الفرنسيون يستعدون للتعايش مع كورونا
تنطلق بعد عدة أيام مرحلة جديدة من تعاطي الفرنسيون مع فيروس كورونا المستجد ،فبعد م يقارب شهرين من لحجر الصحي في المنازل يدخل الفرنسيون في المرحلة الثانية وهي التعايش جنيا الى جنب مع الفيروس حيث سينزلون للعمل باجراءات وتدابير لمنع انتشاره والحد من تفشيه ،أهم هذه الإجراءات على الإطلاق هي الارتداء الإلزامي للكمامات .
وكان رئيس الوزراء الفرنسي “إدوارد فيليب “قد أعلن عن خطة الجمهورية الفرنسية -في خطابه الثلاثاء الماضي -لفك الحجر الصحي -والمتمثلة في فتح المطاعم والكافيهات والعودة للعمل والمدارس التي سيستوعب كل فصل ١٥ طالباً فقط مع وجود عيادة جاهزة بالمدارس باستمرار ، فضلاً عن فتح تام لكل الأنشطة التجارية والصناعية في فرنسا بعد خسارة قدرت ب ١٥٠ مليار دولار في الشهر بحسب إحصاءات المعهد الوطني للإحصاء الفرنسي .
وتتجه فرنسا لإنهاء الحجر سي مخاوف وتحذيرات ،لكن الخسارة الاقتصادية فاقت حد الاحتمال بما ينذر بكارثة اقتصادية تتهدد البلاد إذا استمر الحال على ماهو عليه،فيسل خسارة القطاع السياحي ٨٠مليون سائح يزورون فرنسا سنوياً ،وخسارة قطاع الفندقة٢٠٪ ،و٣٠٪ للنوادي الليلية ،وخسارة شركة اير فرانس ٢١٥ مليون دولار، واتجاهها للحصول على قرض حكومي للتعافي من الأزمة التي يمكن ان تؤثر عليها لمدة عامين قادمين .
وتستعد المدارس في فرنسا لاستقبال الطلاب وسط عمليات تعقيم وتطهير واتخاذ التدابير والإجراءات الصحية اللازمة من توافر أدوات التعقيم للطلاب والعيادة المجهزة على مدار اليوم ، في حين تستعد المحال التجارية و قطاع المطاعم للعمل يوم ١١مايو في ظل التعليمات والإجراءات التي حددتها الدولة من تباعد المسافات وارتداء القفازات والكمامات والخضوع لاجراءات السلامة الصحية خلال الفترة الأولى للعودة للعمل .
وكان رئيس الوزراء الفرنسي “إدوارد فيليب “قد قال في خطابه الماضي إن الفرنسيون سيتعايشون مع الفيروس ،بعودتهم لأعمالهم ونشاطاتهم التي اغلقت جراء انتشار الفيروس خلال الشهرين الماضيين وتسبب في خسارة اقتصادية جاوزت الاحتمال الفرنسي .
ويستعد الفرنسيون للتعايش مع فيروس كورونا ،خلال الفتوة القادمة وفق تعليمات السلامة التي اقرتها الحكومة ،والوقاية التي تتمثل في المتابعة من جانب السلطات الصحية في البلاد ،خاصة بعدما أعلن رئيس الوزراء تشديد هذه الإجراءات واتخاذ عقوبات قاسية ضد المقصرين في الحفاظ على سلامة الفرنسيين ،في ظل الاستعداد للعودة للعمل خلال الأيام القادمة .
وبدت بالفعل في العاصمة باريس إجراءات فتح المحال المغلقة ،حيث اتجه اصحاب الاعمال لاتخاذ قواعد التطهير والتعقيم للمحال والمستودعات ،وترتيبات عودة العمالة وفق الاشتراطات التي وضعتها الحكومة في مقابل الصرامة في تنفيذها حفاظا على سلامة الشعب ،ففي الشانزليزيه بدأت سلاسل الماركات الكبرى في الاستعداد للعودة واستقبال الجمهور بوضع المطهرات وتجهيز العمل بقواعد واجراءات احترازية .
ويستقبل الفرنسيون فك الحظر بحالة من الفرح للعودة لأعمالهم التي توقفت خلال شهرين ، لكن تبلغ درجات الفرحة أشدها في قطاعات العمالة غير النظامية والمهاجرون غير الشرعيون الذين توقفت أعمالهم ولم يكن لديهم دخول خلال الفترة الماضية ،ولا تعوضهم الدولة نتيجة عدم إدراجهم في المظلة التأمينية لكي يحصلوا على رواتب أو مساعدات من الحكومة مثل أولئك المقيميون والذين يعملون وفق مطلة الحماية التي وفرتها الجمهورية الفرنسية .
وأطلقت الجمهورية الفرنسية سراح المواصلات العامة للعودة مرة أخرى داخل البلاد ، للقطارات وحركة المترو التي كانت تتوقف عند الساعة التاسعة مساء كل يوم لتعود الحياة الى طبيعتها في حركة المواصلات خلال الفترة القادمة في كامل التراب الفرنسي .