احتفالية كبرى فى القاهرة بالذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردى مصطفى بارزانى

 

ثمن مدير مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة شيركو حبيب، مواقف مصر حكومة وشعبا تجاه العراق بكافة مكوناته.

وقال: نحن الشعب الكردى بصورة عامة والحزب الديمقراطى الكردستانى نثمن المواقف المشرفة لمصر منذ الزعيم جمال عبدالناصر إلى يومنا هذا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وما نلاقيه من حسن المعاملة.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الجمعة، فى حفل إفطار نظمه مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بمناسبة الذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردى مصطفى بارزانى، وذلك بحضور القائم بأعمال سفارة العراق بالقاهرة د. مهند محسن، وعدد من النواب والدبلوماسيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات.

وقدم حبيب، خالص تهانيه إلى الشعب المصرى بمناسبة انتصارات العاشر من رمضان، حيث حرر الجيش المصرى الباسل أراضيه المحتلة، داعيا الله أن يتغمد الشهداء فى جناته الواسعة.

ومن جهة أخرى، قال حبيب: إن الاحتفال بالذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردى مصطفى بارزانى هو إحياء لصفات قائد ثورى احترمه العرب والعالم.

وتابع: ولد بارزانى فى الرابع عشر من مارس عام 1903 لعائلة دينية وطنية ومنذ أكثر من قرن دافعت عن حقوق الإنسان، وكذلك سعت لنشر سلوكيات الرفق بالحيوانات وحماية البيئة.

فى بارزان نهج خاص يعرف بنهج بارزان، وليس هذا محصورا فى بارزان وإنما لدى كل من التزم الإيمان بالله وعدم الخضوع إلا لله وحده، هناك العيش المشترك بين كافة الأديان والأقوام، فالمبادئ الأساسية هى التقوى والوطنية والإنسانية والسلام، ومعها سنجد للمرأة مكانتها.

لطالما طبق البارزانيون نظام الإصلاح الزراعى وملكية الأراضى وحماية البيئة، وأيضًا حقوق المرأة، فالإصلاحات والعدالة والمساواة التى أرساها البارزانيين جعلت العديد من العشائر ينضموا لحلفهم.

وأضاف حبيب، ترعرع بارزانى فى هذه البيئة، تعلم منذ صباه هذه المبادئ القيمة، وعانى من بطش الحكومة العثمانية منذ صغره وسجن مع والدته وراء قضبانها فى الموصل ولم يتجاوز عمره ثلاث سنوات، واستشهد شقيقه الأكبر عبدالسلام بارزانى فى مواجهة الدولة العثمانية لعدم رضوخه لأوامرهم التعسفية.

عام 1929 انتدبه شقيقه الأكبر أحمد البارزانى للمساهمة فى ثورة الشيخ سعيد پيران فى كردستان تركيا، ثم شارك أخاه الأكبر فى قيادة الحركة الثورية الكردية للمطالبة بحقوق الكرد القومية.

وعام 1935 تم نفيه إلى مدينة السليمانية مع أخيه أحمد بارزانى، وعام 1942 هرب من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية 1943- 1945 ثورة بارزان، التى قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين.

أسس مصطفى بارزانى الحزب الديمقراطى الكردستانى عام 1946 وانتخب رئيساً له ورفع شعار “الديمقراطية للعراق” لإيمانه بأن بناء بلد ديمقراطى كفيل بحل المشاكل والخلافات، وفى (كردستان-إيران) عندما أعلن هناك أول جمهورية كردية فى مدينة مهاباد عام 1946 حضر بارزانى الحفل المقام بمناسبة إعلان الجمهورية وعين قائداً لجيش جمهورية كردستان حيث منح رتبة جنرال.

بعد انهيار الدولة الكردية الوليدة، توجه بارزانى إلى الاتحاد السوفيتى مع 500 من رفاقه سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة فى إيران وتركيا والعراق تلاحقهم جيوش هذه الدول، حيث واجهوا عقبات كثيرة فى طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية-السوفييتية ودخولهم الاتحاد السوفيتى، وبقوا هناك لعشر سنوات.

وعام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعا الرئيس العراقى عبد الكريم قاسم القائد التاريخى الكردى للعودة إلى العراق وتم استقباله استقبال الأبطال وبدأت مناقشات حول إعطاء الكرد بعض مطالبهم القومية، ولكن مطالب البارزانى والشعب الكردى لم تتطابق مع ما كان فى نية عبد الكريم قاسم إعطائه للكرد، فأدى ذلك إلى تجدد الصراع مرة أخرى وقام قاسم بحملة عسكرية على معاقل بارزانى عام 1961.

وخلال عودته من الاتحاد السوفيتى السابق مرورا بمصر استقبله الزعيم جمال عبدالناصر وهو أول زعيم عربى يستقبل البارزانى، وكان من مؤيدى الحقوق القومية للشعب الكردى ورفض استعمال القوة ضدهم وكان ضد الاقتتال فى كردستان، ولا ينسى التاريخ لقاء الزعيمين فى القاهرة يوم 5 أكتوبر 1958 وأيضًا زيارة البارزانى إلى مدينة بورسعيد التى واجهت العدوان الثلاثى وقتها.

بعد 9 سنوات من الحرب بين الكرد بقيادة البارزانى اضطرت الحكومة العراقية إلى الاتفاق معه وتوقيع اتفاقية الحكم الذاتى للكرد فى مارس 1970، وسميت باتفاقية “آذار” التى تعد أول اعتراف رسمى من الحكومة العراقية بحقوق الكرد، لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب انقلاب قيادة حزب البعث على الاتفاقية عام 1974 وتوقيعه لاتفاقية الجزائر مع شاه إيران والتى تنازل بموجبها العراق عن شط العرب وعن المطالبة بالأحواز مقابل توقف إيران عن تقديم الدعم العسكرى واللوجستى للثوار الكرد وهذا ما حدث فعلاً.

هكذا عاش مصطفى بارزانى وكرس حياته من أجل شعبه ومن أجل إشاعة العدالة والديمقراطية والتسامح والعيش المشترك وعرف كردستان بالعالم وعرف العالم كردستان من خلاله.

واختتم حبيب كلمته قائلًا: كان بارزانى مناصرا للقضية الفلسطينية ولازلنا على نفس النهج ندعم الأشقاء الفلسطينيين فى قيام وبناء دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، ونحن ضد أى مشروع للتهجير القسرى للشعب الفلسطينى كما ترفضه مصر تماما، فنحن نشعر بمعاناتهم وندرك خطورة تهجيرهم من ديارهم، ونحترم قرارات السلطة الفلسطينية.

ومن جانبه، قدم د. مهند محسن التهنئة بإسم السفير العراقى قحطان طه، وبإسم سفارة العراق لدى القاهرة، إلى الحزب الديمقراطى الكردستانى بمناسبة ذكرى ميلاد مؤسسه الزعيم مصطفى بارزانى.

كما قدم الشكر لمسؤول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة شيركو حبيب، عن دوره فى دعم العلاقات العراقية-الكردية-المصرية، مؤكدًا، أن أسمى ما يصل إليه الإنسان هو أن يبقى خالدًا فى ذاكرة أهله وشعبه، وهذا ما وصل إليه الزعيم الكردى مصطفى بارزانى صاحب التاريخ الكبير فى العمل على البناء الديمقراطى فى العراق، وهو ما يسعى الجميع إليه الآن ونفخر به، والذى عمل مع أول وزير خارجية من الحزب الديمقراطى هوشيار زيبارى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »