الدعم الامريكى المطلق لاسرائيل سابق الزمن فى تنفيءمخطط التفكيك والتقسيم

 

خلاصة الصورة الكئيبة والمؤسفة التي نحن فيها الآن كمنطقة عربية مستهدفة من اعدائها وتعيش مع الحروب والصراعات والازمات والمؤامرات التي تضربها وتحاصرها من كل اتجاه واحدا من اسوأ فصول تاريخها علي الاطلاق ، هذه الصورة المخيفة تبدو لنا كالآتي. :

الاسرائيليون وبدعم امريكي مطلق وغير مشروط ، ماضون وبقوة دفع تسابق الزمن في تنفيذ مخططهم التفكيكي والتقسيمي لكل ما يمكنهم افشاله والاجهازعليه من الكيانات العربية المجاورة لهم والتي يتصورون انها يمكن ان تشكل خطرا محتملا علي امنهم او علي وجودهم ولو بعد مائة عام من الآن..

ومع سيطرة الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم ، ومع تحول المزاج الاسرائيلي العام معهم في هذا الاتجاه الاميل الي العنف والحرب بعد تلاشي التيارات اليسارية التي كانت تدعو في الماضي للسلام والتي كان ابرزها حركة السلام الآن،. اصبحنا في مواجهة مجتمع حرب يتغذي علي ثقافة العنف ويجد فيها الضمان الاكيد لامنه وبقائه وقدرته علي هزيمة الاخطار المحدقة به في بيئة اقليمية معادية وكارهة ورافضة له..

وان السلام معها ليس هو الحل وانما قد يكون هو الطريق الي النهاية..

ومع تراكم هذه المشاعر العدائية ومع ترسخ تلك القناعات العنصرية ، لم يكن المجتمع الاسرائيلي يوما علي هذا المستوي من الشراسة والعدوانية والتحفز كما هو اليوم، ولم تكن ثقتهم في قدرتهم علي تحقيق مخططاتهم الاستيطانية التوسعية بطابعها الاحلالي المعروف عنها ، اكبر او اقوي مما هي عليه اليوم..

وبانهم قادرون علي فرض الامر الواقع الذي يلائم تلك المخططات ويعزز من قدرتهم علي مواصلة تحقيقها في ظل عجز عربي تتواضع امامه النتائج السيئة لكل الحروب العربية الاسرائيلية في الماضي..

والتي كانت اهون نسبيا بكثير من كل ما اصبحنا فيهه الآن من اوضاع مخيفة ومزرية وتؤشر بالكثير مما لا تحمد عقباه…

كنا في الماضي نحارب اسرائيل، وفي سياق هذه الحروب كانت تحدث انتصارات وانكسارات ، لكن كانت المنطقة العربية اكثر صلابة وتماسكا ، وكانت قادرة علي الصمود والتصدي ، وكانت هناك روح التحدي والمقاومة، وكانت قناعة العرب من المحيط الي الخليج هي ان اسرائيل كانت صنيعة استعمارية وانها يوما الي زوال.

وان نهايتها محتومة، َوان العرب قادرون علي هزيمتها وهزيمة المشروع الغربي كله معها مهما طال الزمن..

كان هذا في الماضي رغم قلة الامكانات وضعف السلاح وسوء الاحوال ، اما ما يحدث الآن، فهي هزائم وانكسارات وتراجعات وخسائر صادمة ومروعة بلا اسباب كانت تدعو اليها..

فهي معارك نخسرها بلا حروب ، وهزائم لا نستحقها وكان بالامكان تجنبها ، وخاصة واننا نملك من الطاقات والموارد والقدرات والثروات ومن اوراق وادوات الضغط علي اقوي مراكز صنع القرارات في العالم ما يحسدنا العالم كله عليه..

لكننا عجزنا عن توظيف كل تلك الاوراق والادوات وتركناها تسقط من ايدينا لتخوفنا من عواقب وتداعيات استخدامنا لها ..

وبذلك تحولنا من ضاغطين الي مضغوط عليهم ومن فاعلين الي مفعول بهم..

ولم نعد نملك اي خيارات نتحرك بها اقليميا او دوليا لتغيير هذا الواقع العربي المتردي..

ومن هنا كان لا بد وان نحصد هذا السيل الضخم والمستمر من النكسات والهزائم والصدمات التي دمرت الكثير من مجتمعاتنا وافقدتها قدرتها علي مواصلة حياتها بصورة طبيعية وهادئة ومستقرة..

نعيش مع نظام اقليمي عربي عاجز وفاشل بشهادة الجميع من اعداء واصدقاء ، نظام متدهور الاداء ومستعصي علي العلاج ولا امل يرجي منه ، ومع حكومات عربية تتحرك بعشوائية وتخبط وارتجال عفو اللحظة ولا تملك روية استراتيجية مدروسة وبعيدة المدي لامن ومستقبل دولها وحتي يمكنها ان تحدد لنفسها افضل المسارات التي يمكنها ان تتحرك فيها ، ومع شعوب عربية غارقة في ازماتها الحياتية ولم تعد تجمعها ببعضها اهداف قومية مشتركة وفقدت تواصلها مع بعضها خلافا لما كان عليه الحال من قبل عندما كان هذا التواصل في ذروته ، ومع جيوش وطنية عربية لم تعد لها عقيدة او رسالة قومية تحارب من اجلها كما كانت تفعل في الماضي وكانت القضية الفلسطينية بالنسبة لها هي اقدس المقدسات القومية ، ومع ثروات عربية تذهب لشراء رضاء دول هي اعدي اعدائنا واكثر المتآمرين علينا وكان يجب ان تعاقبهم بدلا من ان تكافئهم، ومع عنف طائفي داخلي جعل اسرائيل مصدر الحماية والدعم الاول لبعض تلك الطوائف ضد البعض الآخر وآخرهم الدروز السوريين ممن يطلبون تدخلها وينشدون حمايتها لهم..

ومع واقع عربي عام خاذل ومحبط ولا يبشر بخير حاضرا او مستقبلا.. واقع لم تكن اسرائيل تحلم يوما بما هو افضل منه بالنسبة لها…. فهل لنا بعد ذلك ان نتساءل عن اسباب ما نحن فيه من دمار وانهيار .؟..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »