السفير القطرى بالقاهرة: زيارة الرئيس السيسى لدولة قطر تساهم فى الانتقال بالبلدين إلى مرحلة علاقات استراتيجية لآفاق أرحب

 

أكد سفير قطر بالقاهرة والمندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية طارق الأنصارى، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدولة قطر تساهم فى الانتقال بالبلدين إلى مرحلة علاقات استراتيجية لآفاق أرحب، وذلك بعد الزيارة التى قام بها الشيخ تميم بن حمد إلى مصر فى يونيو 2022، وزيارة الرئيس السيسى إلى الدوحة فى 13 سبتمبر 2022، وحضوره حفل افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 فى نوفمبر من نفس العام، والذى كان له بالغ الأثر فى تعزيز العلاقات بين البلدين، وفتح آفاق جديدة من التعاون لتشمل العديد من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية.

وأوضح السفير فى تصريحات له، اليوم الأحد، أن زيارة الرئيس السيسى لدولة قطر -وهى الثالثة له للبلاد- تأتى فى مرحلة حساسة يمر بها الشرق الأوسط والوطن العربى، ولكن تشهد فيها العلاقات الثنائية بين البلدين المزيد من الترابط واللحمة والنمو فى كافة المجالات، وخصوصا السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقال: إن هذه الزيارة تواكب الأحداث المتسارعة والحرجة التى تتعرض لها المنطقة، والتى تحتاج إلى التنسيق والتباحث والتشاور وتبادل الرؤى، حيال القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، لا سيما القضية الفلسطينية، لافتًا، إلى أن كلا البلدين يستشعران التحديات الإقليمية والعالمية ويتعاملان معها بمسؤولية وصدق.

وأكد السفير، أن زيارة الرئيس المصرى تعطى دفعة قوية للجهود المصرية – القطرية الدؤوبة والصادقة فى ظل القيادتين الحكيمتين ودورهما المحورى فى عمليات التفاوض والوساطة، للعمل على وقف العدوان الإسرائيلى وتثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى القطاع، فضلًا عن استمرار الجهود المشتركة للتنسيق مع الجانب الأمريكى اتصالا بجهود الوساطة، منوها، إلى أن البلدين يتشاركان فى مواقفهما الموحدة تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية.

وأشار، إلى أن الزيارة تمثل أيضًا فرصة للتشاور حول سبل تهيئة الظروف لإعادة الإعمار فى غزة، ونجاح مؤتمر القاهرة للتعافى المبكر وإعادة الإعمار، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.

وأضاف السفير، تعكس الزيارة رغبة الجانبين فى استمرار التنسيق المشترك للعمل على خفض التصعيد فى المنطقة، وتجنيب الإقليم الانزلاق إلى مزيد من التوترات، وضرورة العمل المشترك بين الجانبين للتوصل لتسوية سياسية تضمن إرساء الاستقرار فى المنطقة، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كحل نهائى للصراع.

وأكد، أن زيارة الرئيس السيسى لدولة قطر تعد تتويجا للتقدم المحرز فى عمل الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين قطر ومصر عام 2024، للدفع بآفاق التنسيق السياسى والتعاون الاستثمارى والاقتصادى بين البلدين، وبحث آفاق الاستثمار بين الجانبين، حيث شهدت العلاقات القطرية – المصرية تطورا فى تلك الجوانب.

وعلى الصعيد الاقتصادى وبالتحديد فى المجال الاستثمارى، أشار السفير إلى أن هناك مساعى كبيرة لتوسيع الاستثمارات بين البلدين، مؤكدًا، أن الطرفين شهدا زيارات ومحادثات متبادلة فى هذا الشأن، كان آخرها زيارة الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل إلى الدوحة فى فبراير الماضى، وسبقه زيارة الشيخ محمد بن عبدالله وزير المواصلات إلى مصر فى يناير، وكذلك الاجتماع خلال نفس الزيارة برئيس غرفة قطر بحضور رئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد السويدى.

ولفت، إلى أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قام فى نوفمبر 2024 بزيارة إلى مصر، حظيت باهتمام كبير فيما يخص الملف الاقتصادى ومجال الاستثمار، حيث اجتمع مع الرئيس السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.

وذكر السفير فى سياق تصريحاته، أن حجم التبادل التجارى بين قطر ومصر ارتفع إلى 38% عام 2024، إذ بلغت قيمته نحو 746 مليون ريال قطرى، مقابل 540 مليون ريال عام 2023.

وأشار، إلى أن التعاون فى المجال الثقافى بين البلدين فى طريقه أيضًا إلى المزيد من التطور والنمو، مؤكدًا، أن هذا العام شهد تنوعا فى التبادل الثقافى من خلال فعاليات الأسبوع الثقافى المصرى فى الدوحة، فضلًا عن الإعلان عن تسمية قطر بضيف شرف فى معرض القاهرة الدولى لعام 2027، وكذلك الجهود الجارية لإقامة أسبوع ثقافى قطرى بالقاهرة خلال هذا العام، إلى جانب إقامة العديد من الفعاليات القادمة فى المجال الثقافى والفنى.

وقال السفير: إن وجود عدد كبير من الجالية المصرية فى قطر يساعد على زيادة الترابط الثقافى والاجتماعى بين البلدين، حيث تعد الجالية المصرية من أكبر الجاليات المقيمة فى قطر، ويقدر عددها بحوالى 200 ألف نسمة وفقًا لتقديرات عام 2024، وهى تسهم فى دعم الاقتصاد القطرى والمشاركة فى عمليات التطوير والتنمية فى مختلف المجالات وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، جنبا إلى جنب مع جهود أشقائهم القطريين.

وبالنسبة للمبادرات المجتمعية للسفارة قال السفير: إنها تنبثق من سياسة قطر لدعم التنمية المستدامة وفى سياق سياسة وزارة الخارجية للتعاون الدولى، والتى منها دعم قطاعات الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادى، دعما للتنمية الاجتماعية فى مصر، وذلك بالتنسيق مع الحكومة المصرية فى مجالات العمل الخيرى والتنموى، وصولا لمجتمعات متكاملة تنعم بالسلام والأمن والاستقرار وهذه هى فلسفة الدعم الخارجى القطرى، وانطلاقا من الثقافة العربية المشتركة بين مصر وقطر، التى من أعمدتها الاهتمام بالتنمية الاجتماعية من خلال دعم فئات المجتمع، بما فى ذلك الأطفال والمعاقين والأيتام، وتقديم كل أشكال الدعم للمحتاجين، للقضاء على الفقر والعوز ورسم البسمة فى النفوس وزرع الأمل لمستقبل أفضل.

وأضاف، هذه هى سياسة قطر كعضو فاعل ومسؤول فى محيطها العربى الإقليمى والعالمى كذلك واتساقا مع مبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

واختتم السفير تصريحاته، بالتأكيد على أن مصر وقطر تتمتعان بعلاقات تاريخية قوية متأصلة من الترابط والتلاحم والتضامن على مستوى القيادتين وعلى المستويين الرسمى والشعبى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »