إطلاق خطة الاستجابة للاجئين وتعزيز القدرة على الصمود فى مصر لعام 2025

 

أطلقت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، خطة الاستجابة للاجئين وتعزيز القدرة على الصمود فى مصر لعام 2025، وذلك فى إطار تعزيز الحماية ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة، مع إطلاق نداء إنسانى لتوفير 339 مليون دولار أمريكى لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين والمجتمعات المضيفة فى مصر.

تجمع هذه الخطة بين وكالات الأمم المتحدة، والشركاء فى العمل الإنسانى والتنموى، والوزارات المعنية، والهيئات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدنى، والمنظمات التى يقودها لاجئون، من أجل دعم أفراد من مجتمعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة المتأثرة بإجمالى عدد 1.8 مليون فرد وذلك على مدار عام 2025، من خلال أنشطة منقذة للحياة وخدمات أساسية تشمل التعليم والصحة والحماية والمساعدات النقدية وسبل كسب العيش والأمن الغذائى.

وقال السفير وائل بدوى نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الهجرة واللاجئين ومكافحة الاتجار بالبشر: يُعدّ دور المجتمع الدولى بالغ الأهمية لمنع المزيد من النزوح، إلى جانب تعزيز الاستجابة وتوفير الموارد اللازمة للاجئين والمجتمعات المضيفة بطريقة عادلة ومسؤولة.

وأضاف، لطالما كانت مصر ملاذًا آمنًا للفارين من النزاعات والاضطهاد، متبنية سياسات عدم إنشاء مخيمات ودمج اللاجئين فى الأنظمة الوطنية.

علاوة على ذلك، تقوم رؤية مصر 2030 على مبدأ “عدم ترك أحد خلف الركب”، بما يضمن أن يكون اللاجئون وطالبو اللجوء على قدم المساواة مع المواطنين المصريين.

وتابع بدوى: مع وجود أكثر من 1.5 مليون سودانى فى مصر، أصبحت مصر حاليًا الدولة المستضيفة الأكبر للفارين من النزاع فى السودان.

وفى ظل التصعيد الإقليمى غير المسبوق والتحديات الاقتصادية، أصبحت الموارد تحت ضغط شديد، وتواجه البنية التحتية العامة تحديات كبيرة، ومن خلال التعاون مع شركائنا فى الأمم المتحدة، وبدعم من المجتمع الدولى، نواصل التزامنا بسياساتنا الشاملة، ونسعى إلى التخفيف من هذه التحديات.

وقالت د. حنان حمدان ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر ولدى جامعة الدول العربية: تمثل خطة الاستجابة للاجئين فى مصر خطوة رائدة إلى الأمام، فهى أول خطة وطنية شاملة للاستجابة للاجئين من جميع الجنسيات فى مصر، تعكس القيادة القوية للحكومة والتنسيق الوثيق بين جميع الجهات المعنية.

وأضافت، تجمع الخطة بين المساعدات الإنسانية، وتعزيز القدرة على الصمود، والتخطيط للحلول المستدامة فى إطار موحد، كما تعمل على تفعيل الميثاق العالمى بشأن اللاجئين من خلال استثمارات ضرورية فى مجالات مثل التعليم، والصحة، وسبل كسب الرزق، والأمن الغذائى، والتماسك الاجتماعى.

من جانبه صرّح أليساندرو فراكاسيتى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر: رغم أهمية المساعدات الإنسانية العاجلة، فإن الاستثمار الاستراتيجى فى سبل كسب العيش والقدرة على الصمود يمثلان ركيزة أساسية لضمان استدامة الدعم المقدم لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

وأضاف، تعد خطة الاستجابة دعوة واضحة للعمل، من شأنها تمكين الأفراد وتعزيز قدرتهم على مواجهة الصدمات الاقتصادية، بما يمهّد الطريق نحو حلول دائمة.

وتابع فراكاسيتى: يتطلب هذا الجهد شراكة وثيقة بين الحكومة المصرية ومنظومة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، مدعومة بالتزامات قوية لتحويل المسؤولية المشتركة إلى دعم مستدام.

وحتى 24 يونيو 2025، تستضيف مصر أكثر من مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين لدى المفوضية من أكثر من 60 جنسية.

وأدت الأزمة فى السودان إلى زيادة هائلة فى أعداد اللاجئين السودانيين، حيث ارتفع عددهم بأكثر من 12 ضعفًا أبريل 2023، ويشكل السودانيون حاليًا حوالى 73% من إجمالى اللاجئين، يليهم السوريون بنسبة 13.5%.

وتزامنت هذه الزيادة الأخيرة فى أعداد اللاجئين مع تزايد احتياجات اللاجئين، حيث استنزفت العديد من الأسر مواردها المحدودة فى رحلة البحث عن الأمان.

ونتيجة لذلك، تواجه الخدمات العامة والبنية التحتية ضغطًا كبيرًا، مما يبرز أهمية تقديم دعم مُركّز لتعزيز قدرة الحكومة على الاستجابة الفعّالة.

كما يؤكد هذا الوضع على الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون والمساعدة الدولية، خاصة فى ظل التحديات التى يواجهها الشركاء المعنيين بالمناشدة الدولية فى تلبية الاحتياجات المتزايدة بموارد محدودة.

وتعمل خطة الاستجابة تحت قيادة الحكومة المصرية كآلية للتنسيق والتنفيذ وتعبئة الموارد، تساهم فى توحيد الجهود لمواجهة التحديات الإنسانية والتنموية، ودعم المؤسسات الوطنية للاستمرار فى توفير الحماية والمساعدات المنقذة للحياة، وتعزيز الأنظمة الوطنية والتعايش السلمى بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »