هل القمة الامريكية الخليجية الاربعاء القادم دوافعها مشبوهه..؟

حضر الي الشرق الاوسط في اول زيارة خارجية له ليعقد قمة مصغرة معهم ومغلقة عليهم وحدهم. ، قمة امريكية خليجية سوف تستضيفها العاصمة السعودية الرياض بعد غد الاربعاء..وهي قمة غير معلومة الهدف الحقيقي منها ، او الموضوعات المدرجة علي جدول اعمالها واستدعت حشد كل هؤلاء القادة الخليجيين للاجتماع به ، ولم تقتصر علي الدولة المضيفة وحدها خلافا لما كان متوقعا في بداية الاعلان عن هذه الزيارة. المشبوهة في دوافعها وفي حساسية توقيتها وفي اسلوب اخراجها، الخ

فالي جانب امور كثيرة اخري لا نعلمها في هذه الاجواء الغريبة والمريبة ، فان الراي العام العربي كله يعرف الي حد اليقين ان ترامب جاء الي الخليج لابتزاز دوله وشعوبه بالتريليونات التي سوف يحصل عليها منهم بطرقه المعروفة عنه ، والتي سيقدمونها له بمختلف الصور والاشكال التي سوف يقترحها عليهم ويحددها لهم ، والتي يعول عليها كروافد مالية مهمة لضخ الدماء في كثير من شرايين الحياة الاقتصادية الامريكية ، والمازومة حاليا بفعل سياساته التجارية العالمية المرتبكة والمتخبطة والتي اتت بعكس النتائج التي خطط لها في بداية اعلانه عنها.. والآن اصبحت اموال الخليج حبل انقاذ مهم بالنسبة له.. ودول الخليج النفطية الثرية تعرف ذلك تماما، وهو انه جاء اليها لياخذ منها، لا ليعطيها.. ولا يهم بعد ذلك ان يستعيدوا اموالهم يوما ما، او ان يخسروها وتضيع عليهم.. فهذه هي ضريبة رضائه عنهم..

ما يدهشني حقا، هو انهم ما زالوا علي اقتناعهم بانه يستطيع ان يوفر الحماية الامنية الموثوق فيها لهم ، وهو الذي فشل امام الحوثيين اليمنيين وحدهم في انجاز المهمة الامنية الخطيرة التي زعم انه حشد كل هذه الاساطيل والقوات ومنظومات الاسلحة المتطورة من اجل الانتهاء منها في اسرع وقت، وهو ما عجز عنه ، وسارع مهرولا يبحث بالاتفاق مع الحوثيين عن مخرج آمن له من حربه في اليمن مقابل وعدهم له بالتوقف عن مهاجمة سفنه وناقلاته وحاملات طائراته في البحر الاحمر.. وكانت هذه هي نهاية الجحيم الذي هدد الحوثيين به قبل ان يذهب اليهم بصلفه وزهوه وخيلائه ليختبر قوته التي يزعم انها الاعظم في العالم ، ومصداقية تهديداته علي ارض الواقع وليس من مكتبه البيضاوي في البيت الابيض حيث اعتاد الجعجعة والمبالغة في تهديد خصومه بما لا يقدر عليه..وهو ما حدث في كندا والمكسيك وبنما والدنبمرك والصين ، وفي كل مكان آخر ناله نصيب من تهديداته التي كان يطلقها تباعا برعونة وتهور واستخفاف قلما نجد نظيرا لها في التصريحات التي تصدر عن اي رئيس مسئول في اي دولة كبري في العالم. .. ولا نحتاج الي التذكير هنا بما كان يهدد به ايران حتي من قبل دخوله الي البيت الابيض ، وجاء الآن ليغير موقفه منها ويبدي اعجابه بها وخوفه عليها وحرصه علي تجنب استخدام العنف معها لانهاء ازمة برنامجها النووي وليعلن ان خياره المفضل هو الخيار الدبلوماسي والذي ما يزال قادرا علي توفير حل لازمة هذا البرنامج النووي الايراني، .. والايرانيون يعرفون ذلك عنه ويلاعبونه بطريقته.. وهذا هو ترامب علي حقيقته حتي يفهم. من يريد ان يفهم.. فهو مجرد ظاهرة صوتية، وهو ما افقده الكثير من مصداقيته ومن احترام العالم له.. 

وهذا هو المحك الحقيقي للحكم علي قوة ومصداقية الرئيس الامريكي ترامب ، وهذا هو الدرس الذي يحدث امام العالم في هذه اللحظة واقصد به تراجعه وتخاذله المهين امام الحوثيين في اليمن ودخوله في مفاوضات سرية معهم قبل اعلانه عن قراره بوقفه لحربه معهم ،، واذا لم تكن دول الخليج قادرة علي فهم هذا الدرس واستيعاب معناه ومغزاه لتعرف كيف تتعامل معه حتي لا تظل تخسر امامه بتهويشه وخداعه لها وايهامها بقوته ، فان اللوم في ذلك يقع عليها وحدها ، وليس علي من يجد فيها صيدا سهلا او لقمة سائغة لا يجد صعوبة في ابتلاعها وعينه طول الوقت علي ثرواتها التي يستكثرها عليها ، ولياخذ منها وبلا مقابل ما لا يمكنه ان ياخذه من اي منطقة اخري في العالم… ولا اعتقد ان ما سيحدث في هذه القمة الامريكية الخليجية المصغرة والمغلقة وما سوف يستجد بعدها وكنتيجة لها من احداث وتداعيات عربية واقليمية سوف يختلف كثيرا عن ما نتوقعه لها والتي سيكون في مقدمتها افشال القمة العربية المقبلة في بغداد مع تعدد المحاور وتقاطع المواقف وتضارب الاهداف ومع الالغام التي زرعها ترامب في طريقها حتي من قبل ان ياخذ المشاركون فيها طريقهم الي بغداد.. وان غدا لناظره قريب…