البروفيسور وائل فاروق يوضح أهداف ملتقى “ريمينى
صرّح البروفيسور وائل فاروق أستاذ اللغة والثقافة العربية فى الجامعة الكاثوليكية أن ملتقى ريمينى هو أكبر فعالية ثقافية فى العالم خلال أشهر الصيف.
وقال فاروق، فى حوار مع وكالة “نوفا”: إن الملتقى يُعقد فى مدينة ريمينى التى تقع على ساحل البحر الأدرياتيكى وهى أيضًا موطن المخرج السينمائى الشهير فلينى، ويقصدها السائحون من كل الشعوب الأوروبية ولا سيما شمال أوروبا، ومن هنا جاءت فكرة تسمية ملتقى ريمينى بهذا الاسم “لقاء الصداقة بين الشعوب”، لأن شاطئ ريمينى لطالما جمع بين كل الشعوب الموجودة فى أوروبا ومن بدأوا المغامرة، مغامرة ملتقى ريمينى لبناء الجسور بين هؤلاء الناس الذين يأتون من كل مكان وتقديم ثقافة توحدهم وتجمعهم معاً من منطلقات إيمانية وروحية.
يحضر ملتقى ريمينى كل عام بين 800 ألف إلى مليون شخص، ويستمر لمدة أسبوع تعقد فيه حوالى 400 ندوة، وخلال هذا الأسبوع تقام معارض يشارك فيها صحفيين من كل العالم.
وتابع فاروق: إن ملتقى ريمينى أصبح علامة ومنصة كبيرة تجمع بين الشعوب وكبار مثقفى العالمد وشارك فى هذا الملتقى، يوجين يونسكو، والمخرج السينمائى تاركوفسكى، وعدد من كبار الفنانين حول العالم فى الموسيقى والفن التشكيلى، إلى جانب رواد الأعمال والصناعة وكبار رجال السياسة.
وفى الماضى، شارك الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، وعمرو موسى وزير الخارجية المصرى الأسبق، كما شارك نجيب ساويرس، وطارق بن على من تونس، مضيفًا، كل نخب العالم تلتقى فى مدينة ريمينى لبناء جسور وحوار بين الثقافات المختلفى.
وعن أهم فعاليات ريمينى فى دورته الـ45، أوضح فاروق أن هناك فعاليات كثيرة جدا من بينها معارض وندوات كبرى يشارك فيها مثقفين كبار من جميع أنحاء العالم، وأبرزهم إيمانويل إيرك شميت، مؤلف رواية “مسيو إبراهيم وزهور القرآن”، التى تحولت لاحقاً إلى فيلم سينمائى كان بطله الفنان عمر الشريف.
كما يشارك رئيس المفوضية الأوروبية السابق، ومعظم وزراء الحكومة الإيطالية، إلى جانب رئيسة وزراء أوغندا، وكبار رجال الدين من كل أنحاء العالم، ومن إيطاليا يشارك الكاردينال زوبى، والكاردينال بيتسبالا بطريرك القدس.
ومن العالم الإسلامى، يشارك رئيس رابطة العالم الإسلامى الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى جانب العديد من النخب من جميع أنحاء العالم.
وهذا العام، يشهد الملتقى عدة عروض فنية موسيقية ومسرحية وسينمائية -على حد تعبير فاورق- الذى قال: إن للعالم العربى حضور خاص أيضًا فى المعارض، حيث إن هناك معرضًا كبيرًا عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هذا العام.
التربية على المصالحة
وضمن فعاليات الملتقى .. أدار فاروق جلسة بعنوان “التثقيف من أجل المصالحة”، التى شهدت كذلك مشاركة الكاردينال ماثيو ماريا زوبى رئيس الاتحاد الأسقفى الإيطالى ورئيس أساقفة بولونيا.
وقال زوبى: إن هناك القليل جدًا من المصالحة لأننا نسعى إلى الماديات قليلاً جدًا، فى الواقع إذا لم تكن هناك مصالحة فهناك شر ولا يوجد حل وسط، الشر لا يتوقف أبدًا، والكراهية ليست خاملة أبدًا، بدلاً من التربية على المحبة، نحن محاطون بالتربية على الكراهية، ولهذا السبب تحديداً لا يمكن للمصالحة أن تكون خياراً لأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من النفايات السامة التى ينتجها الشر دائماً، إن الشر الذى يُزرع يكون دائمًا خصبًا، المصالحة ليست شيئاً إضافياً، بل هى واجب.
وفى لحظة تاريخية طغت عليها الكراهية والجروح والانقسامات والصراعات، فإن المصالحة هى السبيل الوحيد للسلام، لأنها توقظ ذكرى الوحدة بيننا -على حد قول زوبى- لأنه حتى لو كان لدينا دين آخر فإن الآخر هو أخوك.
وشدد زوبى، على أن الأمر المُلح هو انفتاح القلب والعينين، لأننا نفتح أعيننا لرؤية الجمال واستقباله واحتضانه، مؤكدًا، أن قبول الجمال الموجود فى تجربة الآخر هو الخطوة الحقيقية الأولى نحو المصالحة.
ركائز الاستقرار
من بين المتحدثين فى الجلسة، كان محمد العيسى عبر رابط فيديو لملتقى ريمينى، حيث قال: عندما نتحدث عن المصالحة فإننا نتحدث عن إحدى ركائز استقرار العالم الإنسانى.
وعرّف العيسى، الذى كان دائما منخرطا فى قضايا المصالحة والحوار بين الأديان، المصالحة كـ”جسر بين الثقافات المختلفة”، دافعاً إلى تذكر أصلنا الحقيقى لأننا عائلة إنسانية فريدة ومتحدة، وإذا لم نكن موحدين فإننا نفقد أنفسنا.