يمكن تصورها، كان ينبغى أن يكون لحظة فخر جماعى ودعوة للمجتمع الدولى للعمل من أجل دعم إعادة إعمار غزة.

ومع ذلك، فإن القرار الأخير الذى اتخذه نتنياهو باستئناف الهجمات مدفوعا برغبته اليائسة فى التشبث بالسلطة وتجنب العواقب القانونية، حطم هذا هذا الأمل الهش.

وتابع السفير: هذه ليست مجرد رد انتكاسة، إنها خيانة عميقة للأرواح التى لا تعد ولا تحصى التى فقدت والتضحيات التى قدمت.

وإن صور المنازل والمستشفيات والمدارس المدمرة وقصص العائلات التى مزقها العنف هى بمثابة تذكير بالحاجة الملحة التدخل الدولى ويقع على عاتق المجتمع الدولى التزام أخلاقى بضمان عدم ترك غزة وحدها لإعادة الإعمار خاصة وأن الهجمات الأخيرة لم تؤدى إلا إلى تفاقم الوضع الإنسانى المتردى أصلا.

وأن محنة الشعب الفلسطينى ليست مجرد قضية إقليمية، بل هى قضية عالمية تتطلب اهتمام وعمل كل دولة تقدر حقوق الإنسان والقانون الدولى، إنها دعوة لنا بصفتنا أعضاء فى “منظمة التعاون الإسلامى”، للعمل على توحيد أصواتنا وجهودنا لدعم القضية الفلسطينية.

وقال السفير: انطلاقاً من روح الوحدة هذه، أتوجه بالشكر إلى الشعب المصرى وحكومته على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية، مؤكدًا، أن مصر الدولة ذات التاريخ العريق والدور المحورى فى الشرق الأوسط وقفت باستمرار إلى جانب الفلسطينيين فى نضالهم من أجل العدالة والحرية وتوفر عضويتنا المشتركة فى “منظمة التعاون الإسلامى” منبراً لنا للتعاون وتضافر جهودنا.

ويمكننا معاً الاستفادة من نفوذ المنظمة للدفع باتجاه الاعتراف الدولى بفلسطين كدولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف وضماناً لحماية حقوق الشعب الفلسطينى ودعمها، وكما قال الإمام الخمينى ذات مرة: إن نضال الشعب الفلسطينى هو نضال جميع الأحرار والمضطهدين فى العالم

ومع ذلك، فإن جهودنا لدعم القضية الفلسطينية يجب أن تشمل أيضًا موقفا حازما ضد أولئك الذين يواصلون دعم الاحتلال وتمكينه.

ودعا السفير، الدول القادرة والدول ذات الريادة على إعادة النظر فى تعاونهم ودعمهم التجارى مع الكيانات التى تساهم فى استمرار معاناة الشعب الفلسطينى وألا تسمح للمصالح الاقتصادية بأن تطعى على التزاماتنا الأخلاقية، مضيفًا، يجب علينا أن نرفع صوتنا ضد ظلم الكيان الصهيونى وداعمه أمريكا وأن نعمل معاً لخلق عالم تحترم فيه حقوق جميع الناس وتصان.

واختتم السفير كلمته قائلًا: إن “اليوم العالمى للقدس” هو تذكير قوى بمسؤوليتنا المشتركة فى دعم القضية الفلسطينية.

وبصفتنا إيران ومصر، لدينا الفرصة والواجب لنكون قدوة يحتذى بها، ونعمل معاً فى إطار “منظمة التعاون الإسلامى” ومجموعة “البريكس” ومجموعة “الثمانية”، وندعو إلى حل عادل ودائم للصراع.

وتابع: دعونا لا نكون متفرجين على معاناة الشعب الفلسطينى، بل مشاركين فاعلين فى النضال من أجل العدالة والسلام.

ونلتزم من جديد بمبادئ التضامن والتعاطف والكرامة الإنسانية، معاً، يمكننا أن نحدث فرقاً، ونبنى مستقبلاً أفضل للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »